الرد على الموضوع
صفحة 7 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 73 إلى 84 من 95

الموضوع: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد

  1. #73 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 75 ) الجواد المكسور

    ظلَّتْ لي في حبِّكِ مائدةٌ ملأى بالأطباقْ
    لكنّكِ إذْ تنأيْنَ الليلةَ ..
    ينبتُ في وادينا الأخضرِ
    شجرُ اللهبِ .. وتحترقُ الأوراقْ
    يسقطُ قلبي مكْتئباً
    ويجفُّ النبضُ الدّفّاقْ
    السحنةُ كابيةٌ
    والقلبُ كسيرٌ
    والعُمْرُ ضياعٌ
    كيْفَ أُواجهُ هذا العالمَ وحْدي
    كيفَ سأقطعُ طُرُقاً ومفاوِزَ
    وجوادي الإخفاقْ ؟!

    ديرب نجم 5/9/1982
    رد مع اقتباس  
     

  2. #74 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 76 ) نداء للمرة الأخيرة

    يا طيْرَ البحرِ .. أجبْني
    مخدوعٌ فيكَ
    وعشتُ العمْرَ أُناجيكَ
    فهلْ تقدرُ أنْ تصدقني القوْلَ
    ومنْ نفسي تُنقذُني ؟
    سُفُنٌ مُبحرةٌ
    أشرعةٌ مُقلِعَةٌ
    رعْدٌ ، برْقٌ
    يقتحِمُ الروحَ ، يُحاصِرُني
    أمواهُكَ ، أمواجُكَ
    تسلبُني العقلَ
    تحيَّرْتُ ، بعدْتُ
    فطمئنِّي
    هأنذا أطفو فوقَ الموْجِ
    هوَ الموْتُ أتى
    ألقِ الجسمَ على الشَّطِّ ، ودَعْني !
    ديرب نجم 4/8/1982

    رد مع اقتباس  
     

  3. #75 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 77 ) جـــراح

    *لا يذكرْ
    كيفَ الوردةَ صارتْ
    مُفتتحا للجرح !
    *هذي مهرتُكَ البيضاءُ ، صباحاً تصهلُ .. بينَ خرائبِ روحِكَ .. تمضي نغمةَ يأْسٍ في ليْلِ سقيفتِنا الموحشِ ، يومضُ نبضُ لهيبٍ أزرقَ ، يتخاصرُ سكينٌ والوردةَ ، يتعلّقُ طيفِكِ بمجيءِ الصبحْ
    *تسري في الأرواحِ الرِّعدةُ ، أتفرَّسُ في سدْرتِكِ المخبوءةِ .. يالي ، لا يتخلّلُ موجُ البحرِ الساحلَ .. أيغوصُ بقلي خنجرُكِ المتسرِّبُ من وَهَنِ الرُّوحِ .. أتخشى منْ سيماءِ البوْحْ ؟
    *في أقداحِ المنفى .. بينَ كرومِ "الطائفِ" ظلْتَ غريباً .. تتشبَّثُ بالهَلَعِ الرّاهنِ .. ترقبُ مهرتَكَ البيضاءَ لتصهلَ بينَ خرائبِ روحِكَ .. هلْ كانَ النَّبْتُ الخائفُ في شقتيْها يُشبِهُ أسئلةَ الراياتِ البيضِ المنكسرةِ .. أمْ يُشبِهٌ فيْءَ الفتْحُ ؟

    ديرب نجم 30/11/1990
    رد مع اقتباس  
     

  4. #76 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 78 ) خمس صفحات من كراسة المجنون


