القمة القادمة في السعودية
[بقلم: ( د. رفعت سيد أحمد)]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الملوك إذا عقدوا قمة... أفسدوها !!
• نحذر من الآن.. قمة الرياض القادمة ستكون قمة التنازلات والصفقات علي حساب المقاومة!!
• ما هي حقيقة دور الأمير بندر بن سلطان في إفشال عروبة القمة وإسقاط حق العودة للفلسطينيين.
• ليبيا أدركت المؤامرة مبكراً فاعتذرت عن الحضور بعد أن خالفت السعودية قرار القمة السابقة بأن تكون القمة الحالية في القاهرة وليس الرياض!!
• لماذا تسمي الصحافة الأمريكية الأمير بندر بـ(بندر بوش) وما علاقة ذلك بأن القمة القادمة هي قمة لإنقاذ أمريكا من هزيمتها في العراق!!




صدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه(إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها) والقرية هنا هي القمة... والتي حتماً سيفسدوها لصالح واشنطن وحسناً فعلت ليبيا حين بادرت قبل الجميع برفض حضور هذه المهزلة التي ستعقد في الرياض باسم (القمة العربية)، وهي في حقيقتها قمة لتمرير المخططات الأمريكية في العراق ولبنان وفلسطين بأيدي السعودية، ولعب فيها أمير المخابرات ( بندر بن سلطان) دوراً مؤثراً، دوراً يؤكد أبعاد المؤامرة وبأنها قمة أمريكية بامتياز وليست قمة عربية، قمة سيتم فيها الاتفاق علي مزيد من التنازلات، وخاصة البند الخاص بحق اللاجئين في العودة إلى فلسطين، وهو ما تؤكد إسرائيل أن السعودية وافقت عليه في المفاوضات السرية التي عقدت بينهما بعد هزيمتها أمام حزب الله، وكان بندر هو مسئول الاتصال مع الموساد وعلى يديه تم الاتفاق على تفاصيل الصفقة السعودية/الإسرائيلية في خليج العقبة 18/9/2006، مقابل رضى واشنطن وإسرائيل عن بندر وتهيئة الأرض السعودية لقبوله ملكاً على البلاد بعد رحيل الملك الحالي (عبد الله 80سنة) وولي عهده (سلطان76 سنة) "والده"، فانه سيجعل من القمة القادمة وهو خلف الكواليس قمة للتنازلات المجانية في كافة قضايا المنطقة وبخاصة (القضية الفلسطينية) وسيسقط وإلى غير رجعة (حق العودة) وسيتم توطينهم حيث هم.


إن (بندر بوش) كما يسمونه في واشنطن هو رجل القمة القادمة، وهو مهندسها، وسيبيع قضية اللاجئين بعد توريط حماس في اللعبة السياسية وتشكيل الحكومات في وطن لا يزال محتلاً.


*خلاصة القول... نحن على أبواب قمة ليست لمصلحة العرب، بل ضد هذه المصلحة، وسوف يلعب آل سعود فيها بكل الأوراق الممكنة حتى تظهر أمام العالم وكأنها قمة حقيقية للوحدة، ولكنهم وبكل بساطة ينفذون فيها مخططاً أمريكياً مرسوماً لهم، يتم من خلاله تمرير الصفقات والاتفاقات حتى ولو على حساب الكعبة ذاتها، فآل سعود لا يهمهم سوى مصلحتهم الذاتية التي يشعرون أنها مهددة بسبب أحداث العراق ولبنان وفلسطين، وسوف يلعب (المال السعودي) دوراً في إفساد القادة العرب، وفي تحريف المطالب وتسويق المشاريع، وستلعب العلاقة الخاصة بين بندر بن سلطان وبين الموساد الإسرائيلي دوراً في إفشال (عروبة القمة) واستقلاليتها، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى السؤال عن قصة هذا الأمير الصاعد، وخاصة علاقته بالإسرائيليين تاريخياً والتي ستعد هذه القمة تدشيناً لها، وليس أفضل من الإسرائيليين أنفسهم ممن يصلحون لكي يحكوا لنا رؤيتهم لـ(بندر بوش) كما يسمى في واشنطن فماذا عن هذه الرؤية:


