لقـــاء حـــواري ثـــاني مع الأخت الكريمــة .. ألــق الماضي ...

[أبو شامة المغربي]

لوحة من تصميم وإخراج
الأخ الكريم
طارق شفيق حقي
لقاء حواري ثاني مع الأخت الكريمة
ألق الماضي
عندما نقرأ الحروف القصصية .. عندما نقرأ القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا .. عندما تمثل حية أمامنا المشاهد، والمواقف، والأفعال، والأقوال المترجمة في كلمات قصصية معدودة .. عندما يتم بناء فعل القص على إجاعة المبنى وإشباع المعنى .. عندما نقرأ قصصا لها بداية ضمنية ونهاية متوارية عن العين القارئة .. عندما...
سؤالي الأول
ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة العربية المعاصرة؟
سؤالي الثاني
هل ما زالت لفعل القص المعاصر ذات المكانة التي كانت له قديما؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة القاص ووظيفته الحقيقية؟
سؤالي الرابع
هل لجمالية الصورة القصصية اعتبارا لدى كتاب القصة المحدثين؟
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته أو عنوان مجموعته القصصية؟
سؤالي السادس
ما الذي ترينه في شأن ما يجمع الرواية والقصة القصيرة من روابط؟
سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على القص العربي المعاصر؟
سؤالي الثامن
كيف ترين مسألة الرمز في القصة العربية قديمها وحديثها؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابة القصصية المعاصرة؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين القاص العربي والقصص التي يكتبها؟
سؤالي الحادي عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض قصصية مستحدثة؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية؟

هذه جملة من الحروف الباعثة على طرق بعض الأبواب في فضاء تلقي ما ينبض به الحرف العربي من خفق قصصي، وقد رأيتها جسرا حواريا يصل بين المتعة الأدبية والفائدة النقدية.
في انتظــــــــــار إجاباتك
حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليك مجددا أختي الكريمة
ألق الماضي
ورحمته عز وجل وتعالى وبركاته
وبعد...
دائما في انتظــــــــــار إجاباتك الحوارية في فضاء هذا اللقاء الحواري الثاني حول أدب القصة العربي.
حياك الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

[د.ألق الماضي]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
معذرة أستاذنا الفاضل
لم أر الموضوع إلا الآن
حقيقة أخجلتني ثقتك الغالية بي
سأعود في أقرب فرصة
لملء الفراغ
مع العلم أني من عشاق الرواية أكثر من القصة
وأتعامل مع القصة والرواية تعامل المتذوق لا الناقد المتخصص
وقد أغمض عيني وأعطي عقلي إجازة حتى لا أمارس النقد،وأشرع أبواب قلبي لتنتشي جوانحي وتحلق عواطفي
أشكرك مجددا
ولي عودة حين تسنح الفرص

[د.ألق الماضي]

ترى ما الموضوعات التي تشد اهتمامك في القصة العربية المعاصرة؟
أبو شامة المغربي
قد لا يكون الموضوع بحد ذاته ذا بال، بقدر ما تهمني طريقة البناء والعرض والصياغة، لكن مع ذلك لا أنكر أن جناني يغرد طربا حين يقرأ روايات ذات مسحة وجدانية عاطفية أو إنسانية أو اجتماعية أو تاريخية أو بوليسية ... لكن أجدني غير تواقة للروايات الرمزية، التي يستحيل الرمز فيها لغاية وليس مجرد وسيلة.
ألق الماضي

[د.ألق الماضي]

لم أنس هذا اللقاء أو أتناساه، لكنني أرجأته إلى حين تمتعي بإجازتي السنوية، حيث يتخلص الفكر من عوامل التشتت، ويعمد إلى التركيز، وبذا نحقق الهدف المرجو من الحوار
لي عودة في الوقت المناسب
شكرا لكم

[د.ألق الماضي]

