النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نظرة تأمل ..هروب.. كلمة !!..

  1. #1 نظرة تأمل ..هروب.. كلمة !!.. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    نظرة تأمل ..هروب.. كلمة !!...

    سأحاول في رسالتي هذه أن أتوجه نحو وحدة الغاية في الحياة دون انقسام
    ولا صراع مع الشخصية , وأتوق أن ينصرف الفكر إلى شمول الغاية لأبحث
    بين كل الاتجاهات عن أسباب هذه التيارات والانقسامات داخل النفس ...

    حياة الإنسان وحدة كاملة لا يمكن لها أن تتجزأ .. منهجه هو الاتجاه نحو الأعلى , وغايته رضا النفس , ودليله وحي الفكر والعقل ..
    موقف الفكر والإرادة لا يحتمل التأويل لأنه يتمثل في حياة الكائن البشرية ,والفطرة التي فطره الله عليها ...
    الحياة تنقسم إلى حياة مادية , وروحية وكل واحدة منهما تشكل اتساقا معينا لا يمكن أن ينعزل أحدهما عن الآخر وإلا لفقد المرء إنسانيته ..
    ولهذا الاتجاه نتيجة قد تسعد المرء , أو تجده يحس بالندم والعذاب مدى حياته ..
    فلا يكفي أن يأخذ المرء على عاتقه تحديد الصلات المتعلقة فيما وراء النفس والخيال , فهناك الصلات المنطقية التي تربط حاضر الإنسان بماضيه ومستقبله ..
    إذاً فالحياة منطوية على معنى , إنها وحدة إيجابية تتلازم مع النفس والفكر معا ..
    قد تتعرض النفس لانحرافات بسبب صراع مابين الخير والشر يحيا في داخلها ..
    وهنا سؤال يفرض نفسه ويحتاج إلى جواب :
    كيف لها أن تتصرف!! ؟؟.
    أأتتخلى عن مقوماتها الحيوية في سبيل أن تركن إلى ما فوق القلب !!؟؟..
    أم تستمر في الحفاظ على هذه المقومات لكي تحس بعلاقاتها الشعورية مع من تحب !!؟؟..
    في أوسع معانيها نجد أن فهم تلك المعطيات الأساسية لا يمكن أن يُرينا بلوغ الإنسان الكمال في الحياة الدنيا ..
    فالكمال هو صفة روحانية لن نجده إلا في بارئ هذا الخلق والكون ..
    إذا ما يجب علينا أن نأخذ من الحياة وما يجب علينا أن نعطي !!؟؟..
    أنعتزل عن استجابة الدافع الغريزي باسم التفرغ للعقل والإرادة !!؟؟..
    من هذا القبيل يجد الإنسان نفسه وكأنه يدخل في دائرة فسيحة من الشكوك والأوهام التي قد تودي به إلى صراع ومتاهات , فيندفع بلا وازع داخلي إما إلى الفساد والضياع, أو إلى الجنون والصراع ؟؟..
    أمن الحق هذا !!؟؟..
    أبدا !!..
    من الحق أن ننظر إلى الداخل على أننا بشر مهمتنا تنفيذ مهام إنسانية نقيم حدودها على أسس ثابتة ومعاني قويمة , وتلك لا نجدها إلاّ إذا كنا على صلة دائمة مع الله ربنا وخالقنا ..

    وإذا ما توفرت هذه الصلاحية المنشودة , وذلك من خلال سلامة الفطرة وصدق اليقين نجد أن الإنسان يتحول من تلقاء نفسه إلى الطريق القويم التي أمره الله به ..
    فالشمول لهذه الآثار المباركة في النفس والحياة تجعل المرء يحس بذاته , ويلمسها في غيره , ويرى وارف ظلالها مع من حوله , وبذلك يزداد رصيده مع بقية عمره..
    قد يجد المشاق والصعاب في طريقه , وقد يشدّد على نفسه , ويرمي بها إما إلى الصوامع أو إلى المفاسد ...
    ترى لمَ !!؟؟..
    لأنه لم يقم لها الحق المشروع , ولم يرعها حق الرعاية , وبذلك يُدفع المرء بقصد أو دون قصد إلى الغلو بالمعتقدات البالية والزائفة مما يرمي به إلى الكبت والخوف والضياع ...
    وقد يترك آثاره وبصماته السلبية على العقل والفكر , فيقعد ملوماً محسوراً غير معذور لأنه قد خلّ بحاجة ضرورية تكمن داخله ..
    لكن هناك أمر آخر قد يتعرض له , ويجده شاق عليه نتيجة الظروف التي تحيط من حوله , ومع ذلك لا محيص عنه وخاصة حين يرى حقوق الآخرين تتعلق به , فيدع النفس تخوض وتخوض في متاهات وأسئلة جمة ..
    إلى أين المسير!! ؟؟..
    وهنا نجد أن النفس الإنسانية تشرّع لذاتها ألوانا من الإستثناءات والإعفاءