جمعتني وبعض الأخوة أيام لم يكن فيها من خير إلا هذه الصحبة الكريمة فقلت يوم وداعهم عائدا إلى غربتي الأولى في فرنسا هذه الابيات وفيها بعض الجد وكثير من المزاح مع هؤلاء الاخوة الاحباب:

أيا شعري وقد أوتيت عزما
يزيح الصخر عن هام الجبال
تغنَّ في كرام الناس اصلا
وطيب الأصل يعرف بالفعال
أبو صفوان من حلب وأكرم
بشهباء الكرامة والرجال
إذا ماكان أمر يفتديه
صدوق القوم والبيض العوالي
جرئ الرأي لالوم ثناه
شديد العزم مصداق المقال
أبو منذر زعيم لايجارى
أمير جاء من عرب الموالي
صديق صادق وأخ حميم
نصوح تلتقي فيه المعالي
وهل كان الموالي غير قوم
كريمي الطبع محمودي النزال
ولو وجد الكمال ببعض ناس
لكانوا وحدهم أهل الكمال
فمامنهم سوى فذ أريب
بغير المجد حصرا لايبالي
ومامنهم سوى قرم فصيح
يقول الشعر دوما في ارتجال
وهل من غير رفعت كان شعر
تزغرد فيه آيات الجمال
أيا رمزا لعاصينا ورمزا
لعصيان الدناءة والضلال
أتينا نستقي شعرا جميلا
وماتخلو جعابك من نصال
وهل تسلو عن الأصحاب يوما
وليس الحر عن حر بسال
واحسان ابن فيحاء رزين
عليم بالقلاء وبالعضال
يداوي القلب حينا ثم حينا
يكون الشهم مشدود الرحال
فيابيضاء يامازدا سلاما
فكم سخرت ركابك بالجمال

تجوبين الصحاري الشاسعات
وماشعرت عظامك بالكلال
ودوما هاشم يبدو لطيفا
ومحمود السريرة والخصال
بعلم قد يتوه الفذ فيه
إذا "كريبس" يجيئ إلى المجال
وأما في الكلاء فذاك بحر
ويعرف"سيكلكلا" عدد الرمال
يحب السلم في نفس ومال
فيجهل عامدا فن القتال
وعزمك ياأبا حنا عظيم
فلوسك ترتدي ثوب الحلال
فكم سهرت عيونك في مريض
وكم تعبت يداك ولاتبالي
وكم رغب الوضيع الطعن فيك
بسيف الخبث والداء الوبال
فكان الأمر معصوما عليه
وكان العيب فيك من المحال
سلاما يا أبا حنا سلاما
يوافيك مع الريح الشمالي
وأما خالد فله أياد
تجيد الطبخ إلا في المقالي
فكم من كبة صنعت فكانت
لنا أشهى مع الماء الزلال
كثير"النق" دوما في صراخ
عظيم الشكوى مشهور السجال
إذا ماجاء بعاج يصير
وديع النفس ممتنع الجدال
ومامن كبسة إلا وتدري
بمضحي ذلك الرجل المثالي
يزيل اللحم عن عظم سريعا
فتجري في الحلوق على عجال
كريم همه اطعام صحب
كبعض من مساكين الصومال
لقد نعق الغراب وكاد بون
يفرقنا ويودي بالوصال

وكان الأمر من سود نفوسا
فجارت خبثهم سود الليالي
وراح البعض يهجونا بظلم
وبعض هذا من بعض البغال
ويحسب ان تفاخر صار فذا
ولافخر لأشباه النعال
بغال في جميع الجسم إلا
نعال طؤطئت تحت العقال
أمنصور يريد العيب فينا
ويسمع حاسدا عبدا لمال
ولاعيب لنا إلا لقاه
وإهداه المكارم بالتتالي
وعفو عن أمور لايراها
وكيف يرى ضرير العقل خال؟

أبو جاسم 01/07/1995