ما عساه أن يفعل , والطريق أمامه مسدودة بلا مخرج !!؟؟؟...

الليالي ترخي أ ستارها ما بين دمعة الألم وصرخة الحق , ولا يعلم ما في الداخل سوى رب الرحمة والخلق!!...
صرخةُ دفينةُ تعربِد في القلب , وتئنّ من الفكر , وتحترق من وَقْدة لهيب دمعة العين , لتفتق صراعاً معَ منْ حولها ,و تزيد من حدّة التساؤل مع هذا الحدث !!؟؟؟...

أيّ حدث هذا تجري به المقادير اليوم !!؟؟؟..
أيّ صبرٍ مستميت يجب أنْ يحلّى به الصدر!! ؟؟..
أيّ صراعٍ بين لسان الباطل والحق!!؟؟..
أيّ عذاب يعاني منه كلّ من حاول أنْ يكشف للعالم ظلم الطغيان والبغي !!؟؟..

اغبر عيش الأمل في زماننا ليضيع فيه رونق اليوم الأبيض!!؟؟؟..

ومع ذلك مازال الصدر رغم شدّة امتحانه يغالب كلّ التعب , ويقهر قوّة الظرف, ويأبى أن ينأى عن تآلف روحه مع عالم الخير , والسماحة , والحبّ !!...
أجل!!...
الفكر يغالب قوّة الظرف , لأنّ في روحه الصادقة إنسانٌ فطره الله على أسمى معاني الفضيلة ,والإيمان , والصدق !!...

لكن هناك ثمة أمرٌ لَن يغيب عن الذهن , وهو أشدّ على النفس مِن براثن الأسر , وكأنّما يحاول أنْ يسوق صحيفة القدر إلى طريقٍ مسدودٍ بلا مَخْرج !!..
فكيف لا يكون الفكر في شجار مع نفسه , و بين حقيقة الالتزام التي يجب أنْ يلتزم بها أمام صفحة لسان قلمه!!؟؟..

ما عساه أنْ يفعل بعد أنْ ضمّت جوانحه فؤاداً موجعاً , وفكراً صامتاً , ونظرة عينٍ حالمة تستغيث وتتوسّل!! ؟؟؟..
إحساسٌ يتحرك وينبض.........إنه بلا ألفاظٍ قَدْ مشى في الدّم لتنطق به الحواس, ويتكلم منه الفكر !!...
مراراً عديدة يًحاول أنْ ينشد درباً غير دربه ,حين يقف أمام قسوة الأيام , وظلمة الأعداء , لكن شاهداً حيّاً في داخله يعلن لبيان الفكر أنّه غير قادر على سكن الغربة, ليبعد عن موطن العذاب والألم !!...
طريقه يعلم أنها محفوفة بنيرانٍ ملتهبة , تصبّ سَيْل حِممها من مدفع أعداء الله ,والرسل, والبشر!!!!....
جهاد شاق مع الفكر !!...
ترى ما نوع هذا الجهاد !! ؟؟..
إلى من يُنسْب وهو لم ينته بعد من إعداد روحه !!؟؟..
لكن رقّة وجدانه وأحزان آلامه , وأرضُ واقعه مازالت تأمل أن تكون موسومة مع طريق إخاء الفكر , وسيادة إنسانية النّفس!!...
إذا عمّ سيسفر طالع أفقه , ووحي إلهامه , ووجه بديعه وهو يحيا في صراع مع من حوله, ولم يسلم من مآخذ قواعد التفسير, والاستنباط , والعِلل!! ؟؟؟..
صراع والله لن ينجلي من دائرة أصحاب البصيرة والتبصر !!..
ومع ذلك نجده يأمل أن يقذف بجواده عنان كلمة الحقّ ,وقول الصدق .. ولا يتخلى عن عمود الإيمان ,وسنام الجهاد , وضوء الحبّ والخير !!...
لأن من حاول أن يلج دروبه يجده لا يتطّلّع إلى مطامع شخصيته , وسمته وعنوانه صدْق النفس , وتآَخي الروح مع الفكر!!..
ما يفعله إذا وبطاقته الشخصية تأبى أن تتخّلى عن هذا السبق , والتفوق لمنهجِ الوفاء ,والحبّ لأمّة الإسلام , والحق, والسلام والعدل !!؟؟؟...
أيْرَضى الله وحبيبه أن يتخّلى عن فكرة وجوده كإنسان على وجه هذه الأرض !!؟؟؟..