علاقات بندر بالإسرائيليين
كتبت صحيفة هآرتس يوم 5/3/2007 بقلم / ألوف بن وكان تحت عنواين (الأمير بندر لوبي في شخص واحد) وعنوان فرعي يقول أنه (رجل الاتصالات الإسرائيلية الخاصة في المنطقة)، فماذا يقول المقال نصاً:


" يعتبر مستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان، شخصية مركزية في الدبلوماسية الشرق أوسطية. فهو من وقف خلف «اتفاق مكة» الذي أبرم مطلع شباط بين فتح وحماس لتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية. وهو الذي عمل على تهدئة الصراع الداخلي في لبنان، وكذلك حاول التوسط بين إيران والإدارة الأمريكية. قبل أسبوعين أعلم بندر رئيس الولايات المتحدة جورج بوش بمساعيه، وفي الأسبوع الماضي شارك في لقاء رؤساء أجهزة الاستخبارات العربية مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.


هناك مؤشرات كثيرة على أن الأمير، الذي خدم لمدة 22 عاما كسفير لبلاده في واشنطن، يقف خلف اقتراب السعودية الهادئ من إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية. في أيلول، التقى بندر مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت في الأردن، وتم كشف النقاب عن اللقاء السري بعد ذلك في إسرائيل. منذ ذلك اللقاء أثنى رئيس الوزراء مرات عديدة علانية على مبادرة السلام السعودية في 2002 التي كان الأمير من المبادرين إليها. إسرائيل عارضت اتفاق مكة الذي وقع قبل شهر، إلا أن أولمرت قرر تخفيف انتقاداته له وتسميته «الاتفاق الداخلي الفلسطيني». وبرر أولمرت قراره بأنه يخشى إغاظة السعوديين حتى لا يغيروا موقفهم في مواجهة التهديد الإيراني.




ولم يكن اللقاء مع أولمرت المرة الأولى التي يلتقي فيها الأمير السعودي مع المؤسسة الإسرائيلية. يتبين من المحادثات مع بعض السياسيين والضباط الكبار ورجال الاستخبارات السابقين أن بندر بن سلطان يجري الاتصالات مع إسرائيل منذ عام 1990 على الأقل. وقد حرص هو على الابتعاد عن السفراء الإسرائيليين الذين خدموا إلى جانبه في الولايات المتحدة، وفضل إجراء اتصالاته مع إسرائيل عبر القنوات غير الدبلوماسية.
الأمير السعودي (58 سنة) كرس مسيرته السياسية لخدمة الاستقرار في الشرق الأوسط. هذا الاستقرار الجيد لمصالح المملكة السعودية. وتركزت محادثاته مع إسرائيل حول مجالين: كبح التهديدات الاستراتيجية من جانب العراق في التسعينيات ومن جانب إيران اليوم، ودفع عملية السلام بين إسرائيل وسوريا والفلسطينيين. للسعوديين اهتمام خاص بالمشكلة الفلسطينية. البيانات الأسبوعية من جلسات الحكومة السعودية التي تنعقد أيام الاثنين برئاسة الملك عبد الله تستهل دائما بتقرير مطول حول «الوضع في فلسطين»، وبعد ذلك ينتقلون إلى القرارات الحكومية الاعتيادية.


في كتاب «الأمير» سيرة بندر الذاتية الذي صدر قبل أربعة اشهر في الولايات المتحدة لا يوجد ذكر للقاءاته السياسية مع الإسرائيليين. ولكن الأمير يتحدث هناك عن كيفية بدء اهتمامه بإسرائيل. الأمر بدأ في دورة طيران اجتازها في بريطانيا في ,1969 في لقاء صدفة مع طيار عرّف نفسه على أنه إسرائيلي. وكتب بندر «فجأة شعرت بالكراهية تجاه إنسان، رغم أنني كنت أوده جدا حتى تلك اللحظة. فكرت بذلك مدة طويلة، وهذا ما أعطاني الأمل أننا إذا عرفنا بعضنا البعض بصورة أفضل سنتمكن من كسر المعتقدات والأفكار المسبقة. الضابط الإسرائيلي وافق على المصافحة، ونسيان أننا قد التقينا في وقت من الأوقات». ولكن بندر لم ينسَ وقام منذئذ بقدر كبير من الجهود للتعرف على إسرائيليين آخرين.

