( 51 ) حلم الملكة
في ذاكَ اليومِ القائظِ
ظلَّتْ "فاطِمُ" تضحكُ
تتثاءبُ
حتى حدِّ اليأْسْ
والغيْمةُ تجري في الأرجاءِ الخمسْ
الخمْرةُ في العنقودِ
وحُلْمُ الملِكَهْ
أنْ تخترِقَ رماحُ الماءِ الشَّبَكَهْ
وجِدارَ البأْسْ
صنعاء 13/11/198
|
( 51 ) حلم الملكة
في ذاكَ اليومِ القائظِ
ظلَّتْ "فاطِمُ" تضحكُ
تتثاءبُ
حتى حدِّ اليأْسْ
والغيْمةُ تجري في الأرجاءِ الخمسْ
الخمْرةُ في العنقودِ
وحُلْمُ الملِكَهْ
أنْ تخترِقَ رماحُ الماءِ الشَّبَكَهْ
وجِدارَ البأْسْ
صنعاء 13/11/198
( 52 ) أمطار على القلب
نهرٌ يبسمُ
وعيونٌ تحتضِنُ الأطيارْ
هلْ كانتْ تلكَ الرحلةُ
بحثًا عنْ قوْسٍ
يخترقُ لحاءَ الأشجارْ ؟
أمطارُ الدّهشةِ تغمرُني
صَفَّاراتُ القطر تُزمجرُ
والدرّاجاتُ أراها تمرُقُ
والسُّفُنُ ،
الليلُ ،
الحبُّ ،
القمرُ ،
الأزهارْ
أرجعُ في الليْلِ الشتويِّ أُحادِثُ تلكَ النجمهْ
أحملُ بعضَ محارْ
جرّةُ عمري تتكسَّرُ ..
ويُحاصرُني وهمي
هلْ تحملُني أنفاسُكِ
في دوّاماتِ السَّحَرِ إلى الأنهارْ ؟
ديرب نجم 14/4/1985
( 53 ) قصيدة صغيرة للحزن
1
الليْلُ دارُنا التي ألِفْتَها
نقوشُكَ السوداءُ فوْقَها
أوْصَدْتَ بابَنا
ألقيْتَ بذرةَ الجفافِ في حلوقِنا
وحينما أمسكْتَ في يديْكَ مِقْوَدِ الرياحْ
هَوَتْ طيورُنا مكسورةَ الجناحْ
2
وحطَّ فوقَ الرأْسِ طائرُ الجنونْ
وكنتِ يا حبيبتي بوجهِكِ الجميلِ تُبصرينني
عباءتي مُمزَّقَهْ
وخطوتي مُفَرَّقَهْ
فكيْفَ يا حبيبتي تُضيءُ لفظتي البروقْ
وغُرسُنا الكبيرُ قدْ تفتَّحَتْ براعِمُهُ ..
فماتَ في العروقْ !
ديرب نجم 22/10/198
( 54 ) تصاوير فاتن
كتابُكِ الصَّغيرُ يا أميرهْ
عليْهِ بعضُ أحرفٍ صغيرهْ
"أبي حضَرْ"
عمارةٌ ..
حجارةٌ ..
صُوَرْ
"أملْ"
قراءةٌ
كتابةٌ
"عُمرْ"
"فراشةٌ"
حديقةٌ"
"زَهَرْ"
الوجْهُ في استدارةِ القَمَرْ
…
حروفُكِ الجميلةُ الدّقيقهْ
هلْ توقظُ الحنانَ في قلوبِنا
وتزرعُ الجمالَ في عيونِنا
فيُمطِرُ الشتاءُ في دروبِنا
وتُزهِرُ الحديقهْ ؟
فالنَّمْلُ في المداخلِ الشَّوهاءْ
وهذهِ المُدُنْ
في ليْلِها العطِنْ
تُغيِّبُ الإنسانْ
تُحطِّمُ الصفاءَ والضِّياءَ والحنانْ
ونحنُ نرقبُ البدورَ في السَّماءْ
والفجرَ في حرائقِ الأنباءْ !
بور سعيد 16/12/1983
( 55 ) جحيم الكتابة
مثقَلٌ بالشروحِ القديمةِ
والعنعناتِ / الهوامشِ
واللغةِ الشاعرهْ
أدخلُ الآنَ خيْمتَكِ القزحيةَ
أيتها الجملةُ البدويةُ
أنشد مرثيَةً للشموسِ التي قدْ نأَتْ
كيفَ لا تحرقُ الشمسُ أيدي الصبيِّ الذي ..
خبَّأَ الشمسَ بينَ الأكفِّ الرهيفةِ
والوشوشاتِ الأليفةِ
والبُقَعِ الباهرهْ !
إنني كهفُكِ الجبليُّ الذي قدْ تمدَّدَ
ثم استطالَ
وصالَ
وجالَ
لتبدأَ في حنياتِ الشوارعِ هسهسةُ الحرْفِ
في هدْأَةِ الخوْفْ
تثقُبُني ألفُ عيْنْ
فكيفَ أُطاوِلُ هذي السماءْ
وأُنشئُ أرضاً وماءْ
وألفُ سياجٍ يُحوِّطُني باليَديْنْ
ويخنقُني
ويشُدُّ لساني
ويفْقأُ عينَ الحروفِ
ويُخرِسُ هذا الغناءَ المُناوشَ للصَّمْتِ
والهجْمةِ الكاسرهْ ؟!
