موت علي بن علي
وصلت سيارة الأمن، ترجل الضابط محاطاً بثلاثة من رجال الشرطة، في لمحة بصر أصبح الشارع مزدحماً، عمت الفوضى المكان، علا اللغط، و سرت الإشاعة كما تسري النار في الهشيم في يوم قائظ، تعددت الأقاويل وتناسلت و انتشرت كما تنتشر عدوى مرض استعصي علاجه..شمت البعض، وابتسم البعض في سخرية..
تقدم الضابط و أعوانه ، صعدوا السلم الضيق، تحاشى الضابط الاستعانة بمقبض السلم لكثرة الأوساخ المتراكمة عليه...أخرج منديلاً من جيب سرواله مسح يديه و أعاد المنديل لجيبه.. تقدم من باب الشقة، طرق الباب مرات عديدة و سريعة انتظر رداً .. أعاد الطرق مرة ثانية وثالثة..استشار الضابطة القضائية.. أعطي له الأمر بكسر الباب..تم كسره.. دخل الضابط ومرافقوه، بدأوا بالتجول في أرجاء البيت، عثر المساعد على جسد " علي بن علي" في غرفة النوم، و إلى جانبه مجموعة أوراق مبعثرة..إلى جانبها ملف ورقي سميك ذو لون أزرق مفتوح كتب على غلافه عنوانان تم شطبهما، وفي السطر الثالث بخط عريض كتب " مذكرات / ملاحظات/ يوميات..."
أخرج الضابط قفازاً خاصاً من محفظته، ووضعه في يديه و أخذ الملف و وضعه بإحكام في كيس بلاستيكي و وضع الكل في محفظته.. أمر برفع الجسد، و نقله للمشرحة...
(يتبع)
البشير الأزمي