    (1)
    *آخُذُكِ إلى شجَرِ الظِّلِّ ، وأُبعدُكِ عن القيْظِ ، وأخرجُ من دائرةِ الحُزنِ ، وأشدو في الطرقاتِ المُكتظَّةِ بالشعرِ العاصفِ :
    لمْ أولدْ في اليوْمِ الخامسِ منْ مايو ، بلْ في اليوْمِ الخامسِ والعشرينْ
    *انبثقتْ قصَّتُنا حينَ دخلْنا ـ ثانيةً ـ مُدُنَ الحلمِ معاً ، أفتحُ أبوابَ الدّهشةِ ، أدخلُ وأقولُ القصَّةَ للعالَمِ ، قلبي سكرانُ وأنتِ تقولينْ :
    *"هذي المدُنُ السمراءُ تُحبُّكَ ، تفتحُ أُذنيْها كيْ تسمعَكَ .." وما زِلْتِ تُغنَّينْ
    *أفرحُ بعطائكِ إذْ تقتَحِمُ الأصواتُ الأسوارَ ، وأنتِ مع الصُّبحِ تهلِّينْ
    *لا أعبأُ بالجمْعِ الحاشِدِ إذْ يَتَشرْنَقُ حوْلي ، لا أعْبأُ بعيونِ القَتَلةِ إذْ تقْتَحِمُ الجَسَدَ المثخنَ بجراحِ الفقْدِ العاتي .. مادمْتِ تعودينْ:
    أعُدُّ الليـــالي ليْلةً بعْـدَ ليْلةٍ
    وقدْ عشْتُ دهْراً لا أعُـدُّ اللياليا
    أراني إذا صلَّيْتُ يَمَّـمْتُ نحْوَها
    بوجْـهي وإنْ كانَ المُصلَّى ورائيا
    وما بيَ إشْراكٌ ، ولكنَّ حُبَّهــا
    كعُودِ الشَّجا أعْيا الطبيبَ المُداوِيا
    أُحبُّ من الأسماءِ ما وافقَ اسمَها
    وأشبهَ ، أوْ ما كـانَ منهُ مُدانِيـا
    هيَ السِّحْرُ إلاّ أنَّ للسحْرِ رُقْيَةً
    وإنِّيَ لا ألْفى لهــا الدّهْرَ راقِيـا
    (2)
    *تسألُني عيْناكِ:
    عرفتُكَ تعشقُني مُذْ كنّا طفلِيْنِ نجوبُ العالمَ ، نكتشِفُ الأشياءَ فمنْ أقصاكِ سنيناً خمْسا ؟
    *يصدُقُني وجْهُكِ :
    كيْفَ أتيْتَ الآنَ جريحاً مطْعوناً ، تحملُ وجْها مُقْتَحماً بحِرابِ الرِّجسِ ، وصوتُكَ يحملُ أنداءَ بكارتِهِ الأولى : هلْ عُدْتَ إليَّ عواصفَ عِشْقٍ منْ زمنٍ ولّى كيْ تبْعثَ في القلْبِ الهامِدِ نبْضاً .. حِسَّا ؟
    يٍسْألُني صمتُكِ :
    غِبْتَ سنينا عنِّي .. غبتُ سنيناً عنكَ ، ومازالتْ جذوةُ عشقِكَ في القلبِ .. تُدمدِمُ وتفورُ ، فكيفَ امتلأتْ روحي حُزناً ، وأنا أمتلئُ بوجْدٍ يعصِفُ بالجسَدِ ، وحبُّكَ في صدْري أخْشى أنْ يُبصِرَهُ الجمْعُ الحاشِدُ :
    هلْ يعرفُ أصحابُكَ قصَّتَنا ؟
    هلْ فهِموا منْكَ حكايتَنــا ؟
    وأنا أذْوي ، ينْطفئُ رحيقي ، يخرُجُ منْها الصوتُ الحاني
    همساً
    همساً
    همسا :
    نهاري نهارُ النّاسِ حتى إذا بــدا
    ليَ الليْلُ هزَّتْني إليْكِ المضــاجعُ
    أُقضِّي نهاري بالحــديثِ وبالمُنى
    ويجمعُني والهَــمَّ بالليْلِ جامِــعُ

