بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 28/10/2006

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة
القيادة القومية ذات رسالة خالدة
مكتب الثقافة والإعلام

وحدة ... حرية... إشتراكية

شبكة البصرة
النصر في العراق سيكون مقدمة للنصر في كل الساحات العربية



يا جماهير امتنا العربية المجيدة

سيسجل التاريخ بأن المقاومة العراقية الباسلة قد أرست مقومات الانتصار الحاسم على الاحتلال الأمريكي للعراق بإجبار الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالهزيمة وفشل مشروعها الاستعماري في العراق، وإرغام بوش على التخلي عن عنجهيته وإنكاره المستمر للهزيمة وإقراره بأن وضع العراق يشبه وضع فيتنام، كي يرسم جنرالاته الكبار، خصوصاً (كيسي) قائد القوات الأمريكية في العراق، مسار الانسحاب معلناً (إننا سنسلم الأمن للقوات العراقية خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف وتنسحب بعدها القوات الأمريكية من العراق) لقد كان هذا الاعتراف نتاج إصرار لا يلين وعزيمة حديدية أبدتها المقاومة الوطنية العراقية، بكافة فصائلها، رغم ما قدمته من تضحيات عظيمة تمثلت في استشهاد الآلاف من المجاهدين، وفقدان أكثر من 650 ألف شهيد مدني قتلهم الاحتلال، طبقاً لدراسة مجلة (لانسيت) الطبية البريطانية، وتدمير مدن كاملة وتهجير ملايين العراقيين بالقوة، ونهب ممتلكاتهم··· الخ ·



أيها المناضلون البعثيون

لقد أثبت حزبنا، بصفته مهندس المقاومة ومطلق شرارتها ومصدر قوتها الضاربة، بأنه حزب تاريخي مبدئي عقائدي متجدد، تمور الحيوية في كافة مفاصله وأجزائه، وبفضل هذه السمة تغلب على الضربات الموجعة التي تعرض لها في العراق، نتيجة للغزو وتمثلت في تبني قانون فاشي أصدره (بريمر) الصهيوني ممثل البيت الأبيض الأمريكي، هو (قانون اجتثاث البعث)، الذي مهد لاغتيال آلاف البعثيين ومحاولة تشويه صورة حزبنا - حزب البعث العربي الاشتراكي - كخطوة أساسية على طريق محو هويته العربية، واستهدافه في كافة أقطار الأمة، وفوق هذا وذاك توجيه ضربة قاتلة للفكر القومي والوحدة والكينونة العربية كي يتسنى لهم تقسيمها على أسس عرقية - طائفية إلى دويلات كارتونية، إلا أن حزبنا نهض كعادته في مواجهة التحديات المصيرية ليقلب كافة المعادلات التي بنى عليها الاحتلال مخططاته وأهدافه، محولاً العراق إلى جحيم يبتلع الاحتلال بقواته ودُماه العميلة، ويجعل منه الفخ الأكثر قتلاً لأمريكا، عسكرياً واقتصاديا وسياسياً ومعنوياً وأخلاقياً عبر التاريخ الحديث ·

لقد كان لإصرار الرفاق المجاهدين في العراق على رفض المساومة على المبادئ والوطن والاستعداد التام لخوض معركة المصير والوجود حتى نهايتها الظافرة، الأثر الحاسم في خلخلة تماسك الأعداء، وزلزلة الأرض تحت أقدامهم واحداً بعد الآخر، لإيصال شعب العراق إلى بر النصر والأمن والكرامة والاستقلال · وليس أفصح تعبيراً عن هذه الحقيقة من إقدام حزبنا في العراق على أن ينطلق (إعلان برنامج التحرير والاستقلال) من خلال أشهر وأكبر جهاز إعلامي عربي وهو قناة الجزيرة، وقيام أحد رفاقنا بشرح الفقرات الأساسية فيه، مما أحدث هزة وجدانية كبيرة وشعور بالثقة والفخر في ضمير كل عربي أبي واعٍ أتعبته مشاهد الدمار والقتل في العراق وفلسطين والسودان والاحواز، وأثقلت قلبه بالآلام العميقة فكان هذا البرنامج بمثابة إعادة الأمل والتفاؤل المشرق لكل عربي وهو يرى العراق المحرر ينهض من تحت أنقاض الدمار وبرك دماء مئات الآلاف من شهداء العراق ·



