السؤال العاشر
أيهما يأسر قلبك ويسلب لبك: الشعر أم السرد؟
ولم؟!

ألق الماضي
أرى أولا أن المقصود بالسرد، وهو حسب ما أعتقد من قبيل الجزء الذي أريد به الكل، في السؤال هو "النثر"، القائم كذلك على الوصف والحوار، وعلى هذا الأساس سأجيب قائلا:
إن للنثر والشعر معا في القلب والعقل ذات المكانة، لكن بشرط أن يكون الشعر شعرا بحق، وأن يكون النثر نثرا بحق، وكم كان رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، بليغا عندما قال، وهو الصادق الأمين، الذي لا ينطق عن الهوى:
"إن من البيان لسحرا"
ثم إني لا أرى تفسيرا لما أحفظه من مقام للنثر والشعر معا، سوى أنهما ينبعثان من مشكاة واحدة، والتي تواضع القدماء والمحدثون على تسميتها بـ"الأدب"، فإذا ما نظرنا بعمق في النثر، وجدنا فيه الشعر نابضا، وإذا ما نظرنا بذات العمق في الشعر، وجدنا فيه النثر خافقا، وكأني بهما بحران يلتقيان، وكلاهما عذب فرات ...
والحق، إن للعرب ديوانين وليس ديوانا واحدا: "ديوان النثر" و"ديوان الشعر"، وبين الديوانين قواسم مشتركة، يأتي اللسان العربي في مقدمتها، ومما يأسر القلب ويشد إليه العقل حقا، هي روعة الحروف العربية المنسابة نثرا وشعرا، كمياه شلالات صافية، وجمال السرد، والوصف، والحوار، وإشراقة الأساليب المعتمدة في بسط التجارب والمواقف، وفي عرض الأفكار والآراء الإنسانية، وكذلك في نقل وتصوير المشاهد ... والله أعلم.
أبو شامة المغربي
حياكــــــــــــــــــــم الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com