الدكتور
فاضل صالح السامرائي
المقدمة
الحمد لله الذي علّم الإنسان البيان، والصلاة والسلام على إمام الفصحاء وسيد البلغاء، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.
وبعد، فهذا كتاب في سلسلة كتب التعبير القرآني، التي كتبتها وآثرت أن أسميه (على طريق التفسير البياني)، ولم أشأ أن أسميه (التفسير البياني)، لأنه في الحقيقة ليس تفسيراً بيانياً للقرآن، وإنما هو قد يكون خطوة أو خطى على طريق التفسير البياني، أو نقطة فيه قد تكون نافعة لمن يريد أن يسلك هذه السبيل.
ومن المهم أن أذكر ههنا أنني في أحكامي واستنباطاتي اعتمدت على القواعد المقررة، والأصول الثابتة في اللغة ولم أخرج عنها، وقد حاولت أن أنأى عن التعليل الذي لا يقوم على أساس من مسلّمات اللغة وأحكامها، وعملت على أن يكون الكتاب ميسور الفهم لمن يقع في يده، غير أنه لا شك أنه سيكون أوضح في الحجة وأبين في الإستدلال لمن كان له بصر باللغة ومعرفة بأحكامها.
وعلى كل فإني أطلب من القارئ غير المختص أن يصبر نفسه قليلاً على ما يقرأ، وأن لا يضيق ذرعاً، فإن صبره على ذلك ليس مضيعة للوقت ولا قليل الجدوى، وأقل ما يقال فيه: إنه صبر على فهم كتاب الله، وفي ذلك من الأجر ما فيه.
وقد يقع فيما يقع على شيء من أسرار التعبير القرآني، هي عنده أثمن بكثير مما احتمله عناء الصبر ومن الوقت الذي بذله، ولا يذهبن بك الظن أنني أدّعي أن استنباطاتي وتوجيهاتي كلها صحيحة سديدة، بل ذلك ما هداني النظر إليه والتأمل فيه.
أسأله تعالى أن يجعلنا ممن نالهم أجر المجتهدين، وأن يرفع علمنا على زهادته إلى درجة العلم النافع، إنه سميع مجيب.
فاضل صالح السامرائي