النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التفاعل الايجابي مع البيئة والانطلاق الفكري وحضور الذات العربية،

  1. #1 التفاعل الايجابي مع البيئة والانطلاق الفكري وحضور الذات العربية، 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    80
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    18
    د. تيسير الناشف

    البيئة العالمية الراهنة حافلة بالمستجدات والتحديات القومية والفكرية والثقافية والحضارية. ولا بد من أن يتفاعل الإنسان مع هذه البيئة. ويمكن أن يكون التفاعل إيجابيا، أي أنه يؤثر وهو يتفاعل، أو سلبيا، أي أنه يتعرض وهو يتفاعل لتأثير آخرين فيه. وبالتالي من السليم من منظور ممارسة التأثير أن يكون التفاعل إيجابيا. وكلما ازداد الانسان وعيا ارتفع احتمال أن يزداد تفاعله إيجابية. وكلما قل وعي الإنسان ارتفع احتمال أن يتعزز حضور العنصر السلبي في تفاعله.
    التفاعل الإيجابي مع البيئة معناه الحضور السياسي والفكري والحضاري الفاعل على مستوى البيئة الإقليمية أو الدولية. ونحن الناطقون باللغة العربية ينبغي أن يكون لنا حضور سياسي وفكري وحضاري فاعل ويعتد به على هاتين الساحتين. وحتى يكون لنا هذا الحضور ينبغي لنا أن نكون متفاعلين تفاعلا إيجابيا قويا ومستمرا مع هذه البيئة.
    وعن طريق تفاعلنا الإيجابي تتجلى شخصيتنا الفردية والجماعية ونفصح عنها ونوكد عليها ونجعلها ملموسة مجسدة. تجلي شخصيتنا الجماعية من شأنه أن يعني تجلي إرادتنا الجماعية وتجلي خصائصنا وإبداع المبدعين منا في مجالات العلم والفلسفة والفن. وتجلي شخصيتنا الفردية من شأنه أن يعني تحقيق الفرد لذاته وتكشف الإبداع الفكري والفني ومحافظته على كيانه وكرامته.
    وتجلي الشخصية الفردية والجماعية من شأنه بدوره أن يسهم في تحقيق التفاعل الايجابي على الساحة العالمية.
    الحضور العربي على الساحة العالمية من شأنه أن يعني عدة أشياء. من شأن الحضور السياسي العربي أن يعني قدرة العرب على ممارسة التأثير على هذه الساحة لتحقيق أغراض ينشدونها. والمعنى المعتمد للسياسة في هذا المقال هو إيجاد القدرة على ممارسة التأثير ابتغاء تحقيق غرض معين. وبالتالي لا يوجد حضور سياسي بدون توفر القدرة على ممارسة التأثير.
    والحضور الفكري والثقافي والحضاري والسياسي العربي من شأنه أن يعني زيادة إشاعة استعمال اللغة العربية في شتى أصقاع العالم، وإشاعة استعمالها من جانب المسلمين غير العرب، ونشوء الفلاسفة والعلماء العرب في مخنتلف ميادين المعرفة الذين يضعون مؤلفاتهم باللغة العربية والذين تترجم مؤلفاتهم إلى لغات كثيرة، وإجراء الباحثين العرب للبحوث الجادة المعتبرة وهم متحررون من الضغوط أو القيود المالية والاجتماعية والنفسية.
    ومن المنظور الطبيعي والإنساني والإجتماعي والفكري والحضاري من السليم أن يحدث التطور الطبيعي لعملية الفكر والنقد والإبداع وأن يشجع الاندفاع أو الزخم الفكري والنقدي والإبداعي. وحتى يحدث هذا التطور وحتى يحقق هذا الزخم من الضروري توفير مناخ من حرية التعبير وحرية الإنطلاق والإبداع الفكريين.
    والانطلاق والإبداع الفكريان لا حدود لهما. هذه حقيقة يجب إدراكها وقبولها. ويمكن دائما أن يتجاوز المبدعون في كل المجالات ما بلغه الذين سبقوهم. ونبغ وينبغ في صفوف كل شعب المبدعون البارزون المتفوقون المتميزون في مجالات الفكر والفن والأدب. وحتى تبقى إمكانية أن يحقق كل امرئ إمكانه الإبداعي من الممكن تجاوز ما حققه آخرون من وجوه الإبداع. ومن شأن عدم إدراك ذلك أن يكون عاملا هاما في تقييد الإنطلاق الإبداعي، إذ حتى تتهيأ للإنسان دواعي الإبداع وفورته واندفاعه ينبغي أن يكون محررا نفسيا من التفكير أو الشعور بأنه لا يستطيع أن يتجاوز ما بلغه آخرون في مجال الإبداع. هذا التحرر النفسي يمد الإنسان بقوة نفسية وفكرية وعاطفية دافعة إلى الإنطلاق الإبداعي. والأفراد المحررون نفسيا من هذا التفكير أو الشعور هم الأفراد الذين من الأسهل عليهم أن ينطلقوا فكريا ونفسيا وعاطفيا وأن يرسموا آثارهم على سجلات الفكر والأدب والفن العالمية، وهم الذين تقل لديهم القيود على نشاطهم الإبداعي، وهم الذين حلقوا وأبدعوا فكريا وفنيا، فجاء إبداعهم شعرا ونثرا وفلسفة وموسيقى ورسما ونقدا وغناء ورقصا تشهد هي كلها على عظمة وتميز فن وفكر هؤلاء المبدعين.
