يطيل العقل في ايضاح عذري
لمن شكوا باقدامي وصبري
وماعلموا بأني رهن روح
إلى المجهول تدفع كل فكري
هوايتها ركوب الهول دربا
إلى قهر المحال وكل سر
لقد جرت بما ترنو عذابي
وقبل الحلو يشرب ألف مر
فكم من ظلمة رعناء طالت
بها الساعات قبل بزوغ فجر
فهل تنسى شوارع في دمشق
ضريرا كان نحو العلم يجري
لكم لطم الأنام بغير قصد
بهامته لضيق في الممر
وأشجار له نصبت فخاخا
يصادفها فتسلمه لضر
وكم من حفرة صادته يوما
فأودت بالعظام لشبه كسر
وكم جرح أتاه في كلام
من الماشين لم ينفذ بيسر
أأعمى ثم تمشي دون هاد
من الأصحاب؟ أم طلاب بر
ولاتسأل عن التدريس إني
تمزقني الهموم بدرس جبر
على لوح لقد خطت سطور
بأقواس وتخطيط وكسر
ومالي من ضياء غير عقلي
لأقرأ ما يخط بغير عسر
ولكن كل هذا لم يخفني
فصدري بالرحابة مثل بحر
وتصميمي على قهر الرزايا
يشد خطاي للآتي المسر
كذا الانسان اقدام وصبر
يبز الغيم علياء كنسر


شعر حماد الشعراني( ولد عام 1962 وتوفي في حادث سير أما المدينة الجامعية في دمشق حيث كان يقطع الشارع برفقة أحد المبصرين فصدمته حافلة يقودها أحد مبصريي العيون عام 1984 )