    لقدْ ثَبَتَتْ في القـــلْبِ منْكِ موَدَّةٌ
    كما ثبتَتْ في الرَّاحتيْنِ الأصـابـعُ
    (3)
    *أحببتُكِ ، لكنَّ الأسوارَ العاليةَ بوجْهي تمنعُني أنْ أصدقَكِ القوْلَ ، دعيني أنْطِقْها يوْما:
    *بسمِ اللهِ ،
    توكَّلْتُ ،
    وأقبلْتُ ،
    خذيني جسَداً ميْتاً ، صُبِّي نارَ الوصْلِ ، دعيني أتبرْعمْ في كفَّيْكِ وأستجْمِعْ أشتاتِ النفسَ ، وأُبْعِدُ عنْ عينيَّ عذاباً جمًّا
    *قولي إنَّ الحبَّ كبيرٌ في قلبيْنا ، لنْ نكتُمَهُ ، قولي إنّا في العِقْدِ الرابعِ منْ عُمْريْنا نولدُ ، أمْ يتركُني وجْهُكِ ألقى الموتَ غريباً ووحيداً ؟ يفجؤني عزريلُ الليْلةَ إذْ يمتدُّ الشَّجَنُ ، وينصُبُ قُدَّامي الشَّرَكَ ، فأُبصِرُ أرضي بوراً ، أبصِرُ هذا النَّبْعَ الطيِّبِ سُمَّا
    فأنتِ التي إنْ شئْتِ أشقيْتِ عيشَتي
    وإنْ شئتِ بعْد اللهِ أنعمْــتِ بالِيـا
    وأنتِ التي ما منْ صديقٍ ولا عِـدا
    يرى نضْوَ ما أبقيْتِ إلا رثى لِيـا
    (4)
    *وجْهُكِ يُحييني إذْ يُشرِقُ في دُنيايَ كبدْرٍ في الظُّلمةِ ، أشرعةُ الماءِ تجيءُ ، يفيضُ النهْرُ ، وحبُّكِ لا يهْرَمُ ، والذّاكرةُ الطِّفلةُ منقوشٌ فيها وجهُكِ منذُ العهْدِ الأوّلْ
    *أحمِلُ أعوامي شُهُباً فوْقَ جبيني ، قلبي عصفورٌ زقزقَ بيْنَ يديْكِ كثيراً ، في أعوامِ الهجرةِ لمْ يتبدّلْ
    وإنِّي لأخشى أنْ أمُـوتَ فُجـاءةً
    وفي النَّفْسِ حاجاتٌ إليْكِ كما هيا
    وإنِّي ليُنْسـيني لقاؤكِ كلّمـــا
    لقيتُكِ يوْماً أنْ أبُثَّكِ ما بِيــــا
    وقالوا بِهِ داءٌ عياءٌ أصابَـــهُ
    وقدْ علِمَتْ نفْسي مكـانَ دوائيا
    (5)
    *أرحلُ منْ أرضِ اللهِ إلى أرضِ اللهِ ، ومنْ قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ ، وأتركُ أرضَكِ وثمارَكِ ، أترُكُ أعنابَكِ ، أغتربُ وحيداً إلاّ منْ حُبِّكَ يا وجْهَ حبيبةِ قلبي ، يفجؤني القيْظُ فأذوي شيئاً شيّا
    *يتقاذفُني الشوْكُ ، وينبُتُ في صدْري شجرُ العوْسجِ ، لا أقدرُ أنْ أُعْطي بعضَ عطائكِ ، لا أملكُ غيْرَ القلبِ الطّيِّبِ ، أخلعُهُ منْ صدْري ، أتركُهُ بينَ يديْكِ ، وأخرجُ للأرضِ النائيةِ نباتاً صحْراويًّا !
    *أهرُبُ منْ كلِّ الأوجُهِ إذْ تتشرنقُ حوْلي ، تجْلدُني وتُطارِدُني : هذا المجنونُ الليلةَ يسقطُ مطعوناُ وقصِيَّا
    أظنُّ هواهـــا تاركي بمضَــلَّةٍ
    من الأرضِ ، لا مالٌ لديَّ ولا صحْبُ
    ولا أَحَــدٌ أُفْضي إليْهِ وَصِيَّتــي
    ولا صَـاحبٌ إلا المطيةُ والرَّحْــلُ

    ديرب نجم 3/6/1982
    رد مع اقتباس  
     

  5. #77 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 79 ) السراب

    أميطي اللِّثامَ عن البحْرِ
    هذا غناءُ السِّرابْ
    فلا الماءُ أطلبُهُ ألتقيهِ
    ولا يحتفي بي الشَّرابْ
    وتلكَ فصولي
    يُضمِّخُها الدَّمُ نهْراً
    ولا يرتجيها السَّحابْ

    صنعاء 14/6/1987م
    رد مع اقتباس  
     

  6. #78 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 80 ) افتتاحية للعشق

    شعر: حسين علي محمد
    ...........................

