قلبت أوراقي ذات مساء
فوجدت بعضا
من قصاصات أوراقك
تسكن شرايين أوراقي
نسيتها
أو توهمت أنى نسيتها
فضضتها
تنسمت عطرها
أخذتني حروفها
وجدتها تقبع
في قاع ذاتي
تناولتها بلهفة
وقرأتها باشتياق
وجدتك هناك تسكنها
تكتب لها البقاء
تذكرتك
وأنا التي لم أنسك يوما
فكيف بالله عليك
تطيق الفراق
حروفها من دمائك
ومن دمائي
التي اعتراها الاحتراق
تاه الزمان والمكان
من حولي
استغرقت في الذكرى
إلى حد الإغراق
كانت حروفى حروفك
فكر واحد
واحساس يتهادى
بكل اتساق
كلما أنهيتها
قرأتها من جديد
وكأني أقرأك
وكأني أراك
وكأني أبصر
الفجر بعينيك
وكأني أرى القمر
الذى يهل بين راحتيك
وكأني أسمع
شدو الطيور
تغرد بها شفتيك
وكأني أتنسم الرحيق
الذي جاد به الزهر
الذي رويت
وكأني ألمس النجوم
التي احتفت بك
عندما أتيت
بللت دموعي أوراقك
من فيض الحنين
فأسرعت بتجفيفها
خوفا على حروفها
وخوفا عليك
فكم بها حلمت
وكم معها سافرت
وفى بحارها العميقة
كم غرقت
وكم انتشلتني
عندما بكيت
ولأنها معي
ولأنك معي
فقد بقيت
تسكن
حيث سكنت
أغرد بلحنها
الذي بداخلي
قد شدوت


عبير