رسائل من الروح
رسالة إلى ابني
تنسل أمام ناظر قلبي سيوف الشمس من بين الغيومالداكنة .... وتحاول نفسي بناء حب على أثر الماضي ، ينمو أمامي وعد بانتصار الذات ،ولكن لم يلبث أن اختفى بعد أن تراكلته الأقدار ، وتعاورته الآمال الكاذبة .
تصلني رسالة من قلب ولدي إلى روح الضمير المنغمس في أحشاء هذه الجثة التي لمتنفتح عينها على الواقع المرير ، هذه الرسالة قطعت آلاف النفوس لتصل إلى روحيوتحاول أن تمكث فيها عل الله يوقظها في يوم من الأيام على صحوة ضمير لن يصحو ! .
أي بني ....
رسالتك بنت على خاطري ابتسامة علها تذكرني بالأيام الخوالي ،وتفتح عيني على واقع أليم حتمت عليه الدنيا البقاء في ذاكرتها التعيسة ، نسيتوالدتك المسكينة ورمتني الظروف بشر سهامها ، واخترقت نفسي نيران الحيرة ، أأعود بعدأن غادرت ؟! وبدأت الهواجس تتناقلني منها ما أبكاني وأقلها ما سرني ...
أي بني ....
إن الجرح إذا لم يلتئم خلال فترة بسيطة سيبقى علامة على جرح في النفسوالروح لا في الجسد فقط ، صحيح أن الزمن يبني فوقه ذكريات الحاضر والمستقبل إلا أنهسيظل مسمىً
( جرحاً )
هذه رسالتي أوافيك بها لترى ما أجرى الزمان على روحيولتقر بتوبتي تجاهك وتجاه والدتك
رسالة إلى أبي
أبي العزيز في المهجر
رأيت دموع الماضي تقطر منعينيك الضحلتين في رسالتك إلي ، ولكني لم ألبث أن اذكر اتهامي لقلبك بالخيانة ، وهاأنت تبني سراب الذكريات على أساس المستقبل ، نقل إلى قلوبنا شر نبات قد أصبح شجراً .......
إن أمي من أخطأت في حقك ، وإنها لنادمة على ما أبلت وقد بدأ ظلمنفسها باقتحامها فأصبحت تهلوس بكلمات غريبة ، وأصبحت تبكي قلبها على الماضي ، أصبحتتبكي كبكائي صغيراً ، ولكنها تذكرت الماضي الذي أزال غبار حروف وجهتها إليها دونماسبب ، تباكينا سوياً ، ومن ثم تضاحكنا ضحكاً على تراب الزمن القادم ، ذكريات تضاربتفي أذهاننا ، أتذكر يوم حصولي على الشهادة الثانوية ؟! ، أتذكر ما العهد الذي قطعتهعلى نفسك ؟! ، إنه عهد أزلي وجب عليك الوفاء به ، وهو أننا سنبقى أمثل عائلة فيالزمن ، لكن يبدو أن الزمن سخر نفسه لتفرقتنا حتى لا نكون عائلاً عليه ، سامحك اللهأيها التعيس ! من غيرك يبكي صدورنا التي باتت في حزن أزلي بائس .....
ستصلرسالتي ، هذه الرسالة إلى قلبك لتذكرك بدموع الماضي ولتنفض الذكريات السعيدة ولتكتم ما أحزن ، هذه هي الحقيقة ، أمي من ظلمتك ، ولكن أنت من ظلم الزمن الذيابتليت بظلمه أنا ..............