يا ربُّ صلِّ علــى المختارِ ما لهجتْ*
ملائكُ العرشِ بالتـَّسبيحِ للحَكَمِ
قَبْلَ الخَليقَةِ كَانَ الحُبُّ يَحْضُنُهُ*
فِي عِلْم ِخَالقِه ِواليَوْمَ في الحَــرَم ِ
وَقَد أتَانَـــا بَشِيرٌ فـــي تَرَقُّبــــهِ*
مُوْسَى الكَليْمُ وعيْسَى جَاءَ بالسِّيَم ِ
نبئْ عِبَادي بأني سَوْفَ أبعثُهُُ*
رسولَ خيرٍ لأهل الضَّاد ِوالعجمِ
مَشَى الفَسَادُ بهِمْ والظُّلْمُ أبعَدَهُمْ*
عَنْ شِرْعَةِ الحقِّ دون الوعي والحِكَمِ
مَنْ يتَََّبعْ دِينَهُ فَالخُلْدُ مَسْكَنُــهُ*
ومن تولى فلن يرتاحَ من ضَّرَمِ
يَا رَبّ صَلِّ عَلَى المُخْتَار مَاوَسِعَتْ*
تِلْكَ المَجَرَّاتُ مِنْ نُوُْرٍ ومِنْ ظُلَــــم ِ
تَنَقَّلَ النّوْرُ من صُلْبٍ إلَى صُلْـــبٍ*
مُنْذُ الوجُوْدِ بأهْل ِالطُّهْــر ِ والكََـــرَم
والأمُّ آمِنَةٌ بالطُّهرِ منبتـُهـــــــــــا*
كَــــكُلِّ مَنْ ضَمَّهَا فِيْ الصُّلْبِ والرَّحِـــم ِ
قَضَــى أبُوْهُ ولَمْ يعلَم بمَا جَمَعَتْ*
كَــــفُّ القَضَاءِ لحُــــبِّ اللـــهِ مِن نعَِــم ِ
أتَــى يَتيمَاً إلََى الدُّنيَــا فَحَبَّبَــهُ*
رَبٌّ رَحِيمٌ لمَنْ يَرْعَــاهُ في اليُتُـــم ِ
جَـــدٌّ عجــوزٌ ولَكنَّ الحَنَان َبــهِ*
عَبَــاءَةُ الخَيـر ِ ضَمّتْ أشْرَفَ الفـُطُـــــم ِ
يَحنُــو عَليه ِرَفيقَـاً ثُمّ يُرْسِلُـهُ*
مــع الحَليمَــةِ للإرْضَـاعِ والكَلِـــــم ِ
هَذا حَبيبي جَــلالُ اللهِ قَائلـُـهَا*
والضَّــرْعُ يُمـلأُ بَعْدَ الجَّـدْبِ بالـــدَّسَم ِ
والطِّفْلُ يَحْبـوْ عَلَى أرْضٍ غَدَاة َ بهَا*
سَعْديَّـةُ الصَّـدْر ِفيْ خـُلــْدِيَّةِ العِظَــم ِ
هَـزََّتْ لَــهُ بيدٍ للخَيـر ِ قَاطِفَــةٍ*
مِنْ مَهْدِ أحْمَدَ بَيْنَ الصَّدْر ِ والغَنَــــم ِ
والخَيــرُ يُثْمِـرُ أنَواراً بحَامِلِـهِ*
أَغنَـى الأنـامِ بحُـبِّ اللــه ِكُلِّهِِــــــم ِ
وَمَا أُعِيـــدَ إلَى الأهلينَ مِنْ تَعَبٍ*
لَكِـــــنْ لِسِرٍّ بشَقِّ الصَّــــدْر ِمُنكَتِـــم ِ
رُدَّ الحَبيْبُ إلــــى أمْــنٍ بآمنَــةٍ*
حَتَّى بَكََــــاهَا بقـَهرِّالقلبِ في اللـُّطـُم ِ
مَا لليَتيـْــم ِ سِوَى رَبٍّ يُكَرِّمُـــــه ُ*
دُونَ الأنَـــام ِ عَلَى آتٍ ومُنصَــــر ِم ِ
تَرَعَْرَعَ الطِّفْلُ قي الأخْلاق ِ منْبَتُهُ*
والصِّدْقُ مَنْطِقـُهُ في القَوْلِ والحُلـُــم ِ
عَلَى الصِّرَاطِ مَشَى مِنْ قَبْلِ بعثــَتِهِ*
وبالأمِينِ دَعُـــوهُ الصَّادِقِ الفـَهِــــــم ِ
مَا كَانَ بَينَ الوَرَى مِثْـــلٌ لَــهُ أبدًا*
لا فِي قُريْش ولا فِي الفُرْسِ والعَجَم ِ
أبى السّجُودَ لأصْنَــــام ٍمـدَنَّسَةٍ*