    صوتُكَ في أذنيَّ يُغمْغمُ كالبحْرِ نديا :
    "أحببتُكَ ، فلماذا تُقصيني عنْ بابِكْ ؟
    وعشقتُكَ ..
    فلماذا لا تذكرُني في زُمرةِ أحبابِكْ ؟
    ونقشتُكَ في ذاكرتي ..
    فلماذا لا تنقشُني في طيّاتِ ثيابِكْ ؟
    *
    الآنَ ، تجيءُ الدّهشةُ
    في عينيْكَ الموْجِ ، فأغرقُ في أُفْقِ اللحظةِ
    مُمتحِناً في نفسي صدْقَ اللهْجةِ
    هأنذا أُبصِرُ عُشبَ الرّغبةِ يتمدّدُ
    تغمرُني العتْمةُ
    إذْ يبزغُ قمرُ الحبِّ
    الأحجارُ الصلدةُ / أحزاني تبعُدُ
    أفتحُ ذاكرتي ،
    أُبصِرُ وجهَكِ يتألَّقُ ،
    يُقبِلُ
    وجهي مشروخٌ منذُ زمانٍ
    أتذكّرُ صمتَكِ
    نجلسُ بينَ نباتاتِ الغاباتِ الرّخوةِ
    نقرأُ ألوانَ الطَّيْفِ
    ونحكي عنْ لغةِ فصولِ الدهشة
    (قُدّامَ الوجْهِ العاشقِ نهرُ الجدْبِ)
    الشعرُ الفاحمُ فوقَ العُنُقِ كطوْقٍ ذهَبِيٍّ
    كمْ أتمنّى أنْ ألمسَهُ
    أتأبّى ،
    أتصَنَّعُ بعضَ الجَدِّ
    (وقوراً كانَ المظهرُ)
    تبتعدينَ ..
    فأين أغاريدُكِ يا خِصبةُ ؟
    (لا ، لمْ تعُدِ الشمسُ ردائي
    لا ، لمْ يأْتِ القمرُ)
    تغيبينَ ..
    ثماري مُلقاةٌ في الطُّرقاتِ
    (الخيبةُ للرحلةِ)
    أعوامي ظلّتْ تُروى بدماءِ القلبِ
    السفُنُ المُغبرّةُ ترجعُ
    والبحّارةُ يتمنُّونَ العودةَ
    والموّالُ الأخضرُ يتحشرجُ في القلْبِ
    يودُّ البحَّارةُ أنْ يرتفِعَ اللحْنُ
    التمثالُ المصنوعُ من القشِّ هوى
    نبْضاتُ القلبِ كرجْعِ الموتى
    الدُّنيا دائرةٌ ..
    نصفُ القطْرِ يضيقُ
    يجفُّ النهرُ ..
    فيصمتُ عاشِقُكِ الصَّبّْ !
    *
    هأنذا أنسى التجربةَ المرّةَ
    والطوفانْ
    المقبرةُ المُغلقةُ على الموْتى
    هلْ تُفتحُ ثانيةً
    تخرجُ منها الجثَّةُ
    تتنفَّسُ في اطْمئنانْ
    ومتى البدْءُ ؟
    فما أُبصِرُهُ قبْضُ الريحِ
    عقيمٌ
    تبتعدينَ
    فلا تُقبلُ إلا الخيبةُ والأحزانْ !

    ديرب نجم 28/5/1982
    رد مع اقتباس  
     

  7. #79 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 81 ) في العينينِ كلام

