نعود لموضوعنا
شعر النثر وليد تيار أكبر وهو الحداثة
والذي يميل الدكتور محمد عناني لتسمية الحداثة بالمدرنية
لأن الحداثة بمعنى الجدة لا دخل لها بمسميات هذا التيار أو المذهب
تأثر كثير من الشعراء النثار بالمذهب التصوري والرمزي ثم السريالي
الذي قام على قطع الروابط المنطقية بين الأمور , وبالتالي في أركان الصورة الشعرية
و الدال والمدلول , ولم يعد مقبولاً من القارىء البحث عن دلالة المعنى
وأصبح تراكم الصور لا يريد خلق معنى معين بل التأكيد على إيحاء من خلال هذه الصور
وبدأت مرحلة التهويمات الذاتية والشعر المستغلق
فالموضوع لا يتعلق هنا فقط بالوزن بل بمجمل معمار هذه القصيدة
بدأت الحداثة تقريبا في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع
لكن أتت للثورة على التبسيط في الرومانسية
ونذكر هنا أن الرومانسية جاءت كتيار فكري رداً على العبودية وظلم الحكام ورداً على أفكار الكنيسة التيت تسغل الناس من خلال فكرة أن الإنسان مجبول على الخطأ
فجاءت الرومانسية لتمجد الانسان وتقول أنه جبل على الخير
وقامت على الحرية وخاصة بعد أن صهرت المدن الكبيرة ذاتية الإنسان فصار التيار الرومانسي يمجد الريف ويمجد الطفولة ويمجد كل صفاء لم يعكر
هنا نرى أن أي تيار ينشأ في الغرب نتيجة لمجمل من الظروف الاجتماعية الثقافية السياسية
لكن المشكلة هي في استيراد هذه المذهب او ذاك, او هذا الفن أو ذاك وتطبيقه على مجتمع مغاير
بشكل عام نحن ننتقد هنا هذا المذهب أو التيار بعيدا عن فكرة خطأ نقله لمجتمع أخر
سيقع كل ناقل لفن لعدة مشاكل مع الزمن
مثال على ذلك: الغرب حاليا تجاوز الحداثة وأصبح يتكلم فيما بعد الحداثة
وذلك يعني وجود انتقادات لهذا المذهب , كما انتقدت الحداثة التبسيط لدى الرومانسية
ناهيك عن انتقادات أهل المجتمع المنقول له هذا الفن