    والشعب والدولة اللذان يريدان تحقيق التقدم الفكري والانطلاق الفكري هما الشعب والدولة اللذان يكونان حريصين على امتطاء الفارس لصهوة الجواد. ينبغي أن يكون ذلك الهدف الأمثل الذي يسعى المغني إلى تحقيقه بغنائه ويسعى الشاعر إلى تحقيقه بشعره ويسعى الفيلسوف إلى تحقيقه بفلسفته وبسعى العالم إلى تحقيقه بعلمه وتفعيل ملكة فكره. هذا السعي لتحقيق ذلك الغرض هو أحد محفزات المرء على الإبداع الفكري ليمتطي صهوة الجواد أو ليصل إلى ليلى الحبيبة أو ليبلغ النجوم أو ليقيم له منزلا فوق الغيوم أو ليرافق الطيور في رحلاتها، يتنقل بين السحب وفي الفضاء الرحب وهو يسعى لارتياد المجهول.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: التفاعل الايجابي مع البيئة والانطلاق الفكري وحضور الذات العربية، 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    736
    معدل تقييم المستوى
    19
    لك كل الشكر دكتور.
    ان الفكرة تبدأ بحلم و تحقق الحلم هو الابداع و مجتمعات كمجتمعاتنا العربية و هي مجتمعات متأخرة في المجال الحضاري رغم ثراثها الكبير عليها اليوم ان تمر بمراحل لا بد منها لتصل الى التفاعل الايجابي مع الواقع الحضاري .
    وقد شخص ابن نبي فيلسوف الحضارة في ان
    "مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها". و قد ربط ابن نبي مفهوم الحضارة بحركة المجتمع وفاعلية أبنائه؛ سواء في صعوده في مدارج الرقي والازدهار، أو في انحطاطه وتخلفه.
    ويدعو مالك بن نبي في جل كتاباته إلى ضرورة إبداع بدائل فكرية ومناهج علمية مستقلة تتناسب مع البيئة الإسلامية بدل استيرادها كما هي من الغرب الأوربي. ويلح على ضرورة الاستقلال الفكري في دراسة مشكلاتنا الحضارية والاجتماعية؛ لأنه يعتقد -كغيره من الدارسين للحضارات الإنسانية- أن هناك خصوصيات كثيرة تتميز بها كل حضارة عن غيرها. "فلكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به نحو الأشياء، بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة.. نحو الأفكار"
    ومن أهم الخصوصيات التي ميزت نشوء الحضارة الإسلامية أن نشوءها سببه الوحي الرباني؛ مما جعلها حضارة خالدة خلود المبادئ والتعاليم التي تحملها وتدعو إليها، "فجزيرة العرب.. لم يكن بها قبل نزول القرآن إلا شعب بدوي يعيش في صحراء مجدبة يذهب وقته هباء لا ينتفع به؛ لذلك فقد كانت العوامل الثلاثة: الإنسان، التراب، والوقت راكدة خامدة، وبعبارة أصح: مكدسة لا تؤدي دورا ما في التاريخ؛ حتى إذا ما تجلت الروح بغار حراء -كما تجلت من قبل بالوادي المقدس، أو بمياه الأردن- نشأت بين هذه العناصر الثلاثة (الإنسان + التراب + الوقت) المكدسة حضارة جديدة؛ فكأنها ولدتها كلمة "اقرأ" التي أدهشت النبي الأمي، وأثارت معه وعليه العالم"
    ولهذا "فالحضارة" لا يمكن استيرادها من بلد إلى آخر رغم استيراد كل منتجاتها ومصنوعاتها؛ لأن "الحضارة" إبداع، وليست تقليدا أو استسلاما وتبعية كما يظن الذين يكتفون باستيراد الأشياء التي أنتجتها حضارات أخرى؛ "فبعض القيم لا تباع ولا تشترى، ولا تكون في حوزة من يتمتع بها كثمرة جهد متواصل أو هبة تهبها السماء، كما يهب الخلد للأرواح الطاهرة، ويضع الخير في قلوب الأبرار . فالحضارة من بين هذه القيم التي لا تباع ولا تشترى.. ولا يمكن لأحد من باعة المخلفات أن يبيع لنا منها مثقالا واحدا، ولا يستطيع زائر يدق على بابنا أن يعطينا من حقيبته الدبلوماسية ذرة واحدة منها".
    قد تهزم الجيوش لكن لن تهزم الأفكار إذا آن أوانها
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: التفاعل الايجابي مع البيئة والانطلاق الفكري وحضور الذات العربية، 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    ونحن الناطقون باللغة العربية ينبغي أن يكون لنا حضور سياسي وفكري وحضاري فاعل ويعتد به على هاتين الساحتين


