عبد المنعم جابر الموسوي
المانيا برلين
27.1.2007
أوَ بعد الآنَ تَحِنُّ ...؟
لِليّلةِ وأنا أحلمُ أنَّكِ ستعودينْ
تَهَيَّأتُ لَكي وَحدَكِ
ونَسيتُ المَدعُوّينْ
فَلَبِستُ أناقَةَ حُزُنِ الصَفصافاتِ لأجلِكِ
ونَثَرتُ على جَسَدي
عَبَقَ النَسرينَ لأُفتِنَكِ
أَرَّختُ المَوعِدَ تِذكاراً مَحفوراً تحتَ مَساماتي
وَقَدِمتُ كَمَجذوبٍ لمْ أتَكَهَّنْ
مِن أنّيَ مُتَّهَماً أُقتادُ إلى عَرضِ خَطيئاتي
كُنتُ دَعَوتُ الأَعراسَ جميعاً والأَورادَ جميعاً
أَن تَحظُرَ طَقسَ زَفافي
خَبَّأتُ طُفولاتِ الشُعراءِ بِمِحفَظَتي
حتّى أَزِفَتْ ساعةُ صِفري
فَنَشرتُ غَسيلَ جُروحي بينَ الناسِ
كالهارِبِ صَوبَ الشارِعِ أَتَشَوَّفُ
والشارِعُ أَصحَرَ إلاّ المَطَر القاسي
كَفُؤادِكِ والبَرقُ اللاهِثُ كَحَريقي
يُنبِؤُني مِن أَنّيَ مُنخَذِلٌ حَدَّ النَشوَةِ في الكاسِ
وَكَمَن يبني قَصراً فوقَ ضَبابه
أَو يَستَرزِقُ رَيّاً من كوزِ سَحابَه
وَكَأَنّي موسى أَضرِبُ حَجَراً
كَي يَتَفَجَّرَ نَبعاً في لَحظَةِ يَأسٍ
يَستَوعِبُ قَلبَ نَبِيٍّ
فَمَتى أصحو لأَرَ الأَحياءَ مَضوا
والبَحرَ تَغَيَّرَ والتَقويمَ
وَحُسنَ الغاباتِ وَرائِحَةَ السَوسَنِ
فالأَرضُ طَوَت زُهدَ الرُسُلِ المَنفِيّينَ
شَرائِعُهُمْ .. رُمِيَت مِن أَعلى القَصرِ
وَدُماهُمْ .. أُخِذَتْ أَسرى
وَقَصائِدُهُمْ زُجَّت في النارِ
على مَرآىً أو مَسمَعْ
مِن كُلِّ بَغِيٍّ أو سمسارٍ
والشَمسُ تَرى بِدَمٍ بارد
مايَرتَكِبُ الجَزّارُ
فَهَل نامَت عَينُكَ عَن هذا أم ماذا ؟
وَإِلى أينَ تُريدُ الإِبحارَ
وَأَيَّ الجُزُرَ الغَرقى تَنشُدُ سَكَناً أو سُكنى .. وَلِماذا ؟
أَوَ بعدَ الآنَ تَحِنُّ .. ؟
تَجِنُّ إِذَنْ ياهذا !!!
عبد المنعم جابر الموسوي
المانيا برلين
27.1.2007
Jabirab1@yahoo.de