كيفية قتل المستعصم :

يذكر الطقطقي أن المستعصم استشهد في رابع صفر سنة ست وخمسين وستمائة (السبت 16/شباط/1258 م).
و العصامي في ( سمت النجوم في ابناء الأوائل و التوالي) يذكر أن هولاكو استبقى المستعصم أياما الى أن استصفى أمواله و خزائنه و ذخائره، ثم رمى رقاب أولاده و ذويه و أتباعه، و أمر أن يوضع الخليفة في غرارة، و يرفس بالأرجل حتى يموت.
و يذكر العصامي أيضا رواية ، دون أن ينسبها لأحد، عن خروج المستعصم الى هولاكو قبل وقوع شئ.
أما الدميري في (حياة الحيوان الكبرى) يذكر أن المستعصم قد أُخذ فخلع و وضع في جوالق و ضرب بالمرازب و قيل بمداق الجص الى أن مات.
و أما النويري فيذكر في (نهاية الأرب) أنه لما ملك هولاكو بغداد أحضر الخليفة المستعصم بالله و أمر أن يجعل في عدل و يداس بأرجل الخيل حتى يموت، ففعل به ذلك. و من عادة التتار أن لايسفكوا دماء الملوك و الأكابر. و سبي كل من احتواه القصر من الحريم، واستولى على ذخائر الخلفاء، و نهبت بغداد، و بذلوا السيف فيها سبعة أيام متوالية ثم رفع في اليوم الثامن.
أما الذهبي فيذكر في (العبر في خبر من غبر) أن التتار دخلوا بغداد و بذلوا السيف و استمر القتل و السبي نيفا و ثلاثين يوما. فقل من نجا.
و أما أبو الفداء فيقول في (المختصر من أخبار البشر) انهم قتلوا الخليفة، و لم يقع الإطلاع على كيفية قتله، فقيل خُنق، و قيل وُضِع في عدل و رفسوه حتى مات، و قيل غرق في دجلة، و الله أعلم بحقيقة ذلك. و أن القتل و النهب دام نحو أربعين يوما.
و في قتل المستعصم يذكر أيضا إبن الكتبي في (فوات الوفيات) فيقول: و اختلفوا كيف كان قتله، قيل أن هولاكو لما ملك بغداد أمر بخنقه، و قيل رفس الى أن مات ، و قيل غرق، و قيل لف في بساط و خنق، والله أعلم بحقيقة الحال.

عدد القتلى
يقول الذهبي، في العبر، أن هولاكو أمر بعدِّ القتلى فبلغوا ألف ألف و ثمان مئة ألف و كسر. فعند ذلك نادوا بالأمان.
أما إبن خلدون فيذكر في تاريخه إن الذي أحصي في بغداد من القتلى ألف ألف و ثلاثمائة ألف. و استولوا من قصور الخلافة و ذخائرها على ما لا يحصره العدد و الضبط و ألقيت كتب العلم التي كانت في خزائنهم بدجلة معاملة، بزعمهم، لما فعله المسلمون بكتب الفرس عند فتح المدائن. و اعتزم هولاكو على إضرام بيوتها نارا فلم يوافقه أهل مملكته.
أما السيوطي فيذكر أن القتال استمر في بغداد نحو أربعين يوماً فبلغ القتلى أكثر من ألف ألف نسمة ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو قناة، وقتل الخليفة رفساً.
و ذكر العصامي ان التتر قتلوا في ثلاثة أيام ما ينوف على ثلاثمائة ألف وسبعين ألفاً، وسبوا النساء و الأطفال، ونهبوا الخزائن والأموال، وأخذ هولاكو جميع النقود، وأمر بحرق الباقي، ورمى كتب مدارس
بغداد في دجلة، وكانت لكثرتها جسراً يمرون عليها ركبانَاً ومشاة، وتغير لون الماء بحبرها إلى السواد.
و لم يذكر العصامي الوقت الذي بقي هذا "الجسر" على حاله، يمرون عليه الركبان و المشاة، و هل أن هؤلاء الراكبين و المشاة هم ممن تبقى من أهل بغداد، أم هم من المغول؟
و إبن الأثير يذكر أيضا إختلاف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين ، فيقول : قيل ثمانمائة ألف و قيل ألف ألف و ثمانمائة ألف، و قيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس.