وصلت للمربد الرسالة التالية من الأخ يوسف فضل:
أربعون مليون .....؟!
بقلم : يوسف فضل
أبريء نفسي من أي مساهمة بهذا المبلغ إذ لا ناقة لي ولا بعير . هذا الرقم القريب من السرعات الفلكية هو تكلفة استهلاك السجائر في السعودية يوميا وليس سنوياً . والرقم ليس استهلاك سعودي بحت بل يشمل مساهمة المقيمين به . سأفترض أن هذا الرقم صحيح مع عدم توفر أي جهات إحصائية إلا إذا كانت هناك جهة متطوعة قد عدت أنفاس كل مدخن رجل وامرأة في المملكة . أنني أرجح أن هذا الرقم هو حاصل مجموع المبيعات اليومية لوكلاء شركات الدخان في السعودية . طبعا العملة التي تصف المليون هي ريالا وليس دولارا . يعني بلغة ( اقتصاديات الرفاهية ) 40 مليون مضاعفة 360 يوميا (السنة المحاسبية ) يكون الإجمالي أربعة عشر مليارا وأربعمائة مليون ريالا سعوديا ( رقم متواضع ) تدفع مقابل تدخين السجائر سنويا (اللهم لا حسد ولا شماتة ) . وجاء هذا الرقم المرشح للزيادة بعد إصدار العديد من الفتاوى الشرعية بتحريم التدخين . والأصل هو تحريم التدخين في المملكة . وصدرت فتاوى كثيرة أيضا خارج السعودي تعتبر أن التدخين مكروه . كم تكلفة علاج الآثار الضارة الطبية والبيئية على المدخن ومحيطه ؟ خيال القاريء واسع ليخمن الرقم ؟

ما يقلقني أن طبقة الأوزون لن تشفى من حركة التصنيع في الدول الصناعية التي تلوث البيئة من مخلفات منتجاتها الصناعية بما فيها الدخان . فهل نجد أسباب التسامح والمبررات الخداعة بان نتائج التدخين عندنا هي بسبب الخطط الاقتصادية والإنمائية (للتصنيع) وما تنفثه العوادم البشرية لتحقيق وتعمير المزاج الشخصي الرائق (يا رايق ) عبر فتحات الأنف والفم وسماع نغمات موسيقى كركرة الشيشة من شد النفس ، بعيد عنكم .

لست بحاجة لسرد آثار التدخين السلبية لان القاريء والمدخن أوعى مني بها . لكني أتجرأ بان أقدم مشروع نصيحة بان لا يقلع أي مدخن عن التدخين إلا بعد أن ينجز مشروعه الحضاري بتخصيب اليورانيوم داخل مركز الطرد المركزي لرئتيه وما تفرزه من بؤر الصديد .

تذكرت انه يتوجب التوقف هنا لأرسل ماسيج sms أرشح إحدى المطربات أو المطربين حسبما تطرحه برامج المسابقات العربية التي تبثها وسائل إعلام التجهيل المؤطر في إذاعة أف أم وأنني بانتظار برامج المستقبل للتصويت (يا للمفاجأة ) على أقصر تنوره أو أجمل بنطال أو بلوز محزق أو أحدث قصات الشعر أو ألهب رقصة محتشمة .

حان الوقت لأغادر وابتاع علبة دخان لاكتشف (متعة ) التدخين التي فاتتني منذ أربعة عقود . بصراحة هذه دعوة لممارسة الهبل الصريح في وقت الفراغ وما أكثر أوقات الفراغ وماسيجات sms في العالم العربي وعداد الصرف شغال .

من أين وكيف سنتحلى بالشجاعة الكافية لنصوت برسائل sms على بعضا من الحقائق الثابتة التي نعيشها حاليا : " هل اليهود يكتبون تاريخنا ؟"

editor@grenc.com
nfys001@yahoo.com