مسألة الصدق في الأدب

موضوع الصدق في الأدب موضوع يستحق البحث , وهو موضوع يتعلق بكثير من المواضيع الأخرى , والصدق له انواع منه الصدق الفني ومنه الصدق التعبيري ومنه الصدق الأخلاقي وسنحاول أن نتلمس ما جاء حول هذه مصطلح الصدق:

كتب الدكتور عبد المنعم الحفني معرفاَ الصدق فقال : "صِدق veracity ضد الكذب, والاثنان من خواص الخبر, وصدق الخبر مطابقته للواقع, مع الاعتقاد بأنه مطابق, وكذبه عدم مطابقته للواقع , مع الاعتقاد بأنه غير مطابق . والصدق التام هو مطابقة الخبر للواقع ولاعتقاد المتكلم معاً, فإن انعدام واحد منهما لم يكن صدقاً تاماً, فإن انعدام واحد منهما لم يكن صدقاً تاماً , فإن كان الخبر مطابقاً للخارج وغير مطابق للاعتقاد , أو بالعكس , فهو صادق باعتبار , وكاذب باعتبار.

والصادق veracious الذي لا يكذب . وفي الاصطلاح الصادق نعت للنبي صلى الله عليه وسلم للمدح لا للتخصيص , ولا للتوضيح , لأن من مقتضيات النبوة الصدق .

والتفضيل في التصديق للنسبة لا للتعددية , وكذا في التكذيب , فتصديق النبيّ ـ أي نبيّ – هو نسبة الصدق إليه فيما يخبر به . وقوله تعالى : ( لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق) المنافقون -10

, من الصدق, أو من الصدقة, وهي ماتعطيه تصدق الله به في إيمانك, وقوله : ( والذي جاء بالصدق وصدق به) الزمر 33

أي حقق ما أورده قولاً بما تحرّاه فعلاً . والصدق عند المنطقيين يستعمل كذلك في غير ما سبق في المفردات وما حكمها, ومعناه الحمل , وتقول " الكاتب صادق" على الإنسان , أي محمول عليه , ويستعمل في القضايا , ومعناه الوجود والتحقيق , تقول " هذه القضية صادقة " أي محققة.

والصدق في القول هو مجانية الكذب كما عرفناه, وفي الفعل هو الإتيان به وترك الانصراف عنه قبل تمامه , وفي النية العزم بالجزم والإقامة عليه حتى يبلغ الفصل." ص 463- المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة – مكتبة مدبولي - 2000 م







يقول بونافنتورا صراحة العقل مثل الصفحة الملساء ,( 1217 - 1274) يعني بها أنه : لا توجد في النفس معرفة فطرية. ص464 المرجع ذاته







من كتاب ابن فارس الجزء الخامس



(أمن) الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان: أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب، والآخر التصديق. والمعنيان كما قلنا متدانيان. قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. والأمان إعطاء الأَمَنَة. والأمانة ضدُّ الخيانة.

يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْناً وأَمَنَةً وأَماناً، وآمنني يُؤْمنني إيماناً. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أميناً. قال الأعشى([1]):

ولقد شَهِدْتُ التّاجِر الـ *** أُمّانَ موْرُوداً شرابُه

وما كان أميناً ولقد أَمُنَ. قال أبو حاتم: الأمين المؤتَمِن. قال النابغة:

وكنتَ أمينَهُ لو لم تخُنْه *** ولكن لا أمانَةَ لليماني([2])

وقال حسّان:

وَأمينٍ حَفَّظْتُه سِرَّ نفسي *** فوَعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمِينا([3])

الأوّل مفعول والثاني فاعل، كأنّه قال: حفْظ المؤتَمَن المؤتَمِن. وبيْتٌ آمِنٌ ذو أَمْن. قال الله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْ هذا البَلَدَ آمِناً} [إبراهيم 35]. وأنشد اللِّحيانيّ:

ألم تعلَمي يا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني *** حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِيني([4])

