فبكى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أب كبير السن، يشكو إليه عقوق ولده فقال:
يا رسول الله كان ضعيفا ًوكنت قوياً، وكان فقيراً وكنت غنياً، فقدمت له كل ما يقدم الأب الحاني للابن المحتاج، ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي، وكان غنياً وأنا محتاج، بخل علي بماله، وقصّر عني بمعروفه
ثم التفت إلى ابنه منشداً:
غذوتك مولوداً وعلمتك يافعـاً*
تعلُّ بما أدنـي إليـك وتنهـلُ
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت*
لشكواك إلا ساهــراً أتملمـلُ
كأني أنا المطروق دونك بالذي*
طرقتَ بـه دونـي وعيني تهمـلُ
فلما بلغت السن والغاية التي*
إليها مدى ما كنتُ منك أؤمِّـلُ
جعلت جزائي منك جبهاً وغلظةً*
كأنك أنـت المنعـم المتفضـلُ
فليتك إذ لم تَرعَ حـق أبوتـي*
فعلت كما الجار المجاور يفعلُ
فأوليتني حق الجوار ولم تكـن*
عليّ بمال دون مالـك تبخـــلُ
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد:
أنت ومالك لأبيك.
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com