    أسألُ عنكِ فلا أجدُكِ
    وأظلُّ أسيرَ ظنونٍ
    أجلسُ فوقَ العشبِ
    (هنا جلستْ .. وانتظرتْني)
    ـ أحَضَرْتَ لتوِّكْ ؟
    نَظَرَتْ في الساعةِ .. همَسَتْ:
    ـ في العاشرةِ أتيْتَ
    وإني أنتظرُكَ منذ التاسعةِ صباحاً
    .. أفتحُ عينيَّ ، فأُبصرُ قامتَها الممشوقةَ قُدَّامي
    في العينينِ كلامُ
    شوْقٌ
    حزنٌ
    جرأةُ منْ لا تخشى أنْ تُفصِحَ
    أحرفُنا تتلكّأُ
    أختارُ الكلماتِ بجهدٍ
    وأُرتِّبُ أقوالي ..
    قلتُ: تعاليْ نخرجْ للعالمِ
    أنتِ النورُ
    الحبُّ
    الخصبُ
    وهذا العالمُ يحيا في الظلماءِ
    البغضاءِ
    العُقْمِ
    فضحكتْ
    "جُرحٌ يبحثُ عنْ جرّاحٍ"
    قامتْ ، قمتُ
    (انطلقتْ)
    "هلْ تأتي ثانيةً"
    أيوبُ" ينادي :
    "أني مسنيَ الشيطانُ بنصُبٍ وعذابِ"
    أخلعُ أرديةَ الصيفِ
    وهمومٌ فوقَ الصدرِ جبالٌ
    وغرامٌ تحتَ الجلدِ ، يُغمغمُ
    كالنارِ
    .. فأصفُرُ لحناً بفمي
    كيفَ حملْتُ عذابي في صدْري عشرَ سنينٍ
    أخشى البوْحَ
    وأكتبُ شعراً
    لا يُفصِحُ عمّا يُضمرُهُ القلبُ
    أعدتُ قراءة أشعاري
    فوجدْتُكِ ماثلةً في كلِّ سطوري
    *
    أصحبُكِ إلى الطرقِ المكتظَّةِ
    تخشيْنَ السيْرَ معي
    فمدينتُنا تعرفُنا
    للخلقِ عيونٌ تبصرُنا
    عيناكِ الحالمتانِ ، الثاقبتانِ ، العاشقتانِ حواليَّ
    حديثُكِ عذْبٌ
    أخرجُ منْ دائرةِ الصمتِ
    فصمتي طوَّقَني زمناً
    أبعدني عنْ بابِ مدينتِكِ الخضراءِ
    وهأنذا أرجعُ
    أصنعُ منْ حبي أشرعةً بيضاً
    تُبحرُ بي في لُجج الزمنِ
    وفي أيدينا الوردُ الأحمرُ يتوهّجُ
    في أيدينا القرآنُ
    وأشكو للهِ:
    "تعاليْتَ
    فكيفَ أكونُ بجنبِ المحبوبةِ
    ويضيقُ الصدْرُ ولا ينطلقُ لساني
    إنّا غيّبَنا الصَّمتُ
    فأُخرجنا من جناتٍ وعيونٍ
    وتُركنا في الساحاتِ المحتشدةِ
    نبحثُ عنْ بعضٍ منْ حبٍّ
    يدفعُ في القلبِ الميتِ بعْضَ النبضِ
    مشينا في الظلماءِ
    رأيتُ النارَ ،
    دهشتُ
    ـ انتظري ..
    آنسْتُ النارَ
    سآتيكِ الليلةَ بشهابٍ قَبَسٍ ..
    قالتْ : لا تتْركني في الظُّلمةِ وحْدي
    فأحطْتُكِ بذراعي
    نُوديتُ من الوادي الأيمنِ
    إنا سخّرنا معكَ الجبلَ يُسبِّحُ
    والطَّيْرَ
    شددْنا أَزْرَكَ، أعْطيناكَ الحكْمةَ
    أرفعُ رأْسي
    ـ كيفَ تأخّرَ وعدُكِ ؟
    كيف تلاشتْ في البيدِ خُطايْ ؟
    *
    .. ويُناديني الصوتُ:
    استغفِرْ ربَّكَ
    (أستغفرُ ربي
    ويدايَ على الصَّدْرِ)
    امنحني هذا الوجْهَ الطيِّبَ
    هبْ لي هذا القلبَ الأبيضَ
    هبني هذا الجسدَ الجنه
    ْ
    ديرب نجم 29/6/1982
    رد مع اقتباس  
     

