حرب الأفكار


( أقصوصة صحفية )







بينما هو جالس على صخرة معمرة، يرمي بصنارته عند مصطاد الدار الحمراء نزلت عليه سكينة مستأذنة، تفرش له بساطا على سطح البحر وتغريه بركوبه نحو نصف الكرة الجنوبي.

لبد على بساطه ظنا منه أن المحيط سيهزه ، لم يكن يعي عندما وعى ، ولما تعمق في اللاوعي ساقته غفلته إلى الوعي على ركاب أسرع قليلا من بساطه، لم يستأذن في امتطائه، أسرع به إلى حيث مصنع للغباء، إلى حيث ينشط مخ كما تنشط الخلايا الحمقاء .

دخل بيتا يسكنه صمويل هينتنكتون HENTENGTON SAMUELوكان غاصا مليئا ساعتها، أخذه من تكته حتى أوقفه فبادره قائلا : " من صراع الحضارات إلى حرب الأفكار ؟ " فرد عليه :

ـ لا جديد في ذلك، فصراع الحضاراتهو عينه حرب الأفكـار، الحضارات أفكار ومفاهيم تتولد عنها قناعات ومقاييس .

ـ صدقت، ولكن ألم يقل بصراح الحضارات برتراند BRETRAND RESLرسل في محاضرات له في أربعينات القرن الماضي ؟ لماذا لم تشر إلى ذلك ؟ فالناس والمثقفون يفهمون أنك صاحب فكرة صراع الحضارات ؟

التلفت إلى فوكوياما ، لم يشأ أن ينهضه حتى لا يرتفع على قزميته، فنهاية التاريخ بسيادة المبدأ الرأسمالي هي نفسها في الطرف المقابل ديكتاتورية البروليتاريا ، كلاهما يعتمد أرجل القطا ريس للوقوف .

تركهما وانتقل إلى حيث ذهنية عجوز لا تمتلك عروقا للإنبات، تقيم رأسها على كتفين من جذع رملي مبلل، أخذه من أذنه وصاح به : " لماذا أعلنت حرب الأفكار ؟ " .

ـ وماذا في ذلك ؟ إنها حيلة أخرى وأسلوب للتخفي .

ـ بل هو غباء مدرسة، وبلاهة منظر.

انتقص الزمن من عمره شيئا ومنحه له، ثم طوى عهد الجبروت وضغطه في علبة ثم قدمه مشترطا أن يرمي به في وجه الغبي، فلم يتردد.






محمد محمد البقاش

طنجة في :

06 ـ 09 ـ 2006