ليس تسليما بلعجز عن المعرفة او الفهم والاستدراك
واعترافا بطاطاة الراس امام الحقيقة الصادقة واليقين
بانني كنت جاهلة لا اعرف شيئا عن قلبي ابدا
فقد حكمته بلسجن الموبد وبلقوانين العرفية مدة معيشتي معه
انها المفاجاة اليوم التي لا اجد جوابا لها ولا تفسير ولا حتى عزاء
فلغاية اللحظة انا لا زلت في حالة من انعدم الوزن والحيلة والدهشة والخوف مع النبا الصاعق الذي لا راد له ولا استئناف ولا ادعاء ولا تميز
لقد مات قلبي ؟
اعلن اللحظة نبا وفاته ؟
هل من المعقول ان يموت بدون ان يقول لي ؟
فجاءة توقفت نبضاته عن الخفقان ورحل ؟
بلا ايتها مقدمات ولا حتى وداع ولا حتى حجز قاعة للعزاء
وكانه يعرف بانها ستكون هي والاشي سواء بسواء لعدم حضور المعزين فيها
الصدمة تكاد تقتلني يموت هكذا ؟
يتركني ويرحل لم تكن لديه سابقا اية مطالب ابدا
عشت معه اكثر من عشرين عاما
وسااكون امينة صادقة لنقل كل الحقيقة عنه واقسم به
كان في غاية الرقة واللطف معي نبيلا نقي طيب ونظيف
عشت معه كل هذة المدة في صداقة فريدة عجيبه
كان لاياخذ شئيا ابدا كان يعطي ويعطي دون توقف
مسكين قلبي الله يرحمه
لم يطلب شيئا لنفسه ؟
حتى وانا ادخله معي في كل قصص الهوى والعشاق والغرام
لكل موسوعة قصصهم عبر التاريخ منذ عشق ادم حواء
حتى روميو وجوليت وقيس وليلاه وكثير وعزته
كلهم لم يكن هناك يوما واحد لم اصحبه معي
الى ا فراحهم وهمومهم واحزنهم ومكابدت قلوبهم
كم وكم من قصص الحب العذري والماساوي
المولم والمفرح مررت به عليهم وكان المرحوم ساكتا
لم يكن يطلب شيئا لنفسه مهما كان صغيرا او بسيط
اوحتى يطلب باسم الفضول ان يجرب ؟
بل انه كان دوما قنوعا بسيط متطوعا لحب الاخرين
والفرح لهم مهنئا لهم عشقهم وافراحهم
حتى لو لم يكن يعرفهم ولا هناك اي رابطة او علاقة بمعرفته بهم ؟
وكنت اقول لنفسي ؟
كيف يكون طائعا هكذا قابلا بعبوديته لا يتمرد ؟
فالقلب ملزما في بعض احيانه بلثورة
وهو ماكرا لو اراد التمرد وطلب الحرية ؟
للانطلاق لااستيطان الهوى فيه
ولا اخفيكم بانني كم من مرة اردت ان اعرف نقاط الضعف فيه والقوة ؟
حتى اصل الى اغواره العميقة لانه برايي انا لم يكن طبيعيا ابدا ؟
لم يكن قلب لبشر ؟
كانت طاعته تخيفني ساعات وطيبته يخيل لي في بعض الاحيان غباء
وتعاونه وعطائه ضعفا ووهنا ؟
لم يقم حتى بلهتاف ولا بمظاهرة ولا ثورة ولا تمرد ؟
واليوم فقط اليوم عرفت الحقيقة
بعد ان اكتملت الصورة جيدا عندي
وعرفت نقاط الضعف والقوة فيه
وبعد ان ادى كل الذي علية من واجبات وطاعات
ادركت بانني كنت لا اعرفه حق المعرفة ؟
وعرفت انه كانت هناك في اعمق اعمق نقطة في محيطة
مظلمة كانت عندي وكانت جنة عنده
لم تشرق عليها شمسي ابدا تلك الزاوية البعيدة
في ركنه الايمن كانت له
حياته المليئة بلحياة والنبض والامل والحب
اخفاها علي ليس دهاء منه وشرا
وانما هي نوع من التجليات والاحترام لعدم معرفتي بها
كان له حبا وعالما وكانت له خفقات
لم اسمع تراتيلها لقسوتي ولجبروتي عليه
بسن القوانين العرفية التي انكرت حقه عليه
فمن اجل هذا
قرر ان يباغتني ويرحل
ويعلن موته بلا مقدمات
عزاء ولا ماتما ولاوداع