    أرى فيما أرى أن يستقل أهل اللغة عن المجالات الأخرى
    أقصد أن لا نشعر بعقدة النقص ونربط تطور الفكر بتطور المادة


    وتجلي شخصيتنا الفردية من شأنه أن يعني تحقيق الفرد لذاته وتكشف الإبداع الفكري والفني ومحافظته على كيانه وكرامته.


    الكشف عن ذواتنا هو المحرك للابداع ,

    والشعب والدولة اللذان يريدان تحقيق التقدم الفكري والانطلاق الفكري هما الشعب والدولة اللذان يكونان حريصين على امتطاء الفارس لصهوة الجواد. ينبغي أن يكون ذلك الهدف الأمثل الذي يسعى المغني إلى تحقيقه بغنائه ويسعى الشاعر إلى تحقيقه بشعره ويسعى الفيلسوف إلى تحقيقه بفلسفته وبسعى العالم إلى تحقيقه بعلمه وتفعيل ملكة فكره. هذا السعي لتحقيق ذلك الغرض هو أحد محفزات المرء على الإبداع الفكري ليمتطي صهوة الجواد أو ليصل إلى ليلى الحبيبة أو ليبلغ النجوم أو ليقيم له منزلا فوق الغيوم أو ليرافق الطيور في رحلاتها، يتنقل بين السحب وفي الفضاء الرحب وهو يسعى لارتياد المجهول




    رزاق الجزائري : ويدعو مالك بن نبي في جل كتاباته إلى ضرورة إبداع بدائل فكرية ومناهج علمية مستقلة تتناسب مع البيئة الإسلامية بدل استيرادها كما هي من الغرب الأوربي. ويلح على ضرورة الاستقلال الفكري في دراسة مشكلاتنا الحضارية والاجتماعية؛ لأنه يعتقد -كغيره من الدارسين للحضارات الإنسانية- أن هناك خصوصيات كثيرة تتميز بها كل حضارة عن غيرها. "فلكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به نحو الأشياء، بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة.. نحو الأفكار"
    وهذا ما ادعو إليه في مجال الأدب والنقد

    الاستقلال الأدبي والفكري
    فالفنون التي نعبر بها هي فنون تكتب بطرق وأساليب غربية لا تناسب المجتمع الغربي لأن الزمن قد عفى عنها , فكيف بمن يستوردها لبيئة أخرى

    لنكتب بهويتنا ولو كانت اليوم سطحية , فالبناء لبنة لبنة

    الشكر كل الشكر للجميع
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. القمع الفكري والمفهوم البشري
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29/11/2008, 08:15 PM
  2. الانفتاح الفكري والتماسك العربي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 30/07/2007, 11:18 PM
  3. الجدب الفكري والتسلط الحكومي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09/07/2007, 05:16 PM
  4. تهديد الهيمنة والابداع الفكري
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06/05/2007, 12:44 PM
  5. الامبراطور والزناء الفكري
    بواسطة سالم سليم في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10/08/2005, 08:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •