"ولكني أستحسن في القصيدة قبل أن أصل إلى درجة الانبهار والاعجاب ألا يكون فيها ضعف ظاهر في الوزن أو اللغة أو السبك وأن تستخدم الكلمة في مكانها تماما فلو أخطأ راو بروايتها لشعرنا بذلك فورا ووجدنا الكلمة المناسبة التي لاتحل محلها كلمة أخرى.
وهذا يعني قبل كل شئ أن القصيدة مفهومة في متناول الجميع ولم تكتب للنخبة من أهل الرمز والشعور الداخلي والطلاسم التي لاأجد إلى حل ألغازها من سبيل.
بعد ذلك تأتي الصنعة ولكن على هذه الصنعة أن تكون مستترة أي عفوية غير متكلفة تزيد المعنى قوة ووضوحا وليس مجرد البحث عن حشو الصور
"

أرجو أن تعيد قراءة هذا النص لتعلم أني قبل تحرك مشاعري القصيدة أشترط فيها شروطا في المبنى والمعنى.
أما عن الصورة التي أتى بها المتنبي فلاأتفق مع ماقلت جملة وتفصيلا . إني أراها بلغية قوية موضحة للمعنى مليئة بالحس والعاطفة عاطفة الانبهار والاعجاب بقوة وعزم هذا القائد المغوار وأنت تقرؤها وتكادلاتحس بها لأنها تبدو عفوية ففيها صناعة ولكنها صناعة حسنة لأنها لاتبعدك عن المعنى الأساسي.
ولاأتفق معك أبدا بشأن الصور المتداخلة المحشوة غير المناسبة للموضوع التي أتى بها يزيد بن معاوية فأي عاطفة هى التي يشعر بها هذا الشاعر ليصف الورود واللآلئ حين يرى فتاة تبكي والقارئ المتمعن يرى أنه تعمد أن يضع صورة في كل جملة وكأنه يريد أن يظهر قدرته على الاتيان بالعديد من الصور في بيت واحد. الواضح جدا أن هذا البيت منحوت نحتا من الصخر وليس متدفقا عفويا من بحر الشعور والشعر.
الفرق بين هذين البيتين كما أرى هو الذي يجعلنا نميز الشاعر من الناظم.
أما ماأردت أن تدخلني فيه من نقاش حول الواو والفاء( بقولك:"على ضعف بدايته بالفاء وكذلك أجد من الواو نفاد العاطفة") فهذا كلام لاأفهم معناه ولاأرى مغزاه فلن أخوض فيه.