مـُعَلـِّقاً قَلْبــَـهُ في خَــالِقِ الــرُُّكَــــــم ِ
بالفْكِر ِيَسْمُو إلَى العَلْيَاء ِمُتَّخِــذَاً*
حِرَاء َمَسرىً لَــهُ في الحُزْن ِوالألَـــم ِ
يَأتِي إليهِ فيَنْسَى دُوْنَ خَالِقِـــــهِ*
ماَ كَانَ يُلقـَى عَلَى الأصْـنـَامِ مِنْ عِظَم ِ
فَانْشَقَّ قَلْبُ الرُّؤَى نوراً بهِ ألقٌ*
مِنْ آيِِ رَبِّ الهُدَى دُرِّيّةِ الكَلِم
إنَّ الإلَهَ اصْْطَفَى للدِّين ِ أحْمَــــدَنَا*
جِبْر ِيْلُ يوُْحِي إليهِ سُوْرَة َالقَلَـــم ِ
قُمْ أنْذرْ النّاس إنَّ اللهَ يَأمُرُكُــــــــــــــــمْ*
أنْ تعبدوا اللهَ ربَّ البيتِ والحرمِ
يَا أهْلَ مَكّةََ إنِّي مُنْذرٌ وَغَــــــــــــــــــــدَا*
سُوْء ُالمَآلِ لأهْل ِ الصُّمِّ والبَكَــــــمِ
هَبَّتْ قُريْشٌ ومعها مَنْ يُحَالِفُهَـــــــا*
من كلِّ فجٍّ أتوا بالنَّار والأيـــُمِ
هَذَا خِطَابٌ كَمَا أسموه (مُبتَــــــدعٌ)*
هُبُّوْا إليهِ بسيفٍ حاقدٍ غـَلَـــِـــــــمِ
لا تَتْركُوهُ كَمَا قَالُوا يُذِيعُ بــهِ*
بَينَ القَبَائِـلِ بل ردُّّوْهُ بالحَـــــــدَمِ
آهٍ حَبيبيْ رَسْولَ اللهِ كَمْ أشْقَى*
لِمَا لَقِيْتَ بهِمْ مِن حـُـــرْقَــــةٍ وَدَمِ
تَطْو ِي عَلَى الجُّوْعِ ِ والآلام ِمُحْتَسِبَا*
وتَحْضُنُ الصَّبْرَعَوْنَا رَاضِيَ القِسَمِ
آهْ رَسُوْلِي وحرُّ الآه يحرقنُي*
فَدَتْكَ نَفْسِي مِنَ الأحْزَانِ والتُّهَمِِ
إنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ ضَلَّوْا بِمَا فَعَلـُــــوْا*
أوْعَـــــــــذَّبُوْكَ بإذْنِ اللهِ لَمْ تـُضَـــــمِ
والبَدْرُ يَسْر ِي ولَيْلُ الظّـُّلـْم ِمُنحَِسرٌ*
ليَسْطَعَ الحَقُّ دونَ الشِّرك ِ والبُهَمِ*
يا خير مَنْ حَمَلَتْ أرْضٌ وَوَالدَةٌ*
يَا مَن أضأتَ طريقَ الرُّشدِ للأُمـَـــــمِِ
أنْتَ الرَّحِيمُ وأنْتَ القَلْبُ يحضُنـُنَا*
بَيْنَ الحَنَايَا بَعيْدا عَنْ لَظَى الضَّرَمِِ
يَا أعْدَلَ النََّاسِ إنَّ اللهَ كَرَّمَنَـــا*
يَوْمَ اقْتَدَينَا بكُمْ في الحَرْبِ والسَّلَمِ
وَمَا غَزَوْتَ لأجْل ِ المُلْكِ دَارَهُمُ*
لَكِنْ لِفَتْحِ النُّهَى بالسَّيْفِ والقَلَمِ
وَمَنْ تَمَرَّدَ دُوْنَ الحَقِّ تـَقـْـتــُلــــهُ*
إنَّ العَـــدَالَةَ قَدْ تَحْتَــــــاجُ بعضَ َدَمِ
مُنْذُ البدَايَةِ كَانَ الشَّرُّ دَافِعَهُـــــــــم ْ*
يَغْلِي بهِمْ حِقْدُهُم ْغَيْظَاً بكُلِّ كَمِي
فأتعبوا الخلقَ لمَّا فيهِ قـــــــــدْ عَمَرُوا*
مََمَا لِكَ الأرْضِ مِنْ سَلْبٍ ومِنْ جُرُمِ
جَاؤُوْا إليْنَا بأسْبَابٍ مُلَفَّقَــــةٍ*
للْقَتْلِِ ظُلْمَاً وَتَنْكيْلاً بكُلِّ سَمِيكم
