رسالة سرية
انا الوزير مويد الدين محمد بن احمد بن ابى طالب المشهور باابن العلقمى وزير الخليفة المستعصم بالله اخر خليفة بنى العباس فى عاصمة الخلافة بغداد .وقفت على مشارفها واذا بى ارى ان التاريخ يعيد نفسة .فان هولاكو عصركم يرمقها من بعيد بنظرة حقد ملووها الانتقام من تاريخها وحضارتها وتفوح من ارجائها رائحة الموت والدمار والاشلاء .قررت ان ابعث اليكم يا احفادى الذين تناسلتم بكثرة واصبحت لا استطيع احصاء عددكم واصبحتم تشبهونى فى كل شى فخفت عليكم من نهايتى فلقد رضيت بهولاكو التترى وكنت ساعدة الايمن فى غزو بغداد على امل ان اكون نائبة فى حكم الخلافة فى بغداد لنصرة مذهبى ولكنة انقلب على لمدة اربعة عشر عاما كنت وزير الخليفة المستعصم بالله اخر خليفة بني العباس في عاصمة الخلافة بغداد بزغ نجمي وعلا شأني فاصبحت مكانتي لا تضاهيها مكانة ابدا.واصبحت صاحب الحل والربط والاخذ والرد .ولكني كنت اظمر لبني العباس شيئا عظيما بداخلي كنت اتمنى زوال ملكهم وابادة خلافتهم .كاتبت هولاك ملك التتر واطمعته في البلاد ورغبته وابديت له استعدادي وقدرتي في القضاء على الخلافة الاسلامية وسهلت عليه في ملك بغداد وحينماء اكملت مكيدتي ارسلت الى هولاكو لاطلعه على ادق الاسرار والتفاصيل وطلبت منه ان اسلمه بغداد على طبق من ذهب على ان اكون نائبه في البلاد فوعدني هولاكو بذلك قائلا :ان عساكر بغداد تبلغ اكثر من مائة الف فارس من اشجع المقاتلين فان كنت يا مؤيد الدين صادقا فيما قلته لي فرق عساكر بغداد اولا فان في قلتهم وضعفهم نصر لنا بحوافير خيولنا سنحضر ندك عاصمة الخلافة بغداد .فخرجت من وقتي الى الخليفة المستعصم وزينت له بان اموال الخزينة تذهب هباء في هؤلاء الجند فوفر معلومهم لخزينتك فاجابني المستعصم لما طلبت فمحوت اسمائهم من سجل العسكر ومنعتهم من الاقامة في بغداد حتى صار عسكر بغداد دون عشرين الف فارس.ولما بلغ هولاكو ما فعلت ركب وقصد بغداد في جحفل عظيم من جيشه كان مطمئنا من النصر ولان الحرب خدعة اشعت بين العباد بان الجن والعفاريت جيش اخر يقاتل مع جيش هولاكو وفي ذلك عادة كان يتبعها جنود التتر اثناء مسيرهم الى بغداد كانو يصفرون بالة صغيرة تخرج الحان مخيفة متزامنة مع اصوات حوافير خيولهم فيكون اللحن مرعب فحال وصول اصواتهم الى القرى والمدن تفر الناس فزعة مرعوبة لانهم امنوا بان للتتر جيش اخر من العفاريت والجن يسير معه وهذا ما اشعته انا ولم اكتفي بذلك كان معسكر جندي الخليفة المستعصم مطلا على سد منيع على نهر دجلة فزحفت ليلا على السد المنيع وفتحته على معسكري خرقت خيامهم وخيولهم واسلحتهم وهم نيام ومن نجا منهم كان لهم السيف بالمرصاد لقد هيات لكل امر عدته واردت ان يظفر هولاكو ببغداد فرشت له ولجيشه النصر والظفر .نزلت جحافل جيش التتر من جهة البر الشرقي وظرب هولاكو سورا على عسكره واحاط ببغداد فكانت مكيدتي هي اقناع الخليفة بمصانعتهم وقلت للمستعصم:يا مولاي اخر انا اليهم في تقرير الصلح .فخرجت لملاقات هولاكو والتوثق بنفسي من التتار هل لازلوا على العهد باقين فاطمان قلبي اليهم فرجعت الى دار الخلافة