السؤال الثاني:
هل ما زالت لفعل القص المعاصر ذات المكانة التي كانت له قديما؟
أبو شامة المغربي
نعم، ولعلها قد أربت عليه؛ فقد أتيح لقاص اليوم ما لم يتح لغيره مما أسهم في تطوير أدواته الفنية، واتساع مداركه، وتلميع موهبته وصقلها، كل هذا وغيره كثير يؤدي إلى اجتذاب المتلقي مهما تعددت المشارب والأذواق؛ فلكل ساقطة لاقطة.
ألق الماضي

[د.ألق الماضي]

سؤالي الرابع
هل لجمالية الصورة القصصية اعتبارا لدى كتاب القصة المحدثين؟
أبو شامة المغربي
لا شك في ذلك، خاصة عند أولئك الذين يعتمدون على اللغة الشعرية في رواياتهم وقصصهم؛ فيصبح لدينا ما يعرف بـ: (الرواية الشعرية)، أو(الرواية - القصيدة)، أو رواية (شعرية - سردية).
هذا لا يعني عدم اهتمام القصاص الآخرون بالصورة خاصة من يعمد منهم إلى الغرائبية أو التشويق والإثارة ... لكن الصورة - حسب رأيي - ستبرز بشكل طاغ في تلك الروايات الشعرية، وهنا قد تجنح تلك الصور نحو الغموض والتعتيم حين تخرج من عباءة أنصار الرمز لأجل الرمز، والغموض لأجل الغموض، فتكون قصصهم ورواياتهم لوحات سريالية ضبابية.
ألق الماضي

[د.ألق الماضي]

سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته أو عنوان مجموعته القصصية؟
أبو شامة المغربي
هذا يعتمد على ما يؤمن به القاص، وما يريد إيصاله للمتلقي، فإن كان يطمح لإبراز فكرة ما وإيصال رسالة محددة سيعنون مجموعته باسم القصة التي تحمل هذا العنوان وتدل على الفكرة، وإن كان القاص يبحث عن الغرابة والرمز ... سيعنون المجموعة باسم القصة التي توحي بذلك، وهناك من يبحث عن التميز (لا يشترط أن يكون حسنا في كل الأحوال)، فيلجأ لاختيار اسم وعنوان لتلك المجموعة، إما من خلال إحدى القصص التي تكون بحد ذاتها (أعجوبة - بكل ما تحمله المفردة من معان الحسن والسوء) أو ابتداع عنوان جديد قد يستشف من قصص المجموعة كاملة، وقد لا يكون له علاقة بها، والأمر ينطبق على القصة الواحدة مع فارق يسير.
هناك أمر آخر ينبغي الإشارة إليه، وهو: أن الناشر قد يتدخل في اختيار اسم المجموعة أو القصة وتغييرها، وفقا لما يتطلبه قانون النشر الخاص به.
ألق الماضي

[د.ألق الماضي]

سؤالي السابع
هل ثمة سمة شكلية أو جوهرية غالبة على القص العربي المعاصر؟
القص العربي المعاصر قد اختلف شكلا ومضمونا ؛ وهونتيجة حتمية للامتزاج بالآخر والاطلاع على ثقافته ؛ فنظرة فاحصة إلى نتاج القصاصين والروائيين في مطلع العصر الحديث تظهر بجلاء ذاك التفاوت في الأدوات الفنية بل في الأفكار التي ظهرت فيها التطورات التي لامست حياتنا - إن سلبا وإن إيجابا -ناهيك عن القصاص والروائيين العرب الذين يكتبون بلغة الآخر ثم تترجم أعمالهم إلى العربية ؛ هولاء سيتضح التزاوج في نتاجهم بشكل جلي - بغض النظر عن اللغة التي ستخرج عن حكمنا- .
القص الآن اتجه اتجاهات ربما حين نسمعها نقل إنها ليست بالجديدة - الأسماء مألوفة - لكن لو دققنا النظر في كيفية المعالجة واستخدام الأدوات لرأينا التطور الحادث.مثلا : الرواية التاريخية التي امتزجت بالبوليسية وقراءة الحاضر والماضي من خلال الدخول في الأديان وأسرارها ومحاولة الكشف عن ألغاز ومتاهات ومعميات ...الرواية هنا لم تعد كما ألفناها وإنما صبغت بصبغة ما ووظفت لهدف ما...
الكلام أستاذي الفاضل في هذه النقطة ذو شجون.