  8. #80 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 82 ) البحث عن ظل

    (1)
    *ركدَتْ أمواهُ بحيراتِ الشوقِ، وأقبلَ حزنُ العمرِ على ظهرِ جوادِ الشَّهوةِ، بحثتْ أعينُنا عنْ أصحابِ الرحلةِ في طرقِ الليلِ، فقالوا: لن نرجعَ، فضحكنا .. هل يرحلُ عنا الليلُ، وهل تأتينا شمسُ صباحٍ ثانيةً، خرجت خطواتي من جدرانِ الليلِ، وكنتُ وحيداً كالشبحَ الهاربِ، كانت همساتي لا تذهبُ في الريحِ .. وقلبي مجروحٌ:
    ما من لفظٍ إلا والكاتب حِبِّي يقرؤُهُ في قِرطاسٍ مفتوحٍ .. ضاعتْ أيّامي الماضيةُ ومات غدي في الفَزَعِ المُقلِقِ، ما منْ لفظٍ يصدرُ عنِّي إلا و"السيِّدُ" يوصي الحفَظَةَ بالتسجيلْ.
    *كانَ صديقي في الأيامِ الخاليةَ الشوهاءِ، وكانَ يُداري ما يبدو منِّي منْ خطأٍ أو شيْنٍ .. مرّ العامُ وراءَ العامِ، وجاءَ صديقي مبتسماً، يشحذُ سكِّيناً يقتلُ فيَّ الهمسَ، ويبني مستقبلَهُ الأمجدَ فوقَ رُكامِ الجهلِ، وعارِ التخييلْ.
    (2)
    *الناسُ نيامٌ لا يجرؤُ أحَدٌ أنْ يرفَعَ عيناً يستطلِعُ وجهَ الشمسِ، وهذا الصقرُ الغائبُ عادَ يدُقُّ علينا بابَ البيتِ، ولكنْ .. من يفتحُ للطارقِ فيكمْ ؟ أنتم تستلقونَ على الظهرِ، وتلهونَ بقولِ الشعرِ، وهذا النبعُ الصَّافي في العينيْنِ يجِفْ
    *والبسمةُ فوقَ الشفتيْنِ تفيضُ .. وهذا الرملُ الحارقُ يُشعِلُ في الأضلاعِ النارَ فأُبصِرُ خطواتي تتعثَّرُ في طُرقِ اللهفةِ، والموتُ يُبعثرُ خطواتي في الطُرُقِ الفظَّةِ، والقلبُ الواجفُ في جَدَلٍ مع خطواتِ الصحبَ المفزوعينَ، وأعبُرُ هذا الفاصلَ، أٌبصِرُ في وجهي حدَّ السيفْ!
    (3)
    *هأنذا في طرقِ الوحدةِ .. يذبحُني سكِّينُ الخوفِ، ويُطفئُ فيَّ البَسَماتْ
    *هأنذا أبحثُ عنْ ظلِّي في أمسي الغابرِ، في اللحظاتِ المذعورةِ، في نبْضِ الآتْ!
    (4)
    *الظلُّ يُغنِّي رغماً عنِّي،
    يرفعُ وجهاً للسيْفِ،
    ويضربُ قَدَماً ثابتةً في الأرضِ،
    ويصدحُ:
    رأْسي مرفوعُ للريحْ !
    *الظلُّ يُثرثِرُ للشمسِ، يُغازلُها، هل تسمعُ منْ خَرَ جَ يَصيحْ ؟
    (5)
    *وأنا مذبوحُ الصَّوتْ
    *منْ يُنقِـذُني منْ هذي الطرقِ المفتوحـةِ
    في أعلى قمةِ جبلِ الموتْ ؟!

    ديرب نجم 15/5/1983
    رد مع اقتباس  
     

  9. #81 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 83 ) سيرة جرح لا يندمل


    (1)
    أُبصرُها "عبلةَ" ..
    تنتظرُ الفارسَ "عنترةَ"
    وأُبصرُها "ليلى"
    ذاتَ ذؤاباتِ ترعى البهْمَ
    وترقبُ "قيْساً"
    أُبصرها تُشرقُ في عينيَّ
    تقولُ وطيْرُ النشوةْ
    يقتحمُ الجسدَ المنخورَ سنيناً موصولهْ :

    "أنظلُّ طوالَ العمرِ بعيديْنِ
    غريبيْنِ
    عرايا
    نجري للشطْآنِ الباهرةِ المجهولهْ ؟"
    (2)
    أجلسُ فوقَ صخورِ اليأسِ
    (وكنتِ هنا تمشينَ
    وتبتسمينْ
    وكنتِ تغنِّينْ
    وكانتْ كلماتُكِ ثوْبَ البهجةِ
    موْجُكِ يغزُرُ ،
    يتلاطمُ بحرُكْ ،
    ستعودينَ إليَّ صباحاً
    قلبي يمتلئُ بوعدِكْ
    قيثارتُكِ الخضراءُ تُغنِّيني لحنَ العودةِ)

