الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 12 من 95

الموضوع: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    (10 ) ثلاث قطرات من دماء الوقت


    1-الأبيض:
    لكَ ما تشاءْ
    جسمي وما ملكتْ يدايَ ..
    من الفضاءاتِ المُباحةِ
    والهُراءْ
    فاعْصفِ بحنجرةِ الخُواءْ
    ولْيأْتِ هذا الأبْيضُ الفتّاكُ
    يجتاحُ المروجَ الخُضْرَ
    مُنتشِياً
    بمُهْراقِ الدِّماءْ !
    في أُفقهِ المجْدورِ يتركُني
    أُسائلُ ورْدةَ النسيانِ
    كيفَ ..
    متى ..
    سأمتلكُ الفضاءْ ؟!


    2-الأعراف:
    يا وردةَ الأعرافِ ..
    لا تُبقي غِناءَكِ في فمي
    أرضي مُطرّزَةٌ بوشْيِكِ
    والجوادُ مُغاضِبٌ
    والريحُ تُقرئني كتابَكِ في اشْتهاءْ !
    مُدِّي غدائرَكِ الطريَّةَ
    بالنياشينِ التي تُغري العيونَ
    فلا ترى خلفَ البريقِ شقائقَ النعمانِ
    هلْ دمُكِ المُسيِّجُ فطرتي ..
    يرقى إلى ثبجِ السماءْ ؟!

    3-أمينة:
    هلْ تُبصرينَ الفجْرَ في الغضبِ المُرمَّزِ
    والضحى يهذي
    بمٌهراقِ الغناءْ ؟
    أنشودةُ الطُّهرِ التي تهوي
    تُنكِّسُ حرفنا الدَّفَّاقَ
    أزرقُنا يُغادرُ أفقَهُ الفيّاضَ
    لُطْفاً يا سماءْ !
    فمتى تغذِّينَ المسيرَ إلى خرائطِنا
    المعلّقةِ
    الحبيسةِ في الصدورِ
    متى تقودينَ القوافلَ
    للضياءْ ؟
    صنعاء 5/1/1989

    ***

    (11 ) من إشراقات عمرو بن العاص
    (أو التحديق في وجه الشمس)

    شعر: حسين علي محمد
    ...........................

