قالها شاعر لبنان الكبير الأخطل الصغير ( بشارة الخوري )
في المتنبي ومدينة سيف الدولة ( حلب الشهباء ..)



نَفَيْتَ عَنْكَ العُلى وَالظَّرْفَ وَ الأَدَبا‏‏‏
وَإِنْ خُلِقْتَ لَها- إِنْ لَمْ تَزُرْ حَلبَا‏‏‏



‏‏‏‏

شَهْباءُ، لَوْ كانَتِ الأَحْلامُ كَأْسَ طِلا‏‏‏
في راحَةِ الفَجْرِ كُنْتِ الزَّهْرَ والحبَبَا‏‏‏



أَوْ كانَ لِلَّيْلِ أَنْ يَخْتَارَ حِلْيَتَهُ‏‏‏
وَقَدْ طَلَعْتِ عَلَيْهِ، لازْدَرى الشُّهُبَا‏‏‏



لَوْ أَنْصَفَ العَرَبُ الأَحْرارُ نَهْضَتَهُمْ‏‏‏
لَشَيَّدوا لَكَ في ساحاتِها النُّصُبا‏‏‏



مَلاعِبَ الصِّيْدِ مِنْ حَمْدانَ، ما نَسَلوا‏‏‏
إِلَّا الأَهِلَّةَ وَالأَشْبالَ وَالقُضُبا‏‏‏



أَلخالِعينَ عَلى الأَوْطانِ بَهْجَتَها‏‏‏
وَالرَّافِعينَ عَلى أَرْماحِها القَصبَا‏‏‏



حُسامُهُمْ مانَبا في وَجْهِ مَنْ ضَرَبوا‏‏‏
وَمُهْرُهُمْ ما كَبا في إِثْرِ مَنْ هَرَبا‏‏‏



ما جَرَّدَ الدَّهْرُ سَيْفاً مِثْلَ«سَيْفِهِمِ»‏‏‏
يُجْري بِهِ الدَّمَ أَوْ يُجْري بِهِ الذَّهَبا‏‏‏



رَبُّ القَوافي عَلى الإِطلاقِ شاعِرُهُمْ‏‏‏
أَلخُلْدُ والمَجْدُ في آفاقِهِ اصْطَحَبا‏‏‏
‏‏‏‏


سَيْفانِ في قَبْضَةِ الشَّهْباءِ لا ثُلِما‏‏‏
قَدْ شَرَّفا العُرْبَ بَلْ قَدْ شَرَّفا الأَدَبا..‏‏‏



عُرْسٌ مِنَ الجِنِّ في الصَّحْراءِ قَدْ نَصبَوا‏‏‏
لَهُ السُّرادِقَ تَحْتَ الَّليْلِ وَالقُبَبا‏‏‏



كَأَنَّهُ تَدْمُرُ الزَّهْراءُ مارِجَةً‏‏‏
بِمِثْلِ لُسْنِ الأَفاعي تَقْذِفُ اللَّهَبا‏‏‏



يا مُلْبِسَ الحِكْمَةِ الغَرَّاءِ رَوْعَتَها‏‏‏
حَتَّى هَتَفْنَا: أَوَحْيًا قُلْتَ أَمْ أَدَبا‏‏‏



كأَنَّما هِيَ أَصْداءٌ يُرَدِّدُها‏‏‏
هذا إِذا بَثَّ، أَوْ هذا إِذا عَتَبا‏‏‏



قالوا اسْتَباحَ أَرسْطو، حينَ أَعْجَزَهُمْ،‏‏‏
وَإنَّهُ اسْتَلَّ مِنْ آياتِهِ النُّخَبا‏‏‏



مهْلاً، فَما الدَّهْرُ إِلَّا فَيْضُ فَلْسَفَةٍ‏‏‏
يَعودُ بِالدُّرِّ مِنْهُ كُلُّ مَنْ دَأَبا‏‏‏



مَنْ عَلَّمَ ابْنَ أَبي سُلْمَى« حَكيمَتَهُ»‏‏‏
وَقُسَّ ساعِدَةَ الأَمْثالَ وَالخُطَبا؟‏‏‏



قالوا: الجدَيدُ، فَقُلْنا: أَنْتَ حُجَّتُهُ‏‏‏
يا واهِباً كُلَّ عَصْرِ كُلَّ ما خلَبَا‏‏‏



عَفْواً نَبيَّ القَوافي، أَيُّ نابِغَةٍ‏‏‏
لَمْ يَزْرَعوا حَوْلَهُ البُهتْانَ وَالكَذِبَا‏‏‏



مَنَعْتَ عَنْهُمْ ضياءَ الشَّمْسِ فَانْحَجَبوا‏‏‏
فَهَلْ تَلومُهُمُ إِنْ مَزَّقوا الحُجُبا‏‏‏



أَضْرَمْتَ ثَوْرَتَكَ الهَوْجاءَ فَالتَهَمتْ‏‏‏
مِنَ القَريضِ الهَشيمَ الغَثَّ وَالخَشَبا‏‏‏



حَتَّى رَجَعْتَ وَلِلأَقْلامِ هَلْهَلَةٌ‏‏‏
في كَفِّ أَبْلَغِ مَنْ غَنَّى وَمَنْ طَرِبا.‏‏‏



غَضِبْتَ لِلْعَقْلِ أَنْ يَشْقى فَثُرْتَ لَهُ‏‏‏
بِمِثْلِ ما انْدفَعَ البُرْكانُ وَاصْطَخَبا‏‏‏



هَلِ النُّبوَّةُ إِلَّا ثَوْرَةٌ عَصَفَتْ‏‏‏
عَلى التَّقاليدِ حَتَّى تَسْتَحيلَ هَبا‏‏‏



ما ضَرَّ مُوقِدَهَا، وَالخُلْدُ مَنْزِلُهُ‏‏‏
إِذا رَمى نَفْسَهُ في نارِها حَطَبا..‏‏‏‏



ذياكم الأخطل الصغير ...
تحياتي ...