    أنتِ الحبُّ العاصفُ
    أعرفُ عاقبةَ اللقيا
    وأنا إنسانٌ تٌرعشهُ هبَّةُ ريحٍ
    كمْ عاني قلبي وتكبَّدَ
    هأنذا أكبو في الطرقِ الوعرةِ
    نفسي تُؤمنُ بخلودِ الحبِّ
    أنا لا أُبصِرُ غيرَ ظلالِ الأشباحِ
    أأغرقُ في بحْرِ الليلِ ..
    أيقتلُني نَزَقي ؟
    هلْ أهرُبُ منْكِ ،
    فلا أرجعُ ..
    إلاَ لخريفِ الوحدهْ ؟

    ديرب نجم 23/8/1982
    رد مع اقتباس  
     

  10. #82 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 84 ) المرأة الضوئية


    يا برْقاً يغتسلُ بضوْءِ القمرِ الحارقِ في الغُربهْ
    جاهرْتُ بحبكَ
    أدخلني الوعْدُ الحَلَبَهْ
    فتجاذبَني الصوتُ
    وهدَّدَني الموتُ
    وردَّتني الجَلَبَهْ
    أعيتْني الحيلُ وظلْتُ أُناجيكْ
    واختلطتْ في الأفْقِ
    ظلالُ الشمسِ الشاحبةِ
    وأقفيةُ الأدوارِ الواطئةِ
    بصوْتِ الديكْ
    وأنا في اليمِّ أُناديكْ
    هلْ يُخرجُني صمْتي
    عنْ لُغَةٍ داجنةٍ
    تتنازعني فيكْ؟
    هلْ أدخُلُ في التجربةِ فأُحرقُ
    وأُلاقيكْ؟
    ...
    من ظلِّي تنفرطينَ
    نقاطاً شهباءْ
    تُرجعُني .. للماءْ

    صنعاء 28/9/1986م

    رد مع اقتباس  
     

  11. #83 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 85 ) الغـــــزالة


    قُزحيَّةُ الألْوانِ في قممِ الجبالِ
    قَمْراءُ في أَلَقِ اخْتيالِ
    في ثغْرها بعْضُ القصائدِ
    والحروفُ مُهمْهِاتٌ
    هلْ ستبدأُ بالنِّزالِ؟
    في بدْءِ أحرُفِها الرَّشيقةِ ..
    تصْهلُ الرَّغَباتُ في جسْمٍ تدلَّلَ بالجَمالِ
    في غابةِ الأطْيافِ غابتْ
    والمَدى رحْبٌ
    ووقْدُ الحبِّ يعْصِفُ بالخَيَالِ
    ماءٌ لهذي الأرْضِ
    يرسُمُ بحْرَهُ في الأوْجِ
    يُطلقُ سُفْنَهُ في الموْجِ
    يرفعُ صوتَهُ في موكبٍ للحجِّ...
    أيْنَ غزالةٌ طارتْ من المجنونِ في قممِ الجبالِ؟

    صنعاء 25/11/1986م

    رد مع اقتباس  
     

  12. #84 رد: النص الكامل لديوان «حدائق الصوت» لحسين علي محمد 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    ( 86 ) أصابع شَعْرِكَ للموت

    (إلى الصديق القاص المُبدع محمد حافظ رجب
    صاحب قصة «أصابع الشعر»)

    أعطيتَ لهذي المهرةِ
    أُفْقَ صباكَ الغامرِ في الفجرِ
    وحكمةَ أسلافِكَ
    فجرَهمُ الكاذبْ
    أعطيْتَ
    أصابعَ شَعْرِكَ للموْتِ
    وللأمواجِ القاربَ
    كيْ تهبَ لجسدِكَ شهوةَ فعْلٍ
    يتجذَّرُ فيهِ الموْتُ
    وألفُ صنوْبرَةٍ تتآمرُ
    كيْ تصنعَ نعْشاً
    (أوْ إكليلا)
    للجسدِ الخائرْ !
    ديرب نجم 29/4/1990
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01/06/2008, 10:26 PM
  2. النص الكامل لمجموعة «أحلام البنت الحلوة» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 28/02/2008, 05:21 AM
  3. النص الكامل لديوان «الحلم والأسوار» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23/12/2007, 09:56 AM
  4. النص الكامل لديوان «ثلاثون قصيدة من صنعاء» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى ديوان العرب
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 29/05/2007, 03:40 PM
  5. النص الكامل لمجموعة «الدار بوضع اليد!» لحسين علي محمد
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 10:36 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •