الرمادي الحزين




مددت يدي لأسحب الغطاء عن جثتي المركونة بإهمال فوق السرير، الحقائب في أقصى الغرفة ترمقني بنظرة متعالية كعادتها تلك، النافذة المعلقة وسط الجدار ذرعاها مفتوحتان على الجبل ، كل يوم أنحدر نحو الأسفل، أتلمس أقدامي، أسوي هيئتي الكئيبة وأمسح عن وجهي غبارا لا ينتهي، أنحدر، أنحدر، أصعد وأصعد، لا أدري من سيخطو فوق جسدي، أنا، أنت، أقدام أسياخ، قوائم الكل يمرق دون رحمة وصدري مرجل يغلي، حمم، سعير.....

أف لم أعد أحتمل سأقفز ،سأقفز خارجا.
.................................................. .................................................. ...
آي زجاج النافدة يعانق أنفي بعنف، خطوتان إلى الوراء وها جسدي ممدد وسط الغرفة، الحقائب تنحني بالقرب مني تلامس ذراعي، أسدد لكمة قوية إلى عين الحقيبة أفقأ نظرتها المتعالية ثم أهرب نحو السلالم الظلمة تلاحقني أهرب وأصعد هناك فم الجبل مكتنز وأحمر مثير أقترب أكثر من الأحمر المثير وأقفز هذه المرة نحو الأسفل ، وبهدوء أرتدي ثوبي الرمادي الحزين.