فيتو
¬هبْ أنك نهضت يوماً من نومك فوجدت النعاس مسيطراً على جفونك ، فلم ترغب بالذهاب إلى عملك ، وتكررت هذه الحالة معك عدة مرات مما دفع مديرك لحسم جزء من مرتبك ، و وصلك الخبر .. فلا تقلق ولا تغضب وإنما استخدم حق الفيتو .
أو أنك كنت تقود سيارتك بسرعة جنونية وتخطيت إشارات المرور و دهست بضعة أشخاص (فقط )، ولما حاصرتك رجالات الشرطة وألقت القبض عليك وحاكمك القضاء ( الجائر ) وصدر الحكم فيك .. فلا تمتعض ولا تضجر وإنما استخدم حق الفيتو .
أو أنك تطاولت على جارك فضربت أبناءه ، ودخلت بيته عنوة ، واستحللت حرمه ونهبت خيراته ، وبددت أمواله ، ومزقت أثاثه ، وروَّعت أهله ، وملأت أركان الدار صخباً وفساداً ، ثم حاول الجار الدمث أن يسألك مجرد سؤال : لم فعلت هذا ؟؟ فأخرسه بصرامة ، وأشبعه ضرباً و إهانة ، وإن لامك أحد فاصرخ في وجهه وعرِّفه أنك متخصص في استخدام حق الفيتو .
أعرف أنك ـ أيها القارئ الحبيب ـ لا تفعل شيئاً من هذا ، ولكن ما قلته إنما هو صدى الواقع المرير ..
إخواننا في فلسطين يودِّعون قوافل الشهداء قافلة إثر قافلة ، والعالم من حولهم يعيش حالة بئيسة من الصمم والعمى ، ولا يملكون سوى تقديم الشكاوى لمجلس الـ ..
متى كان الجلاد يرحم مسجونيه ؟
متى كان السفاح يصفح عن معارضيه ؟
متى كان الظالم يغفر لمناوئيه ؟
( بيت حانون ) تزدريكم أيها العرب وتحتقركم إذا لم تحركوا لأجلها ما سكن لدهر مضى ، تستنجدكم ، تستصرخكم ، تكرهكم ، تبغضكم ، تدعو عليكم ، وحق لها أن تفعل ذلك ، فهل تعدونها بعمل شيء يُذكر وتكفون عن الكلام ؟؟
