شهيد
إنى حزينْ
فدَعى ملائكتى تعافر ذنبَها
ودَعى شياطينى ..
تراود موتهَا
ودَعى العصافيرَ التى نامتْ على أَ رَ قِى
تخبِّىء لحنَها الكذابَ ..
عن طفلى الغبىْ
إنَّ الهزائم أنبتت أشجارَها
فتسلَّقى ..
وجعى المعاندَ كى ترى
كم أَلْف أغنية ..
تشيّعنى نَبِىْ
كم أَلْف نورسة تهاجرنى
ل .. لا وطنٍ قَصِىْ
كم أَلْف حزنٍ يستحمُّ بشاطئى
و أنا ...
أُ لوِّن مأتمى ..
وأُ برّىء الأشجارَ من قتلى
ومن دمه النقىْ
إنِّى أجوب الآن أقبيةَ المواتِ
أحرر المأسورَ بالوهج المخادع
كى يشاطرنى الحقيقةَ ..
أنَّه ما عاد حىْ
فتمهّلى .. حتى يصالح موتَه
فلربّما ندمت قصيدتُه
وتابت عن براءتها
وألقته .. شهيدا فى يَدَىْ
فلقد ترهَّلت المسافةُ بيننا
قد كنتُ أشعل أغنياتى .. إنّما
ما عاد قلبك يستضىء من الأغانى
فاغفرى لى .. لم يعد شىء لَدَىْ
وأنا حزينً ..
فامنحينى بعضَ ما أودعته فى مقلتيكِ
لكى .. أكفن طفلَنا
* * *
من ديوان ( الموت على قارعة النشيد)