أيها العرب الأحرار في كل مكان

يا أبناء أمتنا المجيدة

إن إعلان التحرير والاستقلال جاء نتيجة توقيت دقيق وصائب قررته قيادة حزبنا في العراق، من جهة، ومن خلال معرفة عبقرية بضرورات مرحلة الحسم وفي مقدمتها التعجيل بإقامة هياكل تؤطر الثورة وتمهد لحكومتها من جهة ثانية· إن الإعلان أيها الرفاق الأبطال، ما هو إلا شروع في توسيع الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية وإنشاء امتداداتها الإعلامية والسياسية في الساحة العراقية، لذلك كان طبيعياً أن يخاطب الإعلان كافة القوى السياسية العراقية وكافة فصائل المقاومة، بلغة العوامل المشتركة التي تجمع بينها وليس بلغة الفصيل الواحد، وهنا تكمن عبقرية رفاقنا في العراق، الذين أثبتوا أنهم ليسوا فقط فرسان سوح الحرب، بل أيضاً أنهم فرسان الحكمة والعقل والوقوف على أرضية المبادئ والقيم الكبيرة ·

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إذ تهنئ قيادة قطر العراق للحزب وجماهيره وفي مقدمتهم الجهاز الجهادي البطل، تبشر جماهير الأمة العربية باقتراب يوم النصر متوجاً بالعمل الجبهوي بصفته رافعة إنقاذ العراق والأمة العربية، وتؤكد لها أن النصر في العراق سيكون مقدمة للنصر في كل الساحات العربية، خصوصاً ساحة القضية المركزية فلسطين·

والقيادة القومية تشير في هذه المناسبة إلى أن قيادة الحزب والثورة في العراق قد أعدت قانون التعددية الحزبية وقانون الصحافة منذ عام 1989، وكان مفروضاً تطبيقه، إلا أن ظروف العدوان الثلاثيني وتعقيداتها المختلفة أجلت ذلك إلى هذا الوقت· وهذه الحقيقة تعيد التأكيد على أن الرفيق المجاهد صدام حسين الأمين العام للحزب (فك الله أسره) هو مهندس إعادة بناء الجبهة، كما كان مهندس المقاومة المسلحة قبل الغزو ومفجرها بعده، وهو الأب الروحي لكل أفكار التسامح والعفو من أجل استقرار العراق وإنهاء مآسي الصراعات العراقية - العراقية، قبل الغزو وبعده، بل أنه، وهو أسير يتحدى، أعلن بصوتٍ عالٍ أن على المجاهدين وهم يقتربون من النصر التسامح وفتح صفحات جديدة مع من يقبل بدعم المقاومة حتى ولو قبل النصر بساعة واحدة· وهذه الروح هي التي برزت في إعلان التحرير والاستقلال ·



أيها الرفاق ·· أيها المجاهدون على أرض الرافدين

إن القيادة القومية وهي تحيي القيادة الميدانية للمقاومة، والتي يمثلها الرفيق المجاهد عزت إبراهيم أمين سر قطر العراق وكالة، والتي أمسكت باللحظة التاريخية الحاسمة ووضعت المحركات القوية لهذه اللحظة نحو الحسم متمثلة في بنود إعلان برنامج التحرير والاستقلال، لتتوجه بالتحية للرفيق القائد الأمين العام لحزبنا الأسير صدام حسين، فك الله أسره، ولنائبه الأمين ورفيقه المخلص عزت إبراهيم · كما تدعو القيادة القومية كافة قواعد وكوادر الحزب في الوطن العربي لتعزيز وتقديم كافة أشكال الدعم لرفاقهم في العراق، كواجب نضالي وكالتزام مبدئي كما تدعو كافة القوى الحية في الأمة إلى الوقوف المبدئي وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمقاومة الباسلة، لمواجهة التحدي التاريخي الذي يستهدف الأمة كلها من خلال العراق العظيم، الذي كان وما يزال البوابة الشرقية للوطن الكبير، ومحور المواجهة التاريخية بين الأمة وأعدائها عبر التاريخ الطويل·

من هنا يصبح دعم رفاق النضال في الأمة فرض عين وليس فرض كفاية· فالمطلوب تكثيف كافة الجهود وتحشيد إمكانيات المواجهة بمختلف الوسائل والمجالات لتأكيد الحضور الفاعل الداعم حتى يتعزز دور المقاومة وحتى يتم تحقيق النصر·



■ تحية للرفيق القائد المجاهد صدام حسين الأمين العام لحزبنا رئيساً وقائداً لشعب العراق وأمل إعادة حريته وكرامته·

■ عاشت المقاومة العراقية أملاً لنهوض الأمة العربية ووحدتها·

■ عاشت الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية قاعدة صلبة لصمود العراق المحرر وعودته طليعة لنهضة وتجدد الأمة العربية·



والله اكبر ·· الله اكبر ·· الله اكبر

وما النصر إلا من عند الله



القيادة القومية

لحزب البعث العربي الاشتراكي

مكتب الثقافة والإعلام

في 28 / 10 / 2006