أشكرك أخي الدكتور أبو شامة المغربي على كلمتك الترحيبية، وعمق كلماتها المؤثرة، وأرجو من الله أن يوفقني في الرد على أسئلتك الحوارية.
يمكن القول: إن القصة القصيرة هي ذاك الحيز الضيق الذي يمكنك من خلاله قول كل شيء دون ثرثرة أو حشو، فالإيجاز، والاختزال، والتكثيف هو ما يمنح القصة القصيرة سعة الرؤية، وقول ما لايمكن قوله، وهذا لا يعني نضوب المخيلة، لإن ضيق العبارة لا يعني ضيق الرؤية، وكما قال شيخ القصة المغربية "أحمد بوزفور:
الكتابة شجرة تثمر الفراشات، وليست شركة تنتج الشاحنات.
حسب رأيي: عملية الكتابة أعمق من أن تخضع لمزاجية الكاتب، أوالتحايل عليها بوضعها ضمن قوالب سردية معينة، وإلا سنكون بصدد عملية أخرى بعيدة عن هذا المجال.
مريم أحمد
علامة استفهامي الأولى
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب اعتقادك؟
أبو شامة المغربي
القص والحكي هما:
صوت الجدة الموغل في الطفولة.
طوق نجاة شهرزاد من المقلصة.
الراوي في حلقته الدائرية بساحة جامع الفنا.
حسب إعتقادي القص الذي يعني لغويا وفي نفس الوقت القطع/الاختزال /وفعل حدث /الحكي، هو هذا المتنفس الذي من خلاله يمكنني إعادة بناء عالم وحياة دون زيف أو مساحيق.
مريم أحمد
علامة استفهامي الثانية
كيف كان مستهل الكتابة القصصية لديك، وما أثر ما تقرئينه من أدب في ما تقصينه؟
أبو شامة المغربي
أظن بأن فعل القراءة هو ما يشكل وعي الإنسان، وأن أي تجربة ما هي إلا انعكاس لحمولتنا الثقافية ورؤيتنا للعالم بوعي أو بدون وعي.
بشكل شخصي يمكنني الحديث عن المحيط الأسري والعائلي، فعندما تجد الذين حولك يتحدثون نفس اللغة ستصاب لا محالة بدهشة الكتابة ولعنتها، بالرغم من المقاومة الشديدة عبر التمزيق والرقابة، التي كنت أمارسها على ذاتي حتى لا تنساق وراء غواية الكتابة، إذا جاز التعبير، إلا أنني ذات مساء وجدت نفسي متلبسة بهذا الفعل الجميل.
مريم أحمد
يتبع