وصلت للمربد الرسالة التالية :
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
الدكتور نوري الوائلي
مدير الأبحاثالسريرية
نيويورك
الدكتور نوري الوائلي
مؤسسة الوائليللعلوم
نيويورك
Noori786@yahoo.com
سراب ُالخيال
قالوا بأن َّ الشعرَ ليس قوافيا ً***أو وزن بيت ٍ قد أجاد َمعانيا
إن ْ لم يكنْ فيه خيال آخذ *** فيعيشُ سامعهُ دُجا ً وغوانيا
فأقولُكلا ّ فالقصائد ُ إنما *** حِكما ً بأوزان ٍ تضم ُ قوافيا
الشعرُ قافية ٌووزن ٌمحكم ٌ *** وحكيم ُ قول ٍ لن يُضيّع ساعيا
هذا المثلث ُ لا غرابة َ خالد ٌ *** والغيرُ يُفنى لن يطاول ضاويا
الشعرُ أبداع ُالعقولُ وحكمة ٌ *** تبني نفوسا ًأو تُصلـّـح باليا
الشعرُ مدرسة ُ الشعوب ِ وإنها *** خيرُ المدارس إن أعانتْهاديا
الشعرُ قد يحوي نفاقَ مُتاجر ٍ *** باع َ الضمائرَ أو يهلـّّل ُجاثيا
فترى كثيرا ً راح َ يشدو واهما ً *** أو راثيا ً في الليل ِ يُصبحُهاجيا
كم قيل من لغو الكلام بمدحهم *** عجبا ً فقد صاغوا الضلالة َهاديا
أسفي لشعر ٍ قد علا متلألأ ً *** كالنجم ِ نظما ً جاء َ يمدح ُخاويا
قد غال َ مدحا ً للـّذي في بطنه *** ما يجعل الأذواق َ تنفر ُ عاويا
منأجل ِ دينار ٍ يبيع ُ ويشتري *** كتبوا لخادمه ِ ليمنح َ راضيا
كـُتبت قصائد ُللحريم ِ كأنها *** رب ُّ يطاع ُ وأن تأمّر جافيا
كتبوا قصائدة َ للرذيل ِيُمجّدوا*** بل للصديد ِ فقد أجادوا قافيا
كتبوا مُناجين َ الخُمورَ وأهلها *** زدْنا بكأس ٍ نحي فيها ساليا
كم شاعر كتبَ القصيدة َ جُلها *** نَدرُ الكلام ِصُعوبة ًومعانيا
تحتاج ُ قاموسا ً لتدرك َ شاردا ً *** أو عالما ً بالنحو ِيشرحُ ما
هيا
قل لي وحقك َ كم حفظت َ طواعيا ً *** من شعرهم أن كانَ يحويَزاكيا
هل يحفظ ُ الناس ُ الكلام َ ونثرهم *** أن كان عُسرا أو يُزيغكلاهيا
منذ ُ الطفولة ِ قد حفظتُ قصائدا ً*** فيها المعانيَ لا تمجدَ خاويا
انكنتَ تأملُ للقصيدة ِ موقعا ً *** عندَ الشعوب ِ أو تـُخَلـّدُ باقيا
أحرصْ علىالمعنى وحُسنَ مقاصد ٍ***وأجعلْ بها حِكما ً تـُرفـِّـــع ُ عاليا
أمدح بعقل ٍحين تذكر واصفا ً*** بشرا ً بقولك مادحا ً أو راثيا
لا تحفظ الأذهانُ إلا حكمة ً *** فيها جمالُ القول ِ ينطقُ صافيا
لا خيرَ في كـُثر ِ الكلام ِ وشرحه *** أنكانَ معناه يُعطِش ُ ضاميا
الخيرُ أن كانَ الكلام ُ قليله *** يُعطيكَ معنا ً لايضُمّك خاليا
مرحى لشعر ٍ قامَ يبني عالما ً *** ويكون ُ هديا ً للنفوس ِوراويا
ويشدُ أزرَ الناس ِ نحوَ فضائل ٍ** ويعيدُ للمنكوب ِ وجها ًغازيا
اللهُ يعلم ُ كم تأثـّر مسْمعي *** وصحوت في قمم ِ المصائب ِراميا
لسماع ِ بيت ٍ أو قصيدة مؤمن ٍ *** قد كان َ فيها كالحكيم ِمداويا
ياليت َ كل ّ الشعر ِ كان بناؤه *** أدبا ً وعلما ًهاديا ً ومناجيا
لايحفظ العقل ُ القصيدة َ مُكرَها ً *** إن كانَ فيها ما يشل ُّ رواميا
الشعرُكالأمثال ِ يُضْرب ُ شاهدا ً *** لحوادث ِ الأيام ِ معنا ً حاويا
فإذا أردت َخطابة ً تبقى فما ً *** أحرصْ على حفظ ِ القصائد ِ هاويا
فكتاب ُ ربّي والقصائدُ منهج ٌ *** لنجاح ِ منْ صعدَ المنابر َ راويا