الدكتور فاضل بدران

يوم أمس كانت هناك ثورة حقيقية.. كنتُ أودُ الكتابة عنها بالتفصيل .. وبالصور.. ولكن خشيتي على الاخوة الذين ظهرت معالمهم في الصور هي التي منعتني ، على الرغم من أن تظاهرات يوم أمس لم يكن أيٍ من المشاركين فيها من كان يخشى أن يتم التعرف على صورتهِ .. بل أن بعضهم كان يقترب من الكاميرا التي يحملها زميل لي وهم يعّرِفون بأسمائِهم كوسيلة من وسائل التحدي..كانت تظاهرات عفوية.. ولكن ذلك لم يؤخر البعض من كتابة لافثة على شرشف طاولة كبير.. أو يمنع البعض الآخر من حمل ساعة كبيرة تحمل صورة المجاهد صدام حسين..

فألأعظميــة خرجت عن بكرة أبيها.. رجالاً ونساءً وأطفالاً.. ورغم أن عملاء الاحتلال وقوات العلوج الامريكية أطلقت قذائف هاون على أحياء الاعظمية الرئيسية وأصابت البعض بجروح خطيرة.. كما –وحسبما سمعت- أن بعضهم استشهِدَ ونقل الى بيتهِ محمولاً من قبل أهله وجيرانه..

أما العامرية والجهاد والجامعة والدورة، فبالأضافة الى خروج المواطنين بتظاهرات عفوية حاشدة، إلا أنهم كانوا يحملون أصباغاً (بوية وسبراي) ليصبغوا الجدران بالشعارات محيين فيها المجاهد السيد الرئيس صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي ومنددين بالعملاء وأسيادهم..

وفي الكرخ وشارع حيفا إرتفعت الصور وعلت الهتافات بمسيراتٍ راجلة.. والقيت قصائد شعرٍ حماسية منها قصيدة الشاعر البعثي (سليمان العيسى) ((لما سلكنا الدرب كُنا نعلمُ... إنّ المشانقَ للعقيدةِ سُلّمُ) .. وتعالت الهتافات بحياة البعث والمجاهد صدام حسين..

وفي مدن محافظة ديالى الرئيسية وردتني الاخبار أنها لم تكن أقل مما هي عليه في أحياء بغداد.. وبخاصة في مدينة بعقوبة مركز المحافظة.. حيث حاول بعض عملاء الاحتلال أن يتصدى للمسيرة الغاضبة فما كان من حماية المتظاهرين (رجال المقاومة البواسل) إلا أن يردوه ومن معه بين قتيل وجريح.. وقد هرب بقية الخونة الاذلاء تاركين خلفهم جيفهم الملعونة في الدنيا والآخرة..

أما مدينتي تكريت وسامراء فقد كانت التظاهرات أكبر من أن توصفا.. فقد كانت التظاهرات غير منظمة لأن المواطنين كانوا يخرجون من كل مكان .. من الحوارى والشوارع ليلتقوا في الشارع الرئيس راجلين أو راكبين سياراتهم.. ويحملون الصور الكبيرة للمجاهد الرئيس الاسير صدام حسين.. ويهتفون بالموت للعملاء وأسيادهم .. ويؤكدون حبهم وولائهد للمجاهد صدام حسين وللبعث وللمقاومة الشجاعة.. وقد حاولت بعض فلول شرطة الاحتلال أن تتصدى لتظاهرة خرجت من أحد أحياء المدينة فما كان من المواطنين إلا أن هجموا عليها فلاذوا بالفرار تاركين أحذيتهم وأسلحتهم خلفهم.. وقد قامت قناة (صلاح الدين) القضائية بنقل تفاصيل التظاهرة وزالتقت بعدد من المواطنين .. وقد تسبب ذلك بغلق الفناة..

وفي الموصل.. فقدت قوات الاحتلال وعملائها السيطرة الكاملة على المدينة.. وهرب من إستطاع الهرب الى خارج المدينة.. وانزوى في مكانٍ خفي من استطاع ان يجد له ملاذاً.. أما قوات العلوج الامريكية.. فقد غادرت المدينة نهائياً وحتى قواتخا في مطار الموصل سحبتها الى خارج المدينة.. وقام رجال المقاومة بالسيطرة التامة على المدينة (وهو أمراً بات إعتيادياً في الموصل في الاسابيع الاخيرة) .. وكانت الجماهير تملأ الشوارع .. وأغلقت المدارس والدوائر الحكومية وخرج الجميع (تقريباً) الى الشوارع يهتفون للعراق والتحرير ويحملون صور المجاهد الرئيس صدام حسين..

وحصل الشيء نفسه في عدد من مدن محافظة نينوى الاخرى واحياء بغداد ومدن محافظة صلاح الدين ومدن محافظة الانبار الباسلة .. وحتى في بلد التي من أجل القضية التي ارتبطت بها المحاكمة فقد خرج مئات المواطنين يهتفون ويحملون صور السيد الرئيس المجاهد صدام حسين.. وحصل الشيء نفسهُ تقريباً في مدينة كركوك في محافظة التأميم .. وفي الحويجة..

وفي الانبار والفلوجة والكرمة والمحمودية وعانة وراوة والحديثة..

.. الحمدُ لله.. الحمدُ لله على كل شيء.. وبشراك يا أبا عداي فقد زرعت الحب في قلوب الناس.. فوالله لا يكرهك إلا من يكره الحق ويتمنى أن يبقى الاحتلال جاثماً على صدر العراق والعراقيين.. والحمدُ لله رب العالمين..



# posted by Iraq4ever : 4:15 ص