[align=justify:675561ac96]شعراء أندلسيون



تُعَدّ المرحلة الأندلسية الطويلة من أهمّ المراحل وأثمنها في
تاريخ إسبانيا (أو بالأحرى في تاريخ شبه الجزيرة الأيبيرية)

ثقافيّا وفنيّا وإبداعيّا. ارتقتْ البلاد في أثنائها إلى قِممٍ

حضارية فريدة تتميّز بالإنتاج الروحي والمادّي على السواء, لا على المستوى العربي - والغربي - فقط, بل وأيضًا على

المستوى العالمي. لا يصدرُ هذا القول عن إفراط وانبهار, بل هو حقيقة تاريخية مثبّتة وملموسة.
يتوزّع تاريخ الأندلس زمنيّا حسب التسلسل التالي:


عصر الدولة الأموية الأندلسية: الإمارة والخلافة.
العصر الأندلسي المغربي: المرابطون والموحّدون.
عصر ملوك الطوائف.
عصر بني نصر: مملكة غرناطة.


وبهذا الترتيب البسيط والسهل, نعرض المختارات الشعرية مع الأخذ في الحسبان أسبابًا تعليمية وتوضيحية مقصودة في هذا الإطار.
إنّ الشعر الأندلسي - بلا شك - عربي اللغة والشعور

والتصوُّر, بمسلّماتِه الذهنية والثقافية والجمالية الأساسية, وبعناصره الشكلية والمضمونيّة الرئيسية العامّة, وكذلك بتكوينه ورسالته. غير أنّ هذا كلّه لا يمنع من أن له خصوصياته وميزاته التي تمنحه أيضًا مكانة متميزة, وتعطي

له قِيَمَهُ وأبعاده ومقاييسَهُ الخاصّة. الشعر الأندلسي -مثل الظاهرة الأندلسية بشمولها- قد وُلِدَ نتيجة الالتقاء والمشاركة والتجربة الإنسانية المستمرّة التي تهدف إلى فهم أسرار

الوجود وتفهيمها. إن الشعر الأندلسي, كالإبداع الفنّي الأندلسي بجميع أساليبه وعباراته المتنوعة يمثل الظاهرة الأندلسية تمثيلاً دقيقًا وجميلاً.
استقبل الشاعر الأندلسي -والشاعرة الأندلسية أيضًا- التراث

الأدبي العربي المشرقي وأعجِبَ به فصنّعه وقلّده. يمكننا أن نجد في الشعر الأندلسي انعكاسات كثيرة واضحة لمسار ا

لشعر العربي المشرقي وتطوّره, ولكلّ اتجاهاته وتياراته الرئيسية. وإذا كان هذا القول صحيحًا وموضوعيّا, فإنّ علينا أن نسأل: هل حاول الشاعر الأندلسي أن يكتشف آفاقًا جديدة وأن يسبُرَ طرقًا أخرى? الجواب عن هذا السؤال

الأساسي لا يتغيّر, ويبقى كالسابق: نعم.
ثمة سؤال آخر: كيف استطاع الشاعر الأندلسي أن يحقّق هذه
المطامح والآمال أو جزءًا منها على الأقل?
إن هذا الأمر موضوع واسع للغاية, لا يمكن لنا الآن أن نخوض


فيه مغامرين, لكننا نذكر بإيجازٍ جانبَيْن أساسيّين للفعل الشعري: يتعلق الأوّل بالطبيعة والثاني باللغة. فالشاعر الأندلسي ينظر إلى الطبيعة نظرة خاصّة ذات مكانة, لأنّها

مجدِّدة ومجدَّدة, هي نظرة العاشق والصديق المنتشي باللّذة الروحية والمادية. نظرة تردُّ كليّا على أمنيات الإنسان الدائمة,

حيث يدرك الشاعر الأندلسي أن اللغة أداة متحرّكة حيّة, وأنها ملكيّة خاصّة له, وملكيّة جماعيّة للأهالي وللشعوب.


انتهت الأندلس زمنيّا إنّما لم تنته ذاكرةً. ماتت كظاهرة تاريخية إنما لم تزل تعيش كظاهرة حسّاسة وحقيقة رمزيّة. هذا ما يقولُهُ لنا - حتى الآن - شعراء وشاعرات الأندلس.









