* حنين *

..........



صباح مسقط ..
السيارة تمضى على طريق الكورنيش بمطرح . تميل إلى منطقة ريام . الجبال ـ على اليمين ـ صخرية ، مرتفعة ، تبدأ من البداية ، وتنتهى فى اللانهاية . مشوار كل صباح لأوصل زوجتى ـ مدرّسة ـ وابنتى ـ طالبة ـ إلى مدرسة الزهراء الثانوية ..
أدير جهاز الكاسيت على الأغنية التى أتذكرها ـ فى بداية مشوارنا الصباحى ـ أو تذكرنى بها زوجتى أو ابنتى . يعلو صوت علاء عبد الخالق وحنان ومنى عبد الغنى :
مصر انت حتة منى .. مش مجرد اسم وطنى
عيناى ـ فى قيادتى للسيارة ـ تنظران إلى الطريق ، دون أن أعى ملامحه جيداً . تنقلنى كلمات الأغنية إلى ميدان الحسين ، وطريق القاهرة ـ الإسكندرية الزراعى ، والمينا الشرقية ، واللائذين بمقام أبو العباس ، وعربة أبو فروة على ناصية شارع زاوية الأعرج ، وحلقة السمك ، وصيد المياس فى العصارى ، ولعب الكرة فى الشارع الخلفى ، ومرسى القوارب ، وتلاقى الأذان من مآذن المساجد فى بحرى ، وأهازيج السحر ، وبائع الصحف لصق جدار أجزخانة جاليتى ، وحلقات الذكر أمام سيدى البوصيرى ، والنخيل السلطانى فى ميدان المنشية ، وزحام شارع الميدان ..
أتنبه على صوت ابنتى : المدرسة ..
أضغط على الفرامل . أتأمل ما حولى بنظرة غير واعية . أرد على تلويحة كل من الزوجة والابنة وهما تغيبان داخل المدرسة . أنطلق بالسيارة ، يسبقنى الشرود إلى فضاءات بينى وبينها مدن وصحارى وبحار ..