    1-منازلة الغيث:
    تُوشوشُني في المساءِ العنادلُ
    إذْ أمتطي في براريكِ صهوةَ هذا الجوادِ المُخاتلِ
    أركضٌ في صحَراءِ العيونْ
    وأبحثُ عنْ أخوةِ الصَّيْدِ
    إذْ أبعدتْهمْ أيادي المنونْ
    ـ تقدَّمْ فقدْ آذنَ البحرُ بالوصْلِ
    مدّتْ خيولُ تهامةَ أعناقَها ،
    وتمطّتْ
    بجوفِ الصحارى رجالٌ يسيمونَ
    ينطلقونَ
    يغنونَ
    فكيفَ نصيدُ الصقورَ ونحنُ نُصادْ ؟
    وتشتعلُ النارُ تحتَ الرّمادْ
    وخوفي محيطٌ من الرّملِ
    ظلِّي دوائرُ حولي
    ( أتروي الرمالُ عيوناً
    من السَّيْلِ فرَّتْ
    أتطوي الضلوعُ جبالاً
    بها الحسَراتُ استبدَّتْ ؟)
    لماذا تجيءُ خيولُ الشَّراسةِ
    تركضُ حوْلي
    يجيءُ اليمامُ / الربيعُ
    الصهيلُ / المياهُ
    فيدهمُني الحُلْمُ
    أُطرَحُ أرْضاً
    وضوْءٌ
    ضجيجٌ
    جبالٌ
    على أضلُعي جبلٌ
    والعنادلُ ترثي فتاها
    خرجتُ وحيداً إلى الغيْثِ
    نازلْتُهُ
    فسقطْتُ
    وكالشَّبحِ الشَّفقيِّ نهضْتُ
    تحرَّكْتُ
    أبصرْتُ سرْبَ عنادلَ في الظُّلُماتِ
    يقولُ: تقدَّمْ
    رأيْتُ الجبالَ تكرُّ ،
    شهِدتُ الرجالَ تفِرُّ،
    النقاطَ تُغادرُ أحرُفَها ..
    تتسرّبُ كالماءِ منْ راحةِ اليَدِ
    كانَ جوادُ "سُراقةَ" في الرَملِ يهوي
    ويغرقُ
    واللوحُ فيهِ أساورُ كسْرى
    وخلْفي جيوشُ أبابيلَ
    تُمطرُني بالصَواعقِ
    ترصُدُ خطْوي
    أأخلعُ ثوْبي على بابِ هذا المساءِ ـ الصَّباحْ ؟
    رأيتُ البلادَ تغوصُ ..
    وبيني والبوْحِ شِبْرٌ
    وقلبي المٌعذَّبُ
    يصعدُ هذي الهضابَ
    ويحملُ سيْفاً صقيلاً
    ورغبةَ قلبٍ تمزَّقَ بيْنَ الرِّغابِ
    : حملتُكِ مكّةَ في أضلُعي
    لماذا الجفافُ الصَّموتُ ؟
    أيكذبُ فينا الغمامُ ؟
    أينطقُ بالسِّحْرِ هذا اليمامُ
    فتشتعلُ النارُ
    هذي الوِهادُ .. يُراودُها الحُلمُ
    والبطْنُ يكبُرُ
    إني رأيتُكِ ـ مكّةَ ـ في الليلِ
    تمتشقينَ الحُسامْ

    2-تهليلة (إلى رايات مكة)
    تقولُ العيونُ التي عشقتْك
    وحثَّتْ خُطاها لشمسِكْ:
    عودي إليْنا
    فأوراقُ شعركَ قدْ خضَّبتْها الدِّماءُ
    وإناّ الشَّجرْ
    سنورقُ رغمَ ليالي الظلامْ
    وينبثقُ الدّمُ في الفجْرِ نورا
    ويهطلُ غيْثُ المطرْ !
    تجودُ الفيافي
    وينتفخُ الضَّرعُ ، يمنحُنا فيْضَهُ
    نتسابقُ نحْوَ العطاءِ
    ويفردُ كلٌّ إليْكِ كفوفَ الرّجاءِ
    امنحينا الأمانَ
    وعودي إليْنا:
    صباحاُ
    جميلاً
    كثيرَ الثَّمرْ !

