بنتهما
أنكما لاتقصدانِ إيلامي, وأنا أراكما كل يوم على هذه الحال من الصمت المقيت بينكما ..ليتني أستطيع اختراق رأسيكما اليابسينِ ,وقراءة مايدور فيهما من حوار الصمتالمبهم ..بل ليتكما تخترقان لمرة واحدة رأسي الصغير , وتقرآن مافيه من مذكراتلاتسرُّ عدوًا ولاحبيبًا..لقد تسببتما بتشتت فكري وانسلاخي عاطفيًا عنكما ..لاتستغربا ذلك ,فأنا أعيش بلاقلب منذ أن أحرقتما أحاسيسي في حمأة صراعاتكماالدائمة التي يشتد لظاها لأتفه الأسباب ..أتظنان أن الحياة في بيت الأسرة هي طعاموشراب وكساء ..أشكرك ياسيدي فأنت تعمل ليل نهار لتوفر لنا حياة رفاهٍ يحسدنا عليهاالكثيرون ,وأشكرك ياسيدتي على أنك تطبخين لنا كل يوم ألذ وأشهى المأكولات التيتزيدنا بدانة وكسلا..تختارين ثيابنا من أحدث صرعات الموضة وأغلاها ثمنا لترهقيهبميزانية فوق طاقته المادية فيظلُّ يلهث وراء كسب المال منشغلا عن التفكير بامرأةأخرى تجعله سعيدًا..الحياة ليست طعامًا أو لباسًا ,ولامسكنًا فخمًا ,ولاسيارة طولهاعدة أمتار..ليتكما قبل أن تتزوجا دخلتما دورة تدريبية لدراسة أصول الحياة العائليةالسعيدة ..ليتكما تعلمتما كيفية تربية الأولاد تربية صالحة قبل أن يتخرجوا من بيتمحطَّم عاطفيًا فيدخلون المجتمع عاهاتٍ مؤذية فتزيده خرابًا ..لن أسامحكما أبدًاعلى ما ألقيتما في قلبي من آلام ..بسببكما تعلقت بأستاذي وها أناذي أقطف ثمار عمليحرقة ووجعا ..من سأخبر منكما أنه لن يتزوجني لأني كما يقول أصغره بثلاثين سنة ؟يالهمن كاذب مخادع ..ماذا سأفعل بهذا القلب الذي ينوح في صدري فلايجد أنيسًا يقاسمههمومه ؟ مازلت صغيرة كما تقولان لمن يأتي لخطبتي ..هل أنا حقًا صغيرة وعمري عشرونعامًا؟! أم أنكما لاترياني وقد اكتسيتُ شبابًا وجمالا ..هكذا قال لي سميح زميلي فيالجامعة, وهو يعترف لي بحبه ..اعتذرت منه لتعلق قلبي بأستاذي الذي تقدمت به السن ..أحببته رجلا كاملا طمعًا بتعويضي شيئًا من حنان الأب والأم ,ولكنه كان وغدًا رفضالزواج بي بعد عامين من انطلاق شرارة الحب بيننا.. بالله عليكما كفَّا عن المراوغةبالنظرات التي تقطِّعني ..أراكما ممثلين بارعي التمثيل تؤديان دوريكما بنجاح ,كماأؤدي دوري بنجاح, والنارتجري تحت بساطِكما وأنتما لاتشعران..
بقلم
بنت البحر