بائع جوالات مستعملة
كان ينتقل بين القنوات متأففاً , يزدرد ريقه كل دقيقة وعيناه غائرتان لا يعرف أي فكرة تبحث عنه أو يبحث عنها .
دخلت امرأة عجوز يداها ترتجف وحالتها بائسة وحزن يلتفها, رغم صفاء عينيها الغائرتين , قالت لدي جوال قديم جداً هل تشتريه
قال أراه أولا يا خالة : مدت يدها المرتجفة تسحب الجوال من حقيبتها وبحث يدها يمينا يساراً,ثم أكدت عيناها أنها أمسكته , وضعته في يده بحرص شديد
نظر إليه قال هذا قديم جداً جداً قلبه بين يديه ثم حاول تشغيله لم يعمل
ثم وضعه أمامه على الطاولة وعيناه تؤكد أن لا نفع منه ,قال يا خالة الجهاز عمره أكثر من ثلاثين سنة لن تجدين من يشتريه منك
قالت أرجوك إني بحاجة للنقود
رأف بها وقال سأشتريه ربما لأضعه في واجهة المحل ثم أعطاها ما ألهمه قلبه وهي رضيت وانصرفت .
قلب الجوال بين يديه كان قديماً جداُ ثم فتح غطاءه شاهد بقايا دماء ناشفة استغرب الأمر ثم نظفه البطارية كانت لا تعمل .
جائته الفكرة بحث عن جهاز له أشرطة ثم مد الأشرطة لداخل الجهاز ثم شغله الجوال وفعلاُ أصدر الجاهز نغمة معلنا أنه يعمل شاهد بعض الأسماء فيه ثم ذهب للرسائل فتحها كان هناك عدد كبير من الرسائل فتح أول رسالة
قرأ المقاومة تقصف مدينة عفولة بعشرات الصواريخ المرسل وكالة الأنباء السورية.
انتقل للرسالة الثانية: حزب الله يقصف القاعدة المركزية لسلاح الجو الصهيوني في رامات ديفيد.
الرسالة الثالثة. مقتل عشرات الجنود من لواء غولاني وضابط في مواجهات عنيفة مع المقاومة.
الرابعة:وقوع أكثر من عشرين إصابة بين قتيل وجريح في صفوف العدو في عيتا الشعب
الاحتلال يتراجع عن محور كفر كلا العديسة بعد مواجهات عنيفة مع المقاومة
المقاوم تدمر دبابة وجرافة للعدووتجبر العدو على الانسحاب
المقاومة تدمر سفينة حربية إسرائيلية نوع ساعر طاقمها 53 إسرائيليا
المقاومة تدمر سبع دبابات وجرافتين وجيب مصفح.
المقاومة تعاود قصف كابري غشرهازيف غرانوت هالجليل ونهاريا وكريات شمونا
العدو يرتكب مجزرة قانا الثانية ويقتل عشرات الأطفال
المقاومة تعاود قصف كابري روشبينا والحولة والجليل وصفد وحيفا بعشرات الصواريخ
قرأ عشرات الرسائل وكان في كل رسالة ينتفض
حتى وصل للرسالة الأخيرة
أمي قررت أن التحق بصفوف المقاومة لا تنسي الدعاء لي وللمقاومة.
وقف الرجل لحظتها ثم قلب الجهاز ونظر بالباب ثم هرع خارجاُ من المحل يبحث عن تلك المرأة لكنها كانت قد اختفت.
اليعربية
4/8/2006
طارق شفيق حقي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس الساهر