إهداء
قبل أن يسلم بحثه مخطوطا إلى أهل الدار، ليتولوا طباعته وإصداره، وبعد أن انتهى من تحرير مقدمة البحث وفصوله، ومن مدخله وخاتمته وفهارسه منذ أيام، جلس اليوم ليكتب إهداء يليق بمقام تلك الحروف، التي أنفق فيها زمنا غير يسير، وبذل في سبيل انتقائها الجهد الكثير، إذ لم يكتمل له تقييدها النهائي بالكتاب إلا بعد مضي أزيد من عشر سنوات بأيامها ولياليها ...
إلى من كنت وما أزال جليسه، وكان وما يزال جليسي ...
إلى من كنت أحدثه همسا وما أزال، ويحدثني صامتا هادئا وما يزال ...
إلى من آنست به صديقا وما أزال، وآنس بي صاحبا وما يزال، وكلما دنوت منه زاد قربا مني ...
إلى من كنت أبحر فيه طويلا وما أزال، وأقرأ عليه مذ أدركته وأدركني ما أخطه، فيصغي إلي مرهفا السمع، وكلما استشرته لم يبخل علي بمشورته ...
أهدي هذا النبض الذي هو من صميم نبضه، وأزفه إليه خفقا مخطوطا قبل نشره ...


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com