الحافلة
... ثم ناداه: أي بني، أنا غريب عن هذه المدينة، وقد جئت قاصدا زيارة قريب لي يسكن في حي الناس، هل تعرف هذا الحي؟ ..
وأخيرا وصل السائق بما تبقى من ركاب الحافلة إلى آخر محطة على خط سير النقل الحضري المعتاد ذهابا وإيابا في كل يوم، وما هي إلا لحظة قصيرة حتى صارت الحافلة فارغة من ركابها، ولم يبق على متنها سوى سائقها وقابض أثمنة التذاكر ...
وقبل أن تبلغ الحافلة المحطة النهائية، كانت بمن تحمل من ركابها شبيهة بسوق يومية صاخبة مضطربة، وقد غصت بالرجال، والنساء، والأطفال، حتى تعذر على بعض من أراد الركوب، في عدد من المحطات السابقة، أن يعثر له من شدة الزحام على موطئ قدم فيها ...
كفى، أقفل الباب .. إني أكاد أختنق .. من يريد النزول في المحطة القادمة، فليتقدم إلى الأمام .. إفتح يا أخي من فضلك تلك النافذة .. من لم يحجز تذكرة ركوبه؟ .. إنتبه، لقد دست على قدمي .. هل من أحد يريد النزول في هذه المحطة؟ ..
أمي، أنا عطشان، أريد أن أشرب .. يا ولدي، إذا سمحت، أترك لي مكانك حتى أجلس فيه، فأنا مريضة قد أرهقني طول الوقوف .. أيها السائق، أوقف الحافلة، فأنا أريد النزول في هذه المحطة .. إفسحوا الطريق من فضلكم .. بنيتي، أنا غريبة عن هذه المدينة، هل بإمكانك أن تدليني مشكورة على محطة القطار؟..
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