    3-بيت في الريح:
    .. وبيتيَ في الريحِ قفْرٌ
    هنا الليْلُ جُرْحٌ
    هنا البوْحُ سنبلةٌ للفجيعةِ
    حينَ تُغنِّي العصافيرُ في الأُفقِ
    هذي قريْشُ تُبادرُ ـ تصحو
    على وقْعِ سيْفِكَ فوقَ الرقابِ
    يعودُ إلى القلبِ مرأى الرحيلِ
    أُغمْغِمُ
    كنتُ مع الفجْرِ أُبحرُ
    قافلةُ المُبحرينَ تجوبُ الفيافي
    وفي صدْرِها كنتُ أركضُ:
    ـيثربُ وجْهي
    وأحمدُ قِبلةُ روحي
    (أأُغمِضُ عينيَّ حتى أراكَ
    فإنَّكَ شمسٌ
    أُفتِّشُ في ضوئها عنْ مكانٍ لسهمي)
    أهذا كلامُكَ يا زَغَبَ الفجرِ ؟
    باقاتُ وردِكَ أحملُها في يديَّ
    وأرحلُ
    تلك دمائي على الصَّدرِ تقطرُ جمْراً
    وتُسكِرُني
    (قدْ تباهيتَ بالخوذةِ الذهبيَّةِ
    حدَّقْتَ في الليلِ
    كان الدّمُ المتخثِّرُ أفعى
    تُطاردُني في الظهيرةِ
    أسكرُ في ضَمَّةٍ آخِذةٍ
    قدْ تُباعِدُ ما بيْنَ روحي
    وكأْسِ اصطباري
    وعسْفُ الجنودِ يُحاصرُ وردةَ ناركَ
    هاأنتَ ذا ..
    تُشيرُ إلى الجمْعِ
    والموْجُ يركضُ في الصَّحًراءِ
    وأفْواجُكَ الغرُّ يلتحمونَ على الصَّدْرِ
    في رعشةِ الحلمِ تَنبتُ في العينَ سنبلتانِ
    وتلتئمُ الضفَّتانِ
    وأمشي ..
    وقلبي جنيْنةُ وردٍ سأفتحُها في رحابِكَ
    شوقي مظلَّةُ نارٍ
    سأُصلي العداةَ بها
    أنتَ الذي كنتَ بيْنَ الحنايا
    حنيني القديمِ
    (لماذا تفرِّينَ مكةُ ؟
    يقتحِمُ الدهرُ ضفَّتَكِ المشتهاةَ
    ونكتبُ :
    في القلبِ تختبئينَ
    ووجهُكِ حُلمٌ ضنينُ
    وأنتِ أيا غرسةَ القمرِ المتبتِّلِ
    صورتُكِ الآنَ صاهلةٌ في فؤادي
    تُطاردُ بوحَكْ)
    ترنَّحْتُ ،
    قالوا: سكِرْتَ
    وقلبي يُسافرُ في غيْمةِ الزنبق ـ الورْدِ
    يحلُمُ بالفجْرِ
    يأْخذُهُ منْ سهامِ الشياطينِ ،
    يجلوهُ ،
    وجْهُكِ يطلعُ في الفجْرِ شمساً أبِيَّهْ

    4-أُشعِلُ النارَ:
    خرجْتُ من الأفقِ
    كانتْ شموسُكِ تُغدِقُ
    أدخلُ للموْجِ
    صوتُكِ في الحلْقِ
    أعزفُ لحناً تحبَّبَ في مسْمعيْكِ
    ويسطعُ ضوؤكِ
    أحلمُ بالظلِّ
    في وهْدةِ الخوْفِ
    واللعنةِ الآسرهْ ‍
    *
    رأيتُكِ ـ مكةُ ـ شاهقةً كالسماءِ
    وناحلةً كالنخيلِ المموْسقِ
    هلْ يتخاصرُ وعدُكِ والريحَ
    نعبرُ هذا السكونَ المخاتلَ
    صوتُكِ كان نقيًّا
    ووجهُكِ بينَ الرياحينِ نرجسةٌ غضَّةٌ
    هلْ أنا الآنَ فارسُكِ المستباحُ
    وأُفْقُكِ يُمعِنُ
    في ثورةٍ غامرهْ ؟
    *
    وعصفورُكِ ـ الوعْدُ .. ينتظرُ الإذْنَ
    أفتحُ شُبَّاكَ قلبي ،
    أُفتِّشُ فيهِ عن الحُبِّ
    أُبصِرُ فيه بقايا من الأمسِ
    قيْظاً يُخاتلُ أرضي ، ويغمرُها
    (كنتُ وحْدي)
    ظللْتُ أُحاوِرُ:
    حارَ الرجالُ على الدَّرْبِ
    ضلَّتْ خُطاهُمْ
    وهأنتِ ذي تحلمينْ
    سيرجعُ نهرُكِ بالطَّمْيِ
    تُشرقُ شمسُكِ
    تنبُتُ في الأرضِ أشجارُ دفْلى
    لقدْ رحلَ النهرُ
    وابتعدَ الشِّعْرُ
    وانشقَّتِ الروحُ نصفيْنِ
    صرتُ غريباً بأرضِكِ
    كنتُ الغنيَّ / النقيَّ
    فصرتُ الأجيرَ / الفَقيرَ / الشقيَّ
    فهلْ أُطلِقُ الريحَ في ساحةِ النومِ
    هلْ أُشعِلُ النارَ
    في الذَّاكِرهْ ؟