صنعاء 24/11/1986م
( 56 ) عصفورانِ
عصفورانِ
صغيرانِ
انطلقا في الأرضِ الخضْراءِ
وصنعا الأعشاشَ
وراحا في أَرَجِ النشوةِ
ينصهِرانِ حبيبيْنِ
ويمتزجانِ أليفيْنْ
القيْظُ يُحاصِرُ حبَّهما
ويُمزّقُ حلمهما
يرتعشانِ غريبيْنْ
ويبتعِدانِ عدوّينْ
ديرب نجم 23/5/1983
( 57 ) ريح للنجم الساطع
هذي الريحُ
أناملُها السحريةُ تفجؤني وتُطاردُني كلَّ مساءْ
أشكو ضعفي
قلّةَ حيلةِ شعري
للأنواءْ
أشعلتُ المصباحَ بخوفي !
بابي مفتوحٌ:
للشعرِ ،
وللنجمِ الساطعِ ،
والأرزاءْ
ديرب نجم 28/2/1985
( 58 ) ظمأ السيف
هلْ كنتُ مطروداُ أُلمْلِمُ غيْمةَ الإخفاقِ
في غبشِ الظلامِ ؟
والحُزنُ بعضُ طرائدي
والليلُ يفترعُ المُطهَّمةَ الأصيلةَ
واليمامةُ فوقَ أطلالي تُنادمُ حبنا المطعونَ ، قالت :
قلتٌ : لي أَلَقُ الصباحِ
وخيْمةُ الأجنادِ في أقصى بلادِ الأرضِ
لي لغةُ الصًّهيلِ ، وصافناتُ الخيْلِ
قالتْ : هوْدجُ الأشواقِ مرتحلٌ
أترحلُ فوقَ كاهلِها سِقامي ؟
أعطوكَ فاصِلةً وسهْماً
للفجيعةِ بابُها المفتوحُ، يا غَضبَ السقيفةِ في دمي
.. انتفضي خيولَ الفجْرِ
يا قعقاعُ أينَ مطالعُ الأنهارِ
في ظمأِ السيوفِ إلى الغمامِ ؟
وسورةُ "الأنفالِ" تصرخُ في عِظامي ؟
يا فتنةَ الألوانِ في دمِنا المُطَهَّمِ
هلْ تريْنَ طلائعَ الأشجارِ تزحفُ
والجحافلَ تستفيقُ .. وفوقَ رايتِها سهامي ؟!
صنعاء 9/12/1986م
( 59 ) وريقة في النار
مضَى النهارْ
وها أنا وريقةٌ مذعورةٌ
ألْقوْا بها للنّارْ
*
أتى النّهارْ
وأقبلَتْ سوسنَةٌ صغيرهْ
منْ يكتبُ الأشعارَ
في جداولِ الصغيرهْ ؟
وتلكمُ الوريقةُ المذعورهْ
ألْقوْا بها للنّارْ ؟!
القاهرة 9/7/1986
( 60 ) أفق اللحظة
لمْ أقْوَ على أُفْقِ اللحْظهْ
فالممْسوسونَ يجوبونَ جسورَ الدَّهشهْ
والأغنيةُ الليلةَ في عينيَّ عصافيرُ
بأرجُلها قيْدٌ
هلْ يخرجُ جسمي عنْ طقْسِ الغُرقةِ
هلْ يبحثُ موتي ..
عنْ قبرٍ
لمْ يفْتحْ منْ قبْل ؟
صنعاء 11/4/1988م
( 61 ) خارطة العشق
لي خارطَةٌ
فوقَ الهُدْبِ معلّقَةٌ
ألهو في الأرجاءِ السبعةِ فيها
وأُحاورُها ..
طوْراً بالكلماتِ النَّبْعِ
وطوْراً أغزوها
أجعلُ منْ طمْيِ الأرضِ عرائسَ خُضْرا
لكنَّكَ تنظُرُ لي شزْرا
منْ أعطاكَ مفاتيحَ الرُّعبِ
فتفتكُ بالحُبِّ
وتعبثُ في القلبِ
وتُمْعِنُ تمْويها ؟!
القاهرة 14/4/1985
( 62 ) الأسئلة
(إلى الصديقِ الطيب الراحل: سليم عبد الله صالح)
هلْ تُشاهِدُ فينا البراءةَ ، والصِّدقَ
والأغنياتِ ـ الطيوبْ ؟
هلْ تجيءُ مع الصُّبحِ أشرعةُ الماءِ
فيْضُ الدماءْ
.. تُغذِّي الربيعَ
فأُبصِرُ قلبَكَ هذا اليمامَ الوديعَ
يُضمِّدُ هذي الثقوبْ ؟
هلْ يجيءُ المماتُ كدفقِِ الحياةِ جواداً جموحاً
فيبرُقُ صوتُكَ في الفلواتِ
"تهاوى الرجالُ على مفرقِ الأُمنياتِ"
ويا كمْ خببْتَ .. على ظهْرِ هذا البُراقِ الحبيبْ
أُبْصِرُ الآنَ أحصنةَ الفجرِ تملأُ دربكَ
هذي الفراديسُ تشتاقُ قربَكَ
كنتَ غِنائي وصوْتي
لماذا أرى الآنَ شدْويَ مُشتعلاً بالنَّحيبْ ؟
الزقازيق 3/1/1981
« موسوعــــة الشعر العربي الإسلامي | فتنة الأسر /رواية / صلاح والي » |