الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه,,
ومن الناس من خيره كماء الغيث الذي يهمل فوق الوهاد ويهطل على الثنايا وينزل في كل واد ، فينال منه السهل والجبل والمرتفع والمنخفض والبحر الأجاج وهامدات الفجاج .
فيحيي الله به الأرض بعد موتها ، وتنشرح به الصدور بعد انقباضها ، وينبت به الزرع الهامد ، ويدر به الضرع الجامد ، وتكتسي به الأرض زخرفها .
تفرح به البهائم وتحلو به النسائم ، ولذا فالخلائق ترقبه والكائنات تنتظره ، فإذا ما لاح برقه وصوَّت رعده وتلاحمت مزونه ، ارتفعت الأيدي للمعيد المبدىء بأن يرسله من سمائه وينزله من عليائه .
فالغيث حيثما وقع .. نفع ، فهو طاهر في ذاته ومطهر لغيره .
وهذا مثل العلماء والدعاة ، فخيرهم متعدي لغيرهم ، ونفعهم منبسط لسواهم ، وفضلهم ليس حكرًا عليهم .
تعمر بهم المجالس ، وتأنس بهم النفوس ، وترتاح لهم الأرواح ، فهم يعلمون الجاهل ، وينبهون الغافل ، ويذكرون الناسي ، ويحذرون القاسي .
يذودون عن إسلامهم بنفوسهم ، ويبذلون دنياهم لإعلاء دينهم ، فإذا ما تلذذ أهل الدنيا بدنياهم ، كانوا عنهم بمعزل ، فلا لذَّة لهم في غير دينهم الذي ملك عليهم نفوسهم ، وحكم بشرائعه وشعائره حركاتهم وسكناتهم .

يا دعوة الحقّ سيري رغم أنفهم وجلجلي في الورى فخرا وإيمانا
لن نستكين لمغرور يحاربنا مهما تطاول إلحادا و نكرانا
أيها الناس أجيبوا دعوة الحق المبين
إنها دعوة إيمان برب العالمين
شرعت ما يسعد الإنسان في دنيا ودين
أطلقت فيه قوى الخير وروح الطامحين
ارجعوا لله للحق ... وكونوا مسلمين

وهذا يشهد به التاريخ
حين كنّا ...
نتغذّى من عقول الفضلاء
وتربّينا شريفات النساء
آلت الأرض إلينا ...
والسّماء
اشرق النور فينا ...
وتباهينا ...
بجيل العظماء
***
وسقطنا ...
إذ رضعنا كلمات الآخرين
وطعمنا من فتات الغالبين
أوهمونا
أننا نطفو
بإغراق السّفين
أننا نحيا
بدفن السّابقين
فتسابقنا
لسبّ العلماء
وتندّرنا بقول الأنبياء... ( )
للشرق داء لا يرجى برؤه إلا إذا أخذ الكتاب دواء
والله جلّ الله أخبر أن في آياته للمؤمنين شفاء
عودوا إلى الله ينقذكم برحمته من الشقاء الذي بتنا نعانيه
ولتستقوا من كتاب الله منهجكم فليس في الأرض منهاج يدانيه

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق
يا أخت أنت رعاك الله عدّتنا لخلق جيل قويّ غير مشبوه
فلقّني طفلك الإسلام فهو له كالمنهل العذب ما ينفكّ يرويه
وأبعديه عن الشيطان يفتنه بجنده الكثر في الدنيا ويغويه
وسلّحيه بما في الدين من أدب ومن محبّته البيضاء فاسقيه
ونشئيه على هدى الكتاب ومن آياته الغرّ يا أختاه غذّيه ( )


لماّ تركنا الهدى حلّت بنا محن وهاج للظلم والإفساد طوفان
هذا إلى صنم يطيف به وذا عبد النّساءا
وهذا من ظنّ الرّياء براعة فغلى رياءا
والمال آلهة فقدّسه .... وكان له فداءا
والموبقات العاشقات ضربن بينهم النّجاءا
أتتركون كتابا فيه ذكركم وتشترون به مسموم أفكار
لك ألف تحية مع ألف سلام أيتها الأخت الأبية اسأل الله العلي القدير أن يكثر من أمثالك وشكرا مرة أخرى وتحية طيبة.