أقامَ المركز الثقافي بكفر حماد شرقية / مصــر احتفالية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو 1952
التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
وقد تم توجيه الدعوة لي بهذه المناسبة، وقمتُ أمس بإلقاء هذه القصيدة التي أكدتُ فيها على شباب مصر وحيويتها رغم المحن
وتواصلاً مع زوار المربد الأعزاء يسرني تقديمها لكم مع باقة وردٍ شذية:
إلى ِمصَر في عيدِهَا
*******
في كلِ عامٍ ويومُ العيدِ يْزَدهِــــرُ
وأنتِ مبتدأُُ التاريخِ ِوالخَـــــــــبَرُ
وأنتِ مَحْمُولَةٌ في نُــــــــورِ أعيننا
وأنتِ قلبي وأنتِ السمعُ والبَــــصرُ
وأنت ِأُنـْــــشُودَةُ الدنيا بأجمعها
وأنتِ لحنٌ وقلبي العودُ والوَتــــــرُ
خمسونَ عاماً مضتْ والعيدُ يجمعنا
وأنتِ عَذْرَاءُ والعُشَّاقُ قدْ كَـــثرُوا
وأنتِ مازلتِ في العشرينَ فاتنةً
والناسُ حولكِ َقدْ شَاخُوا وقَدْ كَبُرُوا
وكلَّما مرَ عامٌ كنتِ سَــــــــــاحِرة ً
وفوقَ شعركِ غنَّى الليلُ والسَــــهَرُ
وفوق خَدَّيكِ يغفُو الوردُ في اَلَقٍ
فَيسحرُ النحلَ إن أودَى به الــسفرُ
عيناكِ يا مِصرُ أغلىَ ما بأعيننا
فالنيلُ ماؤُهما يجري ويَــــــنْهَمرُ
كأن َدمـــــعَ صديقي زادَها فرحاً
ويضحك القمحُ والعصفورُ والشجَرُ
نَهْداكِ مُـذ قامت الأهرامُ قد شَمُخَا
حتى استدارا وغنَّى فيهما القمَرُ
تـَحيضُ كلُ نــِـسَاءِ الأرضِ قاطِبَةً
وأنتِ أطهرُ أمٍ ما بها ضَـــــــــرَرُ
وعند نِيلِكِ يأتي المُذنـــبونَ وقَدْ
تَابوا إلى اللهِ من ذنبٍ وقد طـَـهُروا
حضَارة ُالغربِ أفلامٌ مُـــدَ بـــْلَجةٌ
وفيكِ من ألفِ ألفٍ ينطِقُ الحَـجرُ
بكِ الحضاراتُ مرتْ وهي صَاغرةٌ
وأنتِ شَــــامِخةٌ والمَجْــــــدُ يزدَهرُ
فذاكَ فِرْعَونُ في التابوتِ منبسطٌ
على ثرَاكِ وفي تابوتِه الأثــــــــــرُ
ومن يُردْ فيكِ إلحاداً وتـــــــــْفرِقةًً ً
يمتْ وفي موتِه الأسرارُ والعِبَــــرُ
ومن يُرِدْ بكِ ظُــــــــلماً ومنازلةً ً
على حدودكِ يهوَى ثم ينكــــــــسرُ
لم يعرفِ الخوفُ في عينيكِ مَسْكَنَهَ
فأنتِ محروسةُ أوصَى بها الـــقدرُ
قال ادخلوا مِصرَ حتى أن داخلها
له الأمانُ وأنتِ الدفءُ والمـَــــطَرُ
يا مصرُ أيتها الأرضُ التي ضَحِكَتْ
فسالَ من شفتيها الماءُ والــــثَمَرُ
يا مصرُ يا أزهراً أزهى حضارتها
وبُورِكَتْ فوقهَا الآياتُ والـِّســــورُ
يا مصرُ أيتها ألامُ التي صَبرَتْ
على فراقِ بنيها وهي تـَـــسْـــتَعِرُ
ها هم بنوكِ وقد طافوكِ كعبتهم
وهم بِحُبِكِ قد هامُوا وقد سـَـــكِِرُوا
هُمُ علىَ العَهدِ ماضَلُّواالطريقَ وقََدْ
حَجُّوُا إليكِ وصَلوا فيكِ واَعـْتَمروا
فــسامحيني إذا ما العِشْقُ أَرَّقني
وعانقيني ففي كفيكِ احتَــــــــضِرُ
إبني يُسَائِلُني من مِصرُ يا أبت ِ؟
أجيبُهُ مِصرُ نبضُ القلبِ يا(عُمَرُ)
فإن توقفَ نبضي عن كـــــتابتِها
فَقُلْ لقلبِ أبيكَ الشِّعرُ يَعْـــــــــتذرُ
وضُمَّني في ثَرَى أُمـي وبُـــثَ لها
قصيدتي بعد موتى سوفَ تَنْتَــــشِرُ