الأستاذ طارق قال:
كما أظهر نقد القصة وكما شرحت القاصة ظهر اختلاف بين معنى القاصة ومعنى القصة
بين معنى المرسل ومعنى الرسالة

يا صديقي ومن قال أن معنى الرسالة تحدده أنت فقط (كقارئ اسمه طارق) حتى تقول لي أن هنالك اختلافاً (أو اختلاف، لا أعرف فقد خانتني السليقة) بين معنى القاصة ومعنى القصة؟
قد يأتي قارئ غيرك (ولو بعد حين) ويفهم المعنى الذي قصدته أنا تماماً، وبذلك يكون نصي متجدداً بشكل دائم، كلما قرأه قارئ جديد اكتسب معنى جديداً حتى وإن لم أقصده أنا. ثم إنك قلت بأن البطل بدا "للجميع" شخصية إيجابية، وأنا أود أن أسأل: من هم الجميع؟ أنت والأستاذ خليد؟ لا يمكنك التعميم، فكما قلت قد يأتي قارئ ولو بعد حين ويطرح وجهة نظري دون أن أخبره بها.

الآن أود أن أناقشك بشأن قيمة نبيل الإيجابية بنظرك. أنت قلت
ولو كان صامتاً بل بمجرد حبه لفيروز وسماعه لها خرج للفعل وبذلك أظهر تنقاض القيم السلبية الأخرى.

ولكن أحد الشخصيات التي اتفقنا أنها سلبية أظهر أيضاً حبه الظاهري لسماع فيروز ورغبته في سماعها، وذلك عندما رفع الصوت إلى أعلى درجاته. إذاً فمجرد سماع فيروز لا يعني ميزة إيجابية، وإلا لكانت شخصية الأستاذ توفيق أيضاً إيجابية.

السؤال المهم بالنسبة لي:
هل استطاعت القاصة ان تصور البطل الصامت كقيمة سلبية

بالنسبة لي عندما أرى شخصاً يقلل الآخرون من احترامه ثلاث مرات ولا يفعل شيئاً، أحتقره وأعتبره شخصاً سلبياً فوق العادة، وأظن أن هنالك أناس مثلي. كلما قرأت القصة مرة أخرى كلما أردت أن أصفع نبيل، الذي يواري طبيعته "المستسلمة" خلف ستار "المسالمة".

على أية حال، حاولت التركيز على نقطة سلبية في شخصية البطل، لأجعلها تكبر وتطغى على ما يمكن أن يراه القارئ إيجابياً فيه، بينما رسمت الشخصية نفسها (حسب رؤيتك والأستاذ خليد) شخصية إيجابية بنقطة ضعف تكاد تخفى على القارئ..هذا هو الخلل. أو ربما الخلل في غموض الرمز (فيروز=الوطن) كما قال الأستاذ خليد، وفي هذه الحالة ستعتادون على رموزي بعد فترة.

قلتَ:
-لكن الفكرة لدي لازالت تبحث حول الجمع بين المواقف لإظهار قيمة إيجابية ؟
والسؤال موجه لذاتي

وأقول:
هل تسمح بالإجابة عنه بصوت مسموع؟

الأستاذ خليد قال
تجنب هؤلاء في مؤسسة تعليمية ليس سلبية بل إيجابية فهو يحرص على احترام القانون الداخلي

هذا المنطق قريب من المنطق الذي يقول "سلطان جائر خير من الفتنة" وأنا ضد هذا المنطق حتى العظم، وربما لهذا لم تصلك رسالتي.. اختلاف في أنماط التفكير. برأيي أنه من حق الإنسان أن يحترمه الآخرون في مؤسسة تعليمية أو في الشارع على حد سواء، وإذا سكت عن هذا الحق فهو إنسان سلبي، وإذا كان في تحركه لفرض احترامه (وهو جزء من كرامته) مخالفة للقانون فالعيب في القانون وليس فيه.

شكراً لنقاشكم فقد استفدت منه الكثير.