أي آمِني. وقال اللّحياني وغيره: رجلٌ أُمَنَة إذا كان يأمَنه الناسُ ولا يخافون غَائِلَتَهُ؛ وأَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع ولا يكذِّب بشيءٍ، يثق بالناس. فأما قولهم: أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالي فقالوا: معناهُ مِن أعَزِّه عليّ. وهذا وإن كان كذا فالمعنى معنى الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذي تسكن نفسهُ. وأنشدوا قولَ القائل:

ونِقِي بآمَن مالِنا أحسابَنَا *** و*نُجِِرُّ في الهَيْجَا الرّمَاحَ ونَدّعِي([5])

وفي المثل: "مِن مَأمَنِه يُؤْتَى الحَذِر" ويقولون: "البَلَوِيُّ أخُوك ولا تأمَنْه([6])"، يُراد به التَّحذير.

وأمّا التّصديق فقول الله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف 17] أي مصدِّقٍ لنا. وقال بعض أهل العلم: إن "المؤمن" في صفات الله تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثّواب. وقال آخرون: هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم. فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل. ومنه قول النّابغة:

والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرِ يمسحُها *** رُكْبانُ مَكة بين الغِيلِ والسَّعَدِ([7])

ومن الباب الثاني- والله أَعلمُ- قولنا في الدعاء: "آمين"، قالوا: تفسيره: اللهم افْعَل، ويقال هو اسمٌ من أسماء الله تعالى. قال:

تباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ *** أَمِينَ فزادَ اللهُ ما بيننا بُعْدا([8])

وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه([9])

يا رَبِّ لا تسلِبَنّي حُبَّها أبداً *** ويَرْحَمُ اللهُ عَبْداً قالَ آمِينَا





(برّ) الباء والراء في المضاعف أربعة أصول: الصدق، وحكايةُ صَوتٍ، وخلاف البَحْرِ، ونبتٌ. فأمّا الصِّدق فقولهم: صدَق فلانٌ وبَرَّ، وبَرَّتْ يمينُه صدَقت، وأَبَرَّها أمضاها على الصِّدق.

وتقول: بَرَّ الله حَجَّك وأَبَرَّهُ، وحِجَّةٌ مَبْرُورة، أي قُبِلَتْ قَبولَ العملِ الصَّادق. ومن ذلك قولهم يَبَرُّ ربَّه أي يُطيِعه. وهو من الصِّدق. قال:

لاهُمَّ لولا أنَّ بَكراً دُونَكا *** يَبَرُّكَ النّاسُ ويَفْجُرُونَكا([29])





** قال أبو الهلال العسكري في الفروق اللغوبة - 100 الفرق بين الاختلاق والخلق: أن الاختلاق اسم خص(1) به الكذب وذلك إذا قدر تقديرا يوهم أنه صدق، ويقال خلق الكلام إذا قدره صدقا أو كذبا، واختلقه إذا جعله كذبا لا غير، فلا يكون الاختلاق إلا كذبا والخلق يكون كذبا وصدقا كما أن الافتعال لا يكون إلا كذبا فالقول يكون صدقا وكذبا.







فإذا صدق لون البعير فلم تكن فيه صهبة ولا حمرةولم يخلط شئ من الالوان لونه فهو آدم وناقة أدماء، فإذا خلطته حمرة فاحمر ذفراه وعنقه وكتفاه وذروته وأوظفته فهو أصهب، فإذا خلط بياضه شئ من شقرة فهو أعيس بين العيسة، والعيسةالمصدر، فإذا غبر حتى يضرب إلى الخضرة وإلى الغبسة لون المذيق المجهود فهو أخضر، فإذا خلط خضرته سواد وصفرة فهوأحوى، قال الشاعر [ وهو عمر بن لجاء ]:



أرسلت فيها مجفرا درفسا

أدهم أحوى شاغريا حمسا

نسبه إلى فحل يقال له شاغر، درفس شديد العصب غليظ الخلق

**الكنز اللغوي في اللسان العربي

نقلا عن نسخ قديمة

سعى في نشره وتعليق حواشيه

الدكتور أوغست هفنر معلم اللغات السامية

في كلية فينا المحمية

طبع بالمطبعة الكاتوليكية للاباء اليسوعيين في بيروت

سنة‍ 1903