دعْ القلب يحيا قبْل َأنْ تذوبَ روحه!!..
خطرات تعاقبت على النفس ...
خطب يسير هوناً ليصدع منه الحشا , ويبلو معه الفكر ...
حيرة ولهى لن يلومها ذو بصر ..فوقعها على الفؤاد كوقوع العلل المدنفة
لا ينفعها العلاج مع تقدم الطب !!!..
نوع متفرّد من تنهدّات جوى القلب لا خيار فيه ..
فلا الرأي يملكه , ولا العقل يدركه , ولا أحد من حولي يعلم مما أنا عليه من العذاب والألم ..
وحيدة بلا مؤنس مع الليل وشجونه , وساعة الانتظار قد طالت مع قرح الجفون , ودمع العين , ووهج الأحزان ..
كأنّه مقدور عليّ أن يستحكم فكر الحب في معاودة النظر , والتفكّر مع صاحب القلب , ومقضيٌ أن لا أدخل الأسباب إلى قائمة ما يتزاحم في خواطر الصدر ..
وإذا ما حاولت أن أتجاوز الحدود فالويل للقلب من دائرة لومة الزمان
و الظرف !!..
أقسمَ لكَ أنني لن أستطع مدافعته ,وصرفه رغماً من شدّة ألمه , وعلمي يقيناً أنه محظورا عليّ أن أحيا معه قائمة الأماني والأمل ...
بذلت جهدا في دفعه بعد أن تعاطيت قدر ظرفه ونتائجه , ولكن عذراً لن أعد أستطيع أن أولي شطر عمري عن جهته بعد أن استحكم بمجموع كل
ما في القلب ..
كيف لي أن أصرف بصري عن مكانه , وكل ما في الفكر قد استجمع حديث روحه بلا تمهيد , ولا اختيار..
صريحة في قولي ..
أعرف بأنني لن أبوحَ لكَ سراً مكتوماً بعد أن أخبرتكَ بكلّ أحاسيس صدق كيان عمر القلب ..
تاقت النفس إلى حديث الصدق , وكلمة الوفاء , وعلم الإخلاص , ولن يغيب عن الذهن بأنك تعلم ما في داخلي دون أن أخبرك عن خفقة الصدر , وعذاب الوله مع الحرمان ...
أستحلفكَ يا رؤى القلب أيتعبكَ لقاء القلب , وصوت الصدق !!؟؟...
أيضرّكَ استدامة الحب والوفاء !!؟؟...
كلّ ما أفكر به يا صاحب الروح هو تخليص القلب من ألم الحسرة والحرمان ...
فوالله لم أعد صابرة أن أكون في منأى عنكَ بعد أن أصبت بسهام حديث فكركَ ولهى اللبّ , وسهام الشوق , ورؤى الأماني , ووهبتني مكارم العطاء ,والجود, والفضل, والإحسان ..
الفكر لم يزهر وينمو إلاّ حين يسمع حديثكَ , ويستظل بوارف ظلال نسيم فكركَ وهو يأمل أن يفرغ ما عنده على صفحة لسان قلبه دون حشو منمق , ولا تكلف مستعار ..
العمر يمضي و مع كل لحظة أنتظر منكَ أن تُسْمعني حديث الفكر لأزيّن الحلم مع الخيال , وأسمع بعدها لحن أغنية الحب والوفاء ...
قد تسميّ هذا جنوناً , ولن يستطيب لكَ الوصول إليه , والتعلّق به !!؟؟؟..
وما أحياه في الداخل ليس سوى قطعة من العذاب تلتوي على نفسها لتزيد من شائكة عقدة الظرف والزمان , وليس أمامي إلا أن أجوب القفار وأنا آمل أن يحلّ الله عقدة هذا القلب المتيّم الولهان ...
غاية الألم تؤلم الأحداق كطفل تائه وسط الطرقات يئن بصرخات دفينة , وأحزان عميقة وهو يأمل أن يعود من جديد إلى ديار حبّه , ونفَس أمّه ..
ترى لو تركته هائماً على وجهه يبحث بين الذي يطرحهم الأشغال الشاقة عنه كيف سيكون مصيره !!؟..
من المؤكّد سيستهان به , وإن جلّ في عطائه وصدقه , وستحرق شمعة براءته وإن أضاءت درب غيره !!..
دعْ القلب يحيا قبل أن تذوب روحه , فصروف الدهر تجتاز زمن عمره , ونوازل الضنى تفتك بدم عينه , وهو لا زال يستبكي معالم أطلاله ..
في وحدتي ذكرتكَ وقد صرعني فكر القلب السقيم , ونفى عن العين لذة الوسن , فهل لكَ أن تصفو لحليفة روحكَ , ولا تدع البين والهجر يفتك بأعضاء مجموع الروح والجسد !!..
لا أدري والله إن كنت أركب بحراً لا ساحل فيه , ولا نجاة منه قد يدفع بصاحبته إلى دائرة ركب الغرق !!..
أعلم بأن ما أتمناه هو مسلك خطر , وليس أمامي سوى أن أرفع يدي إلى رب السماء مع منتصف كل ليل لأناجي رب الرحمة والعفو , وأشكو له ضعف حيلتي , وعذاب شهقة قلبي ...
يارب لا أريد إلا اجتناب محرماتك , وفعل واجباتك , وتجاوزي عما
لا يباح به لعبادكَ ..
أسألك يا الله وأنت المجيب أن تجعل الوفاء لعهد الصدق , والتأدّب بآداب الخلق , وما ينشرح له الصدر , وما تطمئن إليه نفَس الحب سكناً شاملا لعماد الروح والفكر والقلب ..
لن ألجأ إلى سواك يا من يرحم عباده , ويرعَ عباده , ولن أستجير إلا بك
يا من يجيب المضطر إذا دعاه ..
وأدعوك رغبا ورهبا خاشعة بين قوّة قدرتك , وأطلب الرحمة والإنصاف لقلب لم يعرف إلاّ الصدق والوفاء والود في حشوه ..
فارحمه يا رحيم , واعف عنه , وعن خطاياه يا غفور , وأصلح من شأن حاله فقد ظلم نفسه وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنتَ ...
بقلم : ابنة الشهباء
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس الساهر