[د.ألق الماضي]

سؤالي الثامن

كيف ترين مسألة الرمز في القصة العربية قديمها وحديثها؟

الرمز سمة جمالية تضفي الكثير على النص الأدبي ، وبما أننا في مجال القص لا شك أننا نذكر حي بن يقظان لابن الطفيل ، ورسالة الغفران للمعري ، وكليلة ودمنة ،...وغيرها . إذا الرمز ليس وسما يعيب النص بقدر ما هو آية تدل على جماله ، بشرط أن يكون في حدود الاعتدال والبعد عن التعمية والغموض والضبابية وقول ما لا يفهم من أجل التباهي والادعاء بمعرفة ما لا يعرفه القوم ، وإن كنت أشك أن من يفعل ذلك يفهم ما كتبه!ربما يكون الرمز قد شاع قديما في بيئة الصوفية والفلاسفة وكانت بداياته إشراقات جميلة وومضات آسرة ما لم تصطدم مع ثوابتنا ، لكن سرعان ما فشى الغموض ولفت الضبابية النص ثم جاءنا أشباه أدونيس وغيره بكلام لا يشبه الكلام وإنما هي رطانة قد يتفوق الحيوان الأعجم عليها ؛فتفهم منه (الحيوان)ما يريد أن يعبر عنه في حين أنك لا تفهم من أولئك الأدباء شيئا،بل تعيش في حيرة وقلق وتشتت وربما شككت في عقلك،لكن هيهات سرعان ما يتضح لك الأمر وتنجلي الحقيقة،فتطوي صفحة هؤلاء وأنصارهم."فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

[د.ألق الماضي]

سؤالي التاسع

هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابة القصصية المعاصرة؟

نعم لا يخلو الأمر من تلك الإضافات شئنا أم أبينا،ولعل أبرز تلك الإضافات جاءت على أيدي قصاص كبار وروائيين منهم من كتب بالعربية ومنهم من كتب بلغات أخرى أبرزها الفرنسية لكن الموضوع عربي أو منتزع من التاريخ الإسلامي وأبرز هؤلاء:أمين معلوف(بغض النظر عما قد قيل عنه ).لا ننسى أبا الروائيين العرب نجيب محفوظ فقد كانت له لمساته في اتجاهات عدة آمن بها ولعل أبرزها الواقعية،نجيب محفوظ أضاف للقصة والروائية نكهة خاصة بحارته وشخوصه...إلخ، أيضا هناك من أضاف إضافات نوعية أخرى مثل الاتجاه الإسلامي الذي مثله نجيب الكيلاني وغيره...الإضافات متتابعة ومن يمثلها كثر منهم الرواد ومنهم التابعون لهم.

[د.ألق الماضي]

سؤالي العاشر

ما حقيقة الصلة بين القاص العربي والقصص التي يكتبها؟

الصلة وثيقة ، وإن أردنا الدقة فهناك ثلة تكتب من باب الكتابة لمجرد الكتابة دون أي إحساس يذكر بتلك التجربة المدونة ؛ وهنا تكون تجربته تجربة مجهضة لأنها لم تلقح بتجارب ذاتية أو غيرية امتزجت به فأصبحت تملكه فيأتي تعبيره عنها تعبيرا صادقا لأنه عايشها وأحسها.لكن والحق يقال أن هناك ثلة أخرى تكتبك قبل أن تكتب نفسها .وهنا لا يهم أن كانت القصة تعبر عن تجربة ذاتية شخصية أو تجربة غيرية . لا يهم أن كانت سيرة للكاتب أو أن الكاتب بمهارته قد جعلنا نحس أنه البطل وهو في حقيقة الأمر غير ذلك ، وقد يكون العكس.
إذا الصلة وثيقة على كافة الأصعدة ، وما ظهور الدراسات التي تعني بالتعالق بين الرواية والسيرة إلا أحد الأدلة على ذلك.