أفكار جمة , وهواجس مخيفة تبعث العذاب في النفس , وآلام تحطم آمال الفكر .....
الحياة في صراع, ومأساة الشباب المثقف المسلم عاجزة على أن تخرج
من دائرة الإحباط واليأس....
صدمات عنيفة حطمت دويلات الفكر ,
وأطبقت على حكومة العقل وأحدثت جروح بالغة أطبق عليها القلب .....
هنا وهناك ظلم , وبطش , واعتداء , وجور يلجم الأفواه ويعقد الألسنة , والأقلام !!....
والإرهاب هو كل من يقول كلمة حق في وجه الفساد والطغيان ,
ويستمد قانونه من شريعة الله , ويقيم حياته على أسس ودعائم
منهج الله والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر !!..
من منا يستطيع أن يقف أمام الجبهة الطاغية ,
ويصل إلى ما يرنو إليه من الحق والعدالة على وجه الأرض!!! ؟؟..
من أين تلتمس الأمة حقها وتطلب مرادها !!؟؟..
أي فتنة أصابت الأمة, وأطاحت بقوة الكلمة , ومسالك الأمل والعطاء !!؟؟..
أي فتنة أوقعت الرعب بالفكر , وأوقفت لسان الحق والصدق!! ؟؟..
أسئلة حائرة بين طيات الفكر تود أن تستوثق من نفسها ,
وتستكمل وسائل سبل فكرها , فلا تجد إلا من يريد أن يقتل ,
ويهدم خواطر أملها , وهدي إيمانها , وفصاحة حق قولها!! ؟؟؟..
ما نحياه واقع مثقل بالهموم والأحزان , وليالِ موحشة تقف سدًا منيعًا أمام طريقنا ,
وتمنعنا أن نبحث وسط هذه الأمواج المتلاطمة عن شاطئ البر والأمان ,
والقابض على دينه كالقابض على جمر النار وسط زحام الكفر والطغيان....
فجأة وسط هذه التساؤلات وجدت قولًا عظيمًا سامقًا ترجّ به آفاق الكون ....
وجدت أنّ هناك كلمة طيبة سامقة كالنخلة الثابتة أصلها ثابت , وفرعها في السماء .....
النخلة لا يمكن لها أن تثبت أمام العواصف , والأعاصير
إلاّ إذا بلغ طولها في باطن الأرض مثل طولها فوق ظهر الأرض ....
شجرة لا يسقط ورقها , وهي مثل المؤمن الثابت .....
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءُتؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
[ سورة إبراهيم آية24: -25 ]
كلمة طيبة سامقة ثابتة تعلو في معانيها إلى أسمى معاني الصبر وقوة الإيمان .....
إنها كلمة مثمرة لاتزعزعها الأعاصير , ولا تعصف بها رياح الباطل , والظلم والطغيان.....
كلمة تنقل العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد ....
كلمة تطلّ على الشرّ والطغيان من علو دون خوف ووجل من رياح طغاة هذا الزمان ...
كلمة تفرق لأجلها الأهلون وشُرِّد العباد، وذرفت لأجلها دموع الثكلى .....
كلمة شرعت لأجلها سيوف الجهاد ,
ومن أجلها نزلت الملائكة من السماء لتثبت الذين آمنوا
في بدر , وأحد , واليرموك , والقادسية , وعين جالوت ووو...
قال تعالى :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت آية: 33]
هيا بنا يا أمة الحبيب نغرس جذور نخلة المؤمن ,
ونرعاها ونسقيها حتى نعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها .....
هيا بنا نرعى كلمة لاإله إلا الله ....
كلمة الوجود والحق والإيمان ....
كلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....
قال الحبيب المصطفى معلمنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
{من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه
فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.}
[رواه أحمد ومسلم والأربعة عن أبي سعيد]
فوالله بهذه الكلمة سنحافظ على بقاء الذين صدقوا
ما عاهدوا الله عليه لتعلو كلمة الحق في سماء الدنيا ,
وستسقط –بإذن الله- كلمة الكفر والنفاق والطغيان .....
بقلم : ابنة الشهباء