مِنْ عُيُوْنٍ لـَـنَا صَارَتْ لَهُمْ لُعَبَاً*
شَأنَ القُلُوْبِ وَشَأنَ العَظْم ِوالأَدَمِِ
فَكَيفَ لا تَهْزمُ البَاغِينَ تَسْحَقُهُـــــمْ*
وقَدْ تَلاقَوْا مَعَا بالفُرسِ والعَجَمِ؟
قادوا المعاركَ لمَّا جئتَ تخبرهم*
أنْ لا إلهَ سِوَى رَبٍّ وَلَــــم يَنــــَـــم ِ
قدْ كَذَّبُوْكَ وقدْ كَانُواعَلَى خَبَر ٍ*
مبمَا بُعِثْتَ بهِ للنَاسِ مِنْ ذِممِ
ضجَّتْ به أنفسٌ للحقِّ رافضـــــــــــة ٌ*
رغمَ احتراقِ النُّهى بالجَّهلِ والصَّمَم
أنْتَ النَّبيُّ بـــلا شَكٍّ تُخاطِبُهـــــــــــا*
يا نَفْسُ لوُذِي بحبلِ اللهِ واعتَصِمي
يا ربُّ صلِّ علــــى المختارِ ما وسِعَتْ*
تلكَ المجراتُ منْ نورٍ ومنْ ظـُلَـَم
سُبْحَانَ رَبِّي فلا مِثْلّ لهُ أبـــــــــــــــــــداً*
فَلا تُمَاري بهِ يا نَفْسُ واحتشِمِي
غُضِّي مِنَ الطَّرْفِ ذُوْبي بالحَيَا أدَبَا*
لا تَقْرُنِي فانِيَاً مع ثابتِ القِدَمِ
إنَّ الحَوَادِثَ بَعْدَ الخَلقِ ثَابتَـــــةٌٌ*
وَمَا تَبَدَّى لَنَا لَمْ يَأتِ ِمِنْ عَدَم
لِذَا ترَانَا بنُور ِالعِلْـــم ِنَكْشِفُها*
وخَالِقُ الكَــــوْنِ رَحْمَنٌ وذُو نِقَـــــــــــــم
لَمْ تَبْرَِحِْ الصَّبْرَ يْامَنْ جِئْتَ تـُنـْقـِذُنا*
مِنَ الشُّرُورِ ولَمْ تَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
قَالُوْا افْتَرَاهُ وَسُبْحَانَ الّذي أسْرَى*
بهِ إليهِ بصحوٍ دونما الحلُمِ
شأنُ العَظِيْمِ اذَا شَاءَتْ إرَادَتُــــهُ*
تَحْقِيقَ أمْر ٍفَلا مَنــــعٌ لَـهُ بهـِـــمِ
جاءَ الأمينُ ببشراهُ التي حملتْ*
لأشرفِ الخلقِ أغلى الحبِّ والنِّعَمِ
قُمْ يَامُحَمَّدُ فاصْعَدْ بالبُرَاق ِلَـــــــــه*
إنَّ الكَريْمَ يُواسِي صَادِقَ الهِمَـمِ
كُرِِّمْتَ وَحْدَكَ دُون َالخَلْقِِ قَاطبَةً*
حَتَََّى غَدَوْتَ بقربِ اللهِ فابتسِمِ
واهنأْ حبيبي ففي ذاكَ الهناءِ لنا*
معارجُ الرّوُحِ حيثُ الرَّبُّ بالرُّحَمِ
ما همَّنا قولـُهم إنْ كانَ سُخرِيَةً*
أو كانَ توريةً للطَّعنِ بالعَلمِ
صدقُ العقيدةِ لا يحتاجُ شاهدَهُمْ*
والمؤمنُ الحقُّ فوقَ الشَّكِّ والتُّهمِ
والغِرُّ يعشقُ ما عيناهُ تشهدُهُ*
وإنَّما العقلُ دربُ العِشقِ للفَهِم
فاصْبرْ وما الصَّبرُ إلا بعدَهُ فَرَجٌ*
أمرٌ منَ اللهِ فيهِ الخيرُ بالقِسَمِ
وقدْ عملنا بصَبرٍ صار منهجَنَا*
في وجهةِ الخيرِ لا في سكَّةِ النَّدَمِ
نمشي معَ الحقِّ حيثُ الرَّبُّ يجعلـُنا*
مفاتحَ النُّورِ بالإيمانِ للأممِ
وناصرُ الدِّينِ يسمو صوبَ غايتهِ*
وناصرُ الشَّرِّ في جهلٍ أصَمُ عمي
اللهُ أكْبرُ صَوتُ الحَقِّ نَسْمَعُــــهُ*
