ديوان الأخ الكريم
تأبط شعرا

شقائق من لغات النار

شجرٌ من الأحزانِ يُزهرُ [أيطلا ظبي، وساقا نعامةٍ]
وأنا افتشُ في فضاء الورد ِعن لغةٍ أضمُ حروفَها،
وأكونُ بين تُويْجها، شمساً تعمّد في فراغ الكون، أغنيةً حزينهْ
أكذا سينفجرُ الرمادُ المرُ في حلقي وتبدأ هذه الأفلاك في الدوران، والرقصِ الفجائي
المغبّشِ بالعماءِ الغُفل ؟أدخلُ في غابة اللبلاب، تفجؤني حروفُ غوايةٍ،
منثورة ٍ في جوف ِ وادي القفرِ هذي الأرضُ دائرةٌ
يظلّ فضاؤها المعمود يطفر بالرماد
ووشاح المغرب الوردي
يشقّ الآن في شفتي، حناجرَ وردة سقطتْ وداستها الأيائل.
والظباءُ النافراتُ رمتْ عليها من ركامِ الغورِ أوردةً تنزُّ دماً
وتُزهرُ ياسمين.
مائدةٌ من الزهرِ المضمخ بالعبير الفذّ، والأشعارُ تنظمها الكآبهْ.
سوسنةٌ تشق جيوبَها .. ثم تفك، في عز النهار الأبيض
المغسول بالرغباتِ مئزرَها
وتأخذُ في الغناء الصفو، تنكشف اللآلىء،
والنجوم ُالزاهراتُ يطُفنَ من خجلٍ فرادى...
شقائقُ من لغاتِ النار، أو ما لا يفسرهُ السراةُ العاشقون،
آخرَ ما تبقى من شغاف الفستقِ
المغموسِ في رمل الأهلة
البحرُ... هذا البحر، ينزفني رذاذا
يغسلني من القدمين حتى القلب،
احفر... سوف تنفجر الشرايين الخبيئة في دمي ...!!
هذا أوارُ حدائق مصفودة بالنار
ادخلها تصفّقُ قاصرات الطرف..
من يصطف في لغةٍ، ويخرج من جنى الجنات والأنهار؟
بين حروفها والعشق، قائمةٌ من القتلى
النارُ تعرفُ أنها لغةٌ مصفّاةٌ وأوردة وترتيلات موجودين
في قيظ الصحارى الشاسع الأطراف، والمأهول بالنسيان
وها أورادها اكتملت أنوثتُها،
وصار لها زبدٌ كموج البحر، أفراسٌ تطارد ظلّها في الليل ِ
ثم تخبّ في الرقص البهيج
وبين سمائها، والأرض جناتٌ وأنهار،
وهذا الطيرُ منجذبٌ إليها قدْرََ طاقتِه، أأدخل؟
هذه الحجرات من خرزٍ ومن حبات رمان
ومرجان، وعاج، طيّع الشفرات، أدخل؟
من سماك هذا الاسم، أعطاك البهاء الفذ،
واللمعان والروغان ؟؟
كنتُ أظنك امرأةً من الآس المكسّر، واللبان المر
والشجر العتيق،
تشد في يدها خيوطَ الفجر، بين عينيها نجيماتٌ
وبحرٌ شاسع الكلمات
ُمُنْفجرٌ، بأشلاءِ النجوم..