يودّ هذا الفكر أن يفرغ حديثه دون حشوٍ , ولا افتراء لأنه لا يملك في داخله سوى الحبّ والصدق !!...
وهو يعلم أن كثيراً من أعداء الفكر مكلّف بمطاردة هذا التفرّد لرفعة المنهج , وسعة الصدر , وفسحة الرأي !!..
لكن كلّ ما في ضمير الإنسان الحرّ الأبيّ هو منزلة صدقٍ, ومنه اختارها الله , وأكرمه بها على سائر الخلق , ونحن الآن أحوج إليها من ذي قبل!!....
كتب علينا أنْ نستوفي حقّنا المغتصب بالتضحية , والقرح, والعذاب , والألم , وألاّ نحني – بإذن الله – هامتنا أمام الطغيان والظلم!!...
نعلم أن ما في الداخل حقّ إنساني لا يعترف به من يقتلون ويهدمون, ويشردون كلّ من أراد أن يستعيد منهم الحقّ المغتصب !!!...
هل نركن لهم , ونستسلم!!؟؟؟...
دورُ شاقّ عظيم لمن يريد العزة , والشموخ لأمة العدل والحق !!..
دورُ لا يغفل هنيهة عن الواقع , ولا يفتر لحظة عن القلب , وسبيله الوحيد أن يستمر في صدق إيمانه , والدفاع عن لسانِ قول الصدق!!..
صراع لا يعمل حساباً له , ولا يحيا إلاّ معه ... يجاوره وَقود نار , ويلازمه وحدة فكرٍ, ونراه جاهدا يحاول أن يصعد إلى مرتقى الحرية, ولكن لن يعفى من حمى الأسر!!...
وهنا نجد سؤالا يطرح نفسه :
هل يستطيع الفكر الحرّ أن ينطلق إلى ما يريد وهو يقبع بين براثن الطغيان , والظلم !!؟؟؟..
يعود الصراع من جديد إلى النفس , ليحتلّ مكانا له أكبر من ذي قبل , ولم يجد أمامه سوى طرقاً مسدودة قد شيّدت بالصلد من الحديد , ستحرق وتدكّ كلّ من يحاول اقتحام تحصيناتها, ويستأصل أجنحة فكرها , ويمنعها من التجاوز إلى ما وراء الأسوار التي رُسمت لها!!...
ومع ذلك يعود ويعلم بحقّ بأن لا سبيل له إلا أن يلوذ بحمى الرحيم الرحمن أرحم من في الخلق , فهو حسبه وكافيه , ولا حول
ولا قوة إلا باللجوء إلى الله رب الكون ....
في تلك اللحظة لنْ يجد إلاّ شعوراً صادقاً يدفع عن القلب دبيب الظلمات , ويبصر مع طلوع الفجر أشعة بروق الضياء, وهو يأمل من الله بأن يتنفس - ولو بعد حين – الصبح بعد غيابة الدجى والظلم!!..
حركة قدرية لا يمكن أن يمسك بها أحد, ويفسّر خيوطها الخفية لأنّها تمضي مع إرادة الله ,والحكمة من هذا الابتلاء ,وتدبير العلي القدير لمن أراد له الخير, والصلاح, والرشد !!...
دورة دائبة ربّما تتسع دائرتها يوماً بعد يوم , ولا تعقيب أبداً على مسيرتها , ولا رادٍ لحكمة مشيئة قضائها!!..
إنها ثروةُ عظيمة من الإيمان الفطري حين يحتفظ بها الصدر , ومن الطبيعي أن لا يتخلى عنها ,لأنّ ما تحمله من قيم وفضائل هي التي ستدفع بصاحبها إلى السمو الرفيع , والهدي, والصلاح , والرشد!!...

بقلم : ابنة الشهباء