قائلا:يا مولاي ان هولاكو ملك التتر قد رغب ان يزوج بنته بابنك الامير ابي بكر ويبقيك في
منصب الخلاف ولاا
يريد الا الطاعة وينصرف عنك بجيوشه فحقنا لدماء المسلمين افعل ما يريد .واستدعي امرائك
وفقهاء الامة وعلمائها واكابرها وشيوخها ليحضروا عقد القران فخرج امير المؤمنين بنفسه في طوائف من الاعيان الى خيمة هولاكو.واوعزت لهولاكو ان يطلب من الخليفة المستعصم مفاتيح كنوزه وخزائنه وثروة بني العباس التي الت اليه منذ خمس مات عاما .وذهبت بالمستعصم الى قصر الخلافة وحملني كنوز وذهب خزائنه حملتها جميعا الى خيمة هولاكو حتى اصبحت لا تتسع من كثرة صناديق الذهب والفضة ثم دخلت عليه وطلبت منه ان يستدعي الفقهاء والعلماء ليحضروا عقد الزواج فضربت اعناقهم طائفة بعد طائفة.
كانت هناك نبوئة تقول:ان دخول هولاكو لعاصمة الخلافة بغداد ستكون شر وبالا عليه وان سفك دم الخليفة سيكون نهاية ملكه .تردد هولاكو بقتل المستعصم فاصبحت كالمجنون فاوعزت الى ابن الطوسي بان يصد فتوى تحلل قتل الخليفة وتحرم النبوءة اللعينة التي يخافها هولاكو وكان ما كان وضعوا المستعصم في كيس وداست حوافير الخيول عليه حتى لا يسيل دمه على الارض وبذلك تخلصت من تلك النبوءة اللعينة.حللت استباحة بغداد اربعين يوما اردت المزيد من القتلى والدمار لتفرغ لي بعدها نودي بعد الاربعين يوما بالامان ولما استتب الامر لهولاكو فيها دعاني اليه وقال لي :كل ما املك لا خير فيه لك لانك خنت صاحبك مولاك التي كانت كل هذه الثروة له فبماذا تريد ان اكافئك به؟واصدر امرا بقتلي ايقنت باني ضربة ضربة ضرائب الابل لم املك منها نفعا بل اصابتني بالضرر والكمد وسرعان ما غير رايه بعد وساطتي ابن الطوس لي وقال لي:ساجعل مكافئتك بقدر عملك فقبل ان اكون مولى وخادم لوزير ارتقى الى سدة وزارة هولاكو كان يشتغل خادما في قصر الخليفة المستعصم سابقا.وان اركب حمارا في وقت الظهيرة وامشي به في شوارع وازقة واسواق بغداد يجرني جند من جنوده .كان الاطفال يركضون وراء موكبي ويرمونه بالحجارة والنساء تقذفني بابشع السباب والرجال يلعنون خيانتي
حتى كان يوما رأتني امراتي فيه وانا على حماري هذا فاوقفتني وقالت:ابهذا ابدلت عز الخليفة المستعصم وبصقت في وجهي
لم تمضي ثلاثة اشهر على سقوط بغداد حتى مت كمدا وحصرة لقد ادخلت هولاكو على يدي الى دار الخلافة والحضارة لعظم حقدي عليهم ولم اكن اظن انني بدلت دار الخلافة ببيت العنكبوت حققت لهم نصرا وظفرا ولكن النصر الوحيد الذي حققته لي هو انني جعلت اسمي خالدا في صفحات الخيانة .كانت الخيانة رسالة وليست صفة وقد قدمت لها نفسي قربانا هذا هو مصيري وسيكون مصير احفادي ايضا.
دجلة البغدادي