عصر الدولة الأموية الأندلسية: الإمارة والخلافة


شاعر مجهول

مرثية أبي عبد الله الصغير

نص شعبي باللهجة الدارجة الأندلسية
الحــمراء حنينـة والقصـور تبكـي
عـلى ما جرى لي يا مولاي أبو عبد الله
أعطنــي فرسـي ودرقتـي البيضـاء
بـاش نمشـي نقـاتل ونـأخذ الحمراء
أعطنــي فرسـي ودرقتـي الديـدي
بــاش نمشـي نقـاتل ونـأخذ أولادي

أولادي في وادي آش وامراتي في جبل الفتح
أخـطيت ديـن نـواي يا ستّي أم الفتح
أولادي في وادي آش وأنا في جبل الفتح

أخـطيت ديـن نـواي يا ستّي أمّ الفتح
عصر ملوك الطوائف

المعتمد بن عبّاد


المعتمد بن عبّاد: ملك أشبيلية ولد سنة 431 هـ / 1040 م وتوفي في قرية أغمات جنوبي المغرب الأقصى سنة 488
هـ / 1095 م .
شِلْب

ألاَ حَـيَّ أوْطَـانِي بِشِـلْبَ, أبَـا بَكْـرِ! وَسَـلْهُنَّ: هَـلْ عَهْدُ الوِصَال كَمَا أَدْرِي
وَسَـلِّمْ عَـلَى قَصْرِ الشَّرَجِيبِ, عنْ فَتًى لَـهُ, أبَـدًا, شَـوْقٌ إلـى ذلِـكَ القَصْرِ
مَنَــازِلُ آسَــادٍ وَبِيــضٍ نَـوَاعِمَ, فَنَـاهِيكَ مـنْ غِيـلٍ,
وَنَاهِيكَ مِنْ خِدْرِ
وَكَــمْ لَيْلَـةٍ قـدْ بِـتُّ أَنْعَـمُ جُنْحَهَـا بِمُخْضَبَــةِ الأَرْدَافِ مُجْدبَـةَ الخِـصْرِ
وَبِيـضٍ, وَسُـمْرٍ, فَـاعِلاَتٍ بِمُهْجَـتِي, فِعَـالَ الصِّفَـاحِ البِيـضِ وَالأَسَلِ السُّمْرِ
وَلَيْــلٍ بِسُــدِّ النَّهْـرِ لَهْـوًا قَطَعْتُـه بِـذَاتِ سِـوَارٍ مِثْـل

مُنْعَطِـفِ البَـدْرِ
نَضَـتْ بُرْدَهَـا عَـنْ غُصْنِ بَانٍ مُنَعَّمٍ نَضـيرٍ كَمَـا انْشَـقَّ

الكُمَامُ عَنِ الزَّهْرِ
وَبَــاتَتْ تَسَــقِّيني المُـدَامَ بِلَحْظِهَـا, فَمِـنْ كَأْسِـهَا حِينًـا وَحِينًـا مِن الثَّغْرِ
وَتُطْـــرِبُنِي أوْتَارُهَـــا وَكــأَنَّنِي سَـمِعْتُ بِأوْتـارِ الطُّـلَى نَغَـمَ الْبَـتْرِ

في المنفى

غــريبٌ بــأرضِ المغـربينِ أسـيرُ ســيبكي عليــهِ


منــبرٌ وســريرُ
وتندبــه البِيــض الصـوارمُ والقنـا وينهـــلُّ دمــعٌ بينهــن غزيــرُ
مضـى زمَـنٌ والمُلـكُ مسـتأنِسٌ بـه وأصْبَــحَ منـهُ اليـومَ وهـوَ نَفُـورُ
بــرأيٍ مـن الدهـرِ المضلّـلِ فاسـد متــى صلحــتْ للصـالحين دهـورُ
أذلَّ بنــي مــاء السـماءِ زمـانُهمْ وذُلُّ بنــي مــاء الســماء كبـيرُ
فيـا ليـت شـعري هـل أبِيتَـنَّ ليلـةً أمــامي وخــلفي روضـةٌ وغديـرُ
بمُنْبتــةِ الزيتــونِ مورثــةِ العُـلا تغنَّــى حَمــامٌ أو تــرِنُّ طيــورُ
بزاهرهـا السـامي الـذي جـادَه الحيَا تشــيرُ الثريَّــا نَحوَنــا ونُشــيرُ
ويلْحظنــا الــزاهي وسـعدُ سـعودِهِ غيــورين والصـبُّ المحـبُّ غيـورُ
تــراهُ عســيرًا لا يســيرًا منالُـهُ ألا كــلُّ مــا شــاء الإلـهُ يسـيرُ
[/align:675561ac96]