ويذهب الكاتب الإسرائيلي إلى أن بندر بدأ مسيرته الدبلوماسية في الخلاف الشكلي ضد اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة «إيباك». منظمة «إيباك» حاولت إحباط مبيعات طائرات أواكس التجسسية لسلاح الجو السعودي. في ذلك الصراع انتصر السعوديون، ومنذ ذلك الوقت اعتبر بندر نفسه مجموعة ضغط من شخص واحد مقابل قوة «إيباك» الهائلة. وقد وصل إلى ذروة تأثيره في عهد جورج بوش الأب، عندما كان أحد المقربين جدا للرئيس ولعائلته.
ويلمح الكتاب للحظة التي نشأت فيها العلاقات بين بندر والإسرائيليين. في ربيع 1990 هدد (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين بـ«حرق نصف إسرائيل». وخشي الملك فهد من اشتعال المنطقة، وأرسل الأمير لإجراء محادثات سريعة في بغداد. صدام قال له انه لن يهاجم إسرائيل، فسارع بندر إلى إعلام بوش وحصل منه على وعد بأن لا تقوم إسرائيل بهجوم وقائي. في وقت لاحق قدر بندر إن صدام قد استغله حتى يُحيّد الجبهة الإسرائيلية ويهاجم الكويت بعد اشهر من ذلك. في ذلك الوقت بالضبط ظهر أن السعودية قد اشترت صواريخ ارض ـ ارض من الصين. بندر، حسب ما جاء في الكتاب، طمأن إسرائيل بواسطة الولايات المتحدة، ووعد بأن الصواريخ ليست موجهة ضدها، وحصل في المقابل على وعد بأن لا تقوم إسرائيل بمهاجمة مطار تبوك السعودي، المجاور لإيلات.
ونجده يؤكد أنه فى أوائل التسعينيات في تلك الفترة، كان اسحق شامير رئيسا للوزراء، وتعززت الاتصالات مع الأمير السعودي. بعد حرب الخليج التي شاركت فيها السعودية إلى جانب الولايات المتحدة، بادر الأمريكيون إلى عملية السلام التي بدأت بمؤتمر مدريد. السعوديون شاركوا في العملية بمستوى متدنٍ، إلا أن الاتصالات مع إسرائيل بقيت من دون أن تنضم السعودية إلى بعض دول الخليج الأخرى التي أعلنت بصورة علنية عن علاقتها بإسرائيل.
أمير الاتفاقات السرية
والتقى صانع المهمة القادمة الأمير (بندر) بالسفير الإسرائيلي في واشنطن في عهد حكومة رابين، البروفيسور ايتمار رابينوفيتش - في ذروة عملية اوسلو والمحادثات مع سوريا - بندر مرات عديدة في مناسبات مختلفة. ولم يعقد كلاهما لقاء دبلوماسيا منظما أبدا، إلا أنهما وجدا الطريقة للتحادث من دون إحراج بعضهما البعض. في ذلك الوقت كانت للسعوديين قناة اتصال مباشرة مع السفارة الإسرائيلية وأحد دبلوماسييهم التقى بصورة ثابتة مع المتحدثة باسم السفارة روت يارون، ومستشار الشرق الأوسط روني ليشنو ـ ياعر.
في فترة باراك، وصلت اتصالات السلام إلى ذروتها، ومعها أيضا تدخل الأمير السعودي. عندما علقت سوريا وإسرائيل محادثاتهما في قمة شبردستاون، أرسل باراك الوزير أمنون شاحاك، العضو في وفد المفاوضات الإسرائيلي للالتقاء ببندر. ولكن من دون جدوى. بعد أيام من ذلك قال بندر ان الرئيس الأميركي بيل كلينتون طلب منه التوجه بمهمة سرية للرئيس السوري حافظ الأسد في محاولة لدفع سوريا إلى المشاركة في قمة «الفرصة الأخيرة» في جنيف. الأسد وافق على الحضور، إلا أن القمة فشلت والمفاوضات الإسرائيلية ـ السورية جُمدت منذ ذلك الوقت.