فَوْقَ المَآذِنِ فِي الأصْقَاعِ والتُّخُم ِ
والدِّيْنُ يُنْشَرُ والقُرَآنُ يَرفُـــــدُهُ*
بالعِلْم ِذُخْرا وبالأنــــــوَارِِِ والقِيَم
لولا الشَّكيمةُ ما كانتْ لنا هممٌ*
بها انتصَرْنا على الأعداءِ بالشُّكُمِ
يا ربُّ صلِّ على المختارِ ما لهجتْ*
ملائكُ العرشِ بالتَسبيحِ للحكَمِ
تبدَّلَ الأمسُ فاغتـمَّتْ بيارقـُـناِ*
وأسلمَ الفجرُ وجهَ النُّورِ للغَسَمِ
بَعْدَ الإِبَاءِ مَشَتْ فِيْ النَّاسِ فِتنَتُهُمْ*
وَقَدْ أحَاطَ العِدَى بالدِّيْن ِكَالقِدَم ِ
يشكِّكونَ الورى باللهِ غايتـُهم*
نَشْرُ الضَّلالِ بقمع الوعيِ والقيمِ
فَهَلْ يُصَدَّقُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ شُغِلُوا*
عَمَّا يُِنَادَى بهِ للِِّه ِمنْ حُرَمِ؟
يجيشُ صدري بحزنٍ لو تلامسُهُ*
ذُرَا الجليد ِلذابَ الثَّلجُ من ألمي
يغري البكاءُ عيونًا كلَّها خجلٌ*
مِمَــــا وَصْلْنَا اليْهِ اليَوْمَ مِنْ سَقَمِ
فأسمع الدَّمع في عينيَّ منتحباً*
ويطلبُ الثأرَ للإسلامِ والعَلَمِ
تذانبَ البغيُ فاسودَّتْ غمائمُنا*
وأذنبَ القومُ فاجتـُثـُّوا منَ القِمَمِ
يا ربُّ نصراً بحولِ اللهِ أُسألُهُ*
ذَاكَ الدُّعاء ودمعي نازفٌُ بدمِ
جُبْنٌ يلوذُ بهِ قومي وسادتـُهُمْ*
وقدْ غدونا بقاعٍ موحشٍ وخِمِ
أيْنَ الإباءُ وأيْنَ السَّيفُ يوقظهُمْ؟*
أَيْنَ الإمَامُ وَسَوْطُ العَادِلِ الحَشِم؟
تجري الدماءُ على أرضِ الأباةِ ولا*
يدانُ مَنْ جرَّها بأبسطِ التـَّهَمِ
هُبُّوْا بَنِي أمَّتِي فَالصَّرْحُ مُنَهِدِمٌ*
والشَّعْبُ مُنْهَزِمٌ إنْ لَمْ نَقُمْ لَهــــُـــم ِ
هَا هُمْ نَرَاهُمْ غَزُونَا فِي مَنَازِلِنَا*
صاروا ملوكاً لنا والنَّاسِ في الخَدمِ
فِي كُلِّ دَارٍ لَهُمْ تِلفَازُ يَسْحَقُنَا*
بمَا يَجِيءُ بهِ مِنْ بدْعَةِ النـِّعـَــــــــــم
ضَلَّ الشَّبَاب فَصَارَ الرَّقْصُ شَاغِلَهُمْ*
دُونَ الصَّلاحِ وَدونَ الحَزْمِ والقيَـــم
إنْ لَمْ نَعُدْ للْهُدَى فَالسَّوْءُ موعدُنا*
اليوم خِــزيٌ لَنَا والآتِ للضَّــــــرَم ِ
يَا رَبّ نَامَتْ شُعُوبٌ بَعْدَ يَقْظَتِهــــا*
وَصَاحِبُ الحَوْضِ مُسْتَاءٌ وذُوْ ألـــَم ِ
عَصْـــرٌ أتَانَا باشْعاع ٍيسمِّمُنـــــا*
فِكْرَا وَعَافِيَة ياربُّ فانتقمِ
َيا مَالِكَ المُلْكِ يَا رَبَّاهُ فَاهْدِ لَنــــَــا*
مِنْ بَعْضِ فَضلِكَ أنَوَارَا لِكلّ عَمي
فاللَيْلُ أتعَبَنــَا والجَّهْلُ مَزَّقَنَـا*
والدَّاءُ أضْعَفَنَا مِنْ كثرةِ الوَخَــــــــمِ
تمَّت بعون الله
شعر
مريم يمق
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم*وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن