العزيز طارق،
صحيح، أنه أحياناً، نستعمل كلمات أو ألفاظاً دون التدقيق في دلالاتها، أو لا نراعي السياق الذي وردت فيه، فمثلاً، عندما وظفت لفظتي النفس و الذات في نص" مصالحة".كنت أعي الفرق بينهما، ذلك أن ً"مصالحة" "مفاعلة" تقتضي وجود طرفين، سواء كان الطرفان على خلاف أو تناقض في/ إزاء أمر ما(مقاتلة/مصارعة)أو توافق مساءلة مساعدة..... والتقابل بين "اللفظين" عند المتكلم هو غيره عند الباحث المتخصص.
و ملاحظتك الذكية، وتساؤلك "الاستفزازي المعرفي" ، الاستفزاز هنا، أستعمله ب"المفهوم" الإيجابي للفظ ( جعلني حقاً، أراجع" المفهومين"، فوجدت كمرحلة أولى، لأني سأتابع البحث ، بشكل مفصل، إن شاء الله. مايلي:
جاء في لسان العرب:الجزء 6 س- ش ص.ص 232- 240 طبعة صادر بيروت دون تاريخ إصدار ما يلي:
النفس: الروح....قال أبو اسحاق النفس في كلام العرب يجري على ضربين: أحدهما قولك خرجت نفس فلان أي روحه.... و الضرب الآخر معنى النفس فيه معنى جملة الشيء وحقيقته، تقول: قتل فلان نفسه وأهلك نفسه أي أوقع الإهلاك بذاته كلها.
ومن رأى أن النفس بمعنى الروح،"أبو خراش"، حيث قال:
نجا سالم و النفس منه بشدقة و لم ينج إلا جفن سيف و مئرزا
أما " ابن خالويه " فيرى أن النفس الروح، و النفس ما يكون به التمييز و النفس الدم و النفس بمعنى عند. و استشهد ابن منظور على ذلك حيث قال: فشاهدهما قوله سبحانه:"الله يتوفى الأنفس حين موتها" فالنفس الأولى تزول بزوال الحياة، و النفس الثانية التي تزول بزوال العقل، و أما النفس الدم . فهي كما جاءت في قول السموأل:
تسيل على حد الظبات نفوسنا و ليست على غير الظبات تسيل
وسمي الدم نفساً لأن النفس تخرج بخروجه.
النفس و الذاتعند اللغوين و النحويين في مرتبة واحدة، تقول العرب: جاء الرجل نفسه و رأيت الطفل ذاته. فالنفس و الذات عندهم تعبير عن معين واحد.
إلا أنها في الاصطلاح، طبعاً تأخذ معاني، متعددة و أحياناً متباينة إن لم نقل مختلفة،(المعجم/الدلالة)
الذات: هي عند أرسطو مقولة فلسفية يقصد بها مبدئياً مجموع صفات وحالات و أفعال معينة يوحد بينها جميعاً مفهوم الجوهر، ظل المصطلح سائداً إلى حدود القرن 17 إلى أن أضحى يستخدم بالمعنى المعرفي، بعد ذلك أصبحت تشير إلى الإنسان الإيجابي و العارف المتمتع بوعي و إرادة.
الذات/الآخر: ويستعمل لفظ الذات في مقابل الآخر.
أما فيما يتعلق بالتسمية قصة قصيرة أوخاطرة فصحيح، كما أشرت أخي العزير، إنها خاطرة أكثر منها قصة، إلا إذا أخذناها من زاوية لغوية، فالقص في اللغة كل ما يقتص، و القصة شعر مقدمة الرأس لأنها تقتص منه ، وقص الخياط الثوب اقتطع جزءً منه ، فالخاطرة فكرة اقتصت من الواقع أو هي تصور لهذا الواقع سواء أكان ذلك التصوير صائبأً أو غير صائب.
و سأسميها ابتداء من الآن" كتابة" هروباً من "التجنيس" الذي يحصر الكتابة في جغرافية نقدية محددة ، و اعتباراً كذلك أن مفهوم / مصطلح الكتابة سيسمح لي بمساحة أكبر من الحرية.
وشكراً، العزيز طارق، على هذا " الاستفزاز المعرفي"، أستعمل الاستفزاز، هنا، بالمفهوم الإيجابي.
وعيد مبارك سعيد، لك و لجميع المربديين.
وعيد مبارك سعيد لك و لكل المربديين
أبو كمال التطواني
تطوان / المغرب