ويستطرد الكاتب الإسرائيلي ألوف بن مقاله كاشفاً فساد آل سعود وبخاصة بندر الرجل الذي يقف خلف القمة القادمة قائلاً: وتركزت الجهود منذ أواخر العام 2000 على المسار الفلسطيني. بعد فشل القمة في كامب ديفيد واندلاع الانتفاضة، حاول بندر الضغط على ياسر عرفات حتى يقبل «خطة كلينتون»، وبعدها قال إن رفض الزعيم الفلسطيني كان إجراميا، ولكن الإسرائيليين أيضا حاولوا الاستفادة من خدماته ونفوذه. في ذروة المحادثات مع الفلسطينيين في الولايات المتحدة، خرج الوزير شاحاك، الذي كان عضوا في الوفد التفاوضي مع وزير الخارجية حينئذ شلومو بن عامي، للالتقاء ببندر بن سلطان في لوس أنجلس. تبدل الحكم في القدس وواشنطن والعنف المتزايد على الأرض، وضع بندر في موقع الضاغط بالنسبة لعرفات، وحاول عقد لقاء بينه وبين جورج بوش الابن وأوشك على النجاح، قبل أن تغير هجمات 11 أيلول 2001 جدول الأعمال الأميركي وتضع عرفات في معسكر «الشر» في الحرب التي أعلن عنها بوش ضد الإرهاب.
في نيسان 2002 ، ألقى بندر بن سلطان خطابا في مؤتمر أوكلاهوما الذي شارك فيه سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، أيضا. الاثنان لم يلتقيا عندما خدما في الوقت نفسه في واشنطن. بندر وشوفال تصافحا، ولكنهما لم يتكلما بصورة حقيقية.
وصف بندر حكومة شارون بأنها حكومة «متعصبة» لا تعرف مصلحة إسرائيل القريبة إلى قلبه. ووجه انتقاداته الشديدة نحو بنيامين نتنياهو تحديدا حيث وصفه بأنه «شخص متطرف وفاشل، سياسي هامشي»، واتهمه بالتحريض ما أدى إلى جريمة اسحق رابين، الذي وصفه بأنه «شخص ذكي وشجاع». ودعا الأمير الإسرائيليين إلى تبني مبادرة السلام السعودية بدلا من «العنف والدمار التي ستؤثر على أمن إسرائيل وكأنه كان حريصاً على هذا الأمن وليس الأمن العربي !! وهو الأمر الذي وافقت عليه الوزيرة المالية ليفنى والتي تربطها بالأمير سعود الفيصل وبالأمير بندر علاقات تقدير ومودة خاصة (سبحان الله مما يفعله حماة الحرمين الشريفين).
ثم يقول الكاتب الإسرائيلي: في نهاية 2005 أعلن السعوديون أن بندر أنهى مهمته كسفير لدى واشنطن، وأنه عاد إلى السعودية لترؤس مجلس الأمن القومي. والده الأمير سلطان عُين وليا للعهد بعد موت الملك فهد وتتويج الأمير عبد الله بدلا منه.

هذه الحقائق مجتمعة تؤكد أن القمة القادمة _قمة التنازلات_، سوف تكون قمة لترسيخ أقدام بندر بن سلطان أو (بندر بوش كما يسمى في أمريكا) في حكم المملكة التي تتمزق الآن بسبب زلازل المنطقة في العراق وفلسطين ولبنان من ناحية وبسبب تصاعد تيار القاعدة في البلاد والتفاف الشباب الغاضب حوله وابتعادهم عن جوقة علماء السلطة ووعاظ السلاطين، إن القمة القادمة ستكون أيضاً قمة للتنازلات المجانية لصالح المخططات الشيطانية الأمريكية ضد إيران والعراق وسترتدي ثوباً ظاهره الرحمة واللغة الطيبة وباطنه خدمة إسرائيل وأمريكا.
إننا أمام مؤامرة مكتملة الأركان كان الأفضل عدم عقدها وخاصة في بلاد تحتوي بين أرجائها الحرمين الشريفين، ومقدساتها الطاهرة والتي سيتم استخدامها_للأسف_ في لعبة السياسة السعودية وبأرخص الأثمان. ولا حول ولا قوة إلا بالله.