    5-أهازيج مكة:
    أيا وجهَها المتورِّدَ في الظهرِ
    تُمسِكُ مفتاحَ قلبي ‍
    أمازلتَ تذكرُ سهْمَ الزمانِ
    الذي ريشَ في القلبِ
    هلْ تقبلينَ بقامتِكِ الموْجِ ـ رائحةِ البرتقالْ ؟
    وردةُ قيْظِكِ ضاءتْ
    وبينَ احتراقِ الدّمِ المتكلِّسِ والجِيرِ
    قالوا: نُشاركُكَ الخوفَ والحلمَ
    قلتُ: فمنْ يُحكمُ القصْفَ ؟
    منْ يحملُ العصْفَ
    مكةُ مقصفُنا البدويُّ ، تضمَّخَ بالطيبِ والبرتقالِ
    ووجْهي الكسيرُ يُناجيكِ:
    مكةُ ..
    هذي أغانيكِ
    تهزِجُ
    هذا زمانُ الولادهْ ‍


    6-اللآلئ تُضيء بكفيك:
    .. فأُولدُ
    جذريَ يضربُ في السّاعدِ الصُّلبِ
    أخرجُ
    تُدفئُ قلبي التفاتتُكِ ـ الموجُ
    أدخلُ
    أينَ مُسامرةُ الحِبِّ ؟
    إنِّي هنا مُمسِكٌ في الصباحِ الأخيرِ الأعنَّةَ
    قلتُ: خيوليَ تهفو
    لفجْرِكَ
    كيفَ أعيشُ بعيداً عن المهْدِ ؟
    إني أدورُ على الأرضِ دائرتيْنِ
    وأرسمُ وجهاً تفرَّقَ بينَ البلادِ
    ومصباحُ بيتي مُضاءٌ
    وإخوةُ دربيَ غابوا
    إليكِ أعودُ
    فأُبصرُ هذي اللآلي
    تُضيءُ بكفَّيْكَ
    ـ أقبِلْ ..
    فأعينُك العشرةُ الآنَ تسرُدُ حلماً شهيًّا
    تصوغُ الأمانيَّ
    ترسمُ في الأُفْقِ قوْساً من الماءِ
    تطلبُ منِّي الرحيلَ لأصعدَ هذا النخيلَ المُشاكسَ
    أُحضِرُ ذيْلَ الشموسِ /
    الثلوجِ /
    المُحالِ
    وحائطُنا الورقيُّ تمزَّقَ
    كانتْ جذورُ الهواءِ تُداعبُ يُبْسي
    وتشتلُ في تربةِ الضوءِ أُنْسي
    وتقتلِعُ الليلَ سهْماً فسهْماً
    من القلبِ
    ترْأَبُ شرْخاً
    وتفتحُ حِضناً
    وتغزو بلادا

    7-رياحين للذكرى:
    تُرى .. هل سترجعُ تلكَ الرياحينُ للقلبِ يوما
    يُرافقني في البلادِ القصيةِ صوتُكَ أحمدُ
    إذْ يتدحرجُ فوقَ الرمالِ الرجالُ
    من النارِ يندفعون سراعاً ..
    ويقتسمونَ الأرائكَ
    ينكفئونَ على نهدِ جاريةٍ منْ دمشقٍ
    وساقْ
    أفي ساحةِ النارِ والجرحِ تضحكُ مكةُ ؟
    ذاك صديقي يُذكِّرني
    أنني كنتُ هذا المغني الذي جاءَ
    ربَّتَ فوقَ ظهوركمو واحداً واحداً
    ثم أغفى الندِيُّ
    وقلتم:
    يجيءُ مع الصبحِ بسمةَ شمسٍ
    تضوعُ بساحتِنا
    والنساءُ يُغنينْ:
    صمتُكَ هذا مُريبٌ
    فأينَ الأعنَّةُ والخيلُ ؟!
    يا حضنَها اللؤلؤيَّ تحدَّثْ
    عن الليلِ
    إذْ يتدحرجُ تحتَ نوافذِنا جمرةً منْ عناقْ
    صهلتُ على واحةِ الليلِ ، والماءِ ، والنيلِ
    قلتُ لها:
    إنني مستحمٌّ بمائكِ ، ليْلى ..
    وأرسمُ في البوحِ نهرَكِ
    أدخُلُهُ
    قشرتي تتكسَّرُ
    والغيدُ يضحكْنَ ،
    قلبي تكسَّرَ في نهرِكِ ـ الوجْدِ
    أنتِ التي قلتِ لي ..
    إنني نبضةٌ واجفهْ
    و"ليلى" على صفحةِ النهرِ ترسمُ وجهي
    وحائطَ
    نصفَ عنانٍ
    ووجهَ حصانٍ
    وقلباً نبيلا
    على الشجرِ المتبتِّلِ عصفورةٌ واقفهْ !

    8-محاورة صوت مُشاكس:
    أتُغرقُ نفسَكَ في الجُبِّ خوفاً
    من الفرقةِ الأبديَّةِ
    ووجهُكَ هذا الطفوليُّ
    آسرُكَ
    النارُ في جبهتي تتصاعدُ
    تُقبِرُ بوْحَكَ
    نفسُكَ تغرقُ شيئاً فشيئاً
    (أتخشى سيوفَ أُميّةَ
    يحملُها الذئبُ
    تركضُ في صَحَراءِ خداعِ القصائدِ ؟
    أُبصرُ وجهَكَ ـ هذا القناعَ
    يُحاورُ سفراً تحنّطَ
    ماتتْ بداخلِ أنهرهِ صبوةٌ
    (فقيلَ: عليٌّ هناكَ
    وقيلَ: الذي تُبصِرُ الآنَ حِبُّ محمد
    وقيلَ: الذي تُبصِرُ الآنَ
    كيفَ تراهُ يعوقُكَ ..
    عنْ دِستِ فرعوْنْ ؟)

    وجهي تجمّدْ
    ـ أقولُ لكَ الحقَّ :
    إني سأرسمُ وجهُكُ في القيْظِ
    بينَ الخُطا
    والرُّواءْ
    ـ أقولُ لكَ الصدقَ :
    وجهُكَ يأسرُني
    حينَ تصعدُ أعْناقَ ناديكَ
    تندقُّ إذْ تجتليكَ
    ونشربُ نخبَ الدِّماءْ
    وأشجارُ وهْمِكَ تكبُرُ
    والناسُ تصطفُّ فوقَ الأرائكِ
    تدخلُ مصرَ
    وتدخلُ دوّامةَ الشجرِ ـ الغيثِ
    أجهدَكَ القولُ
    والكرُّ
    والفعلُ
    والقولُ
    صرتَ نحيلاً
    هزيلاً
    يُشيرُ إليكَ بنانٌ
    (يُخضِّبُهُ الدّمُ)
    ـ تجهلُ أنّا عشقناكَ بدراً
    فكيفَ ترومُ سيوفَ أُميّةَ ؟
    (قهْقهَ حتى تدلّتْ من القلبِ
    نافورةٌ منْ دماءْ)
    تداخلَ قلبي ، وبسمتكَ الفيْضَ
    هلْ نتكاشفُ
    ندخلُ أرضَ البراءةِ
    يأتي علينا زمانُ اقتحامِ الورودِ
    (أيُغتالُ بيْتُ النبوَةِ ؟)
    يبكي حبيبي ..
    (يخاصمُني المدُّ والفيضُ
    أُبصرُ سبعاً من البقراتِ العِجافِ
    يُحاصِرْنني
    في المساءِ ـ الصباحْ !)

    9-محاورة ثانية:
    .. وقالتْ: سماؤكَ قيْظٌ .. دُخانْ
    وأنهارُ جنّتِكَ المُشتهاةِ .. تفيضُ
    تجِفُّ ينابيعُ عشقٍ .. دِنانْ
    *
    أيا وردةَ النهرِ .. قولي
    هُوَ النهرُ
    لكنّهُ لمْ يَعُدْ
    تنقَّلَ بينَ البلادْ
    يُنَقِّبُ عنْ وجْهِها
    ضاعَ تحتَ الرّمادِ
    حنينُ الشراعِ
    وبوْحُ الغَرِدْ !
    وطيْفُكِ نبْتٌ غريبٌ
    بأرضِ الطَّهارةِ
    في الزّمنِ المستريبِ النًّكِدْ
    *
    ملاحِمُ حزني تطولُ
    وأخشى الأفولَ
    وأنتَ تعودينَ للنهرِ
    مازلتِ ..
    تبكينَ تلكَ الطُّلول !

    10-العصافير والسنابل:
    … وفسطاطُنا
    أراهُ نخيلاً من البرْقِ
    يُمطِرُنا بالثمارِ العجيبةِ
    تنبتُ في ساعديْكِ العناقيدُ
    تجري العيونُ بكفَّيْكَ لؤلؤةً
    تتخاصَرُ والموْجَ
    (جئتُ من البدْوِ
    أحملُ رؤيا السماءِ إلى الأرضِ والنهرِ
    هلْ تتلاشى الفواصلُ
    هلْ تختغي في الجراحْ ؟)
    *
    وفي داخلي غضَبٌ كاسِرٌ
    وحوائطُ
    أرقُبُ إشراقةَ النهرِ والسنبلهْ
    وهأنذا في المدائنِ أرقبها
    سوْفَ تخرجُ فجراً من البَرَدِ المتوهّجِ
    سبعُ سنابلَ
    تضحكُ
    تضحكُ
    هلْ تمتطي صهوةَ الريحِ ثانيةً
    هلْ سنحْلُمُ
    نخرجُ منْ أسْرِ أحلامِنا المُثْقَلهْ ؟

    ديرب نجم 22/3/1983
    التعديل الأخير تم بواسطة د. حسين علي محمد ; 30/04/2007 الساعة 05:00 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 68 ) جمرة لذاكرة الشاعر

    ادفعْ كراتِ الثلجِ عنْ سطْرٍ بليدْ
    وارحلْ معَ الأمواجِ مقتحماً
    بلا بحْرٍ قديمٍ ، أوْ جديدْ
    واجمعْ لنا غيْماتِ هذا العالمِ المقهورِ
    أمطِرنا ببرقِكَ والرعودْ
    حطِّمْ ممالكَ صمتِنا المسطورِ في رقعِ البريدْ
    وارفعْ بيارقَ شعرِكَ الدفاقِ في أيدي قريبٍ .. أو بعيدْ
    أشعلْ قناديلَ المدينهْ
    املأ قلوباً مُثقلاتٍ … بالسكينهْ
    أنتَ السذاجةُ
    والبراءةُ
    والجسارةُ
    واقتحاماتُ الجنودْ
    فالضوْءُ صوْتُكَ
    والأيائلُ بعضُ شعرِكَ
    واستعارتُكَ الحشودْ

    صنعاء 29/10/1986م
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01/06/2008, 10:26 PM
  2. النص الكامل لمجموعة «أحلام البنت الحلوة» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:21 AM
  3. النص الكامل لديوان «الحلم والأسوار» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23/12/2007, 09:56 AM
  4. النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 29/05/2007, 03:40 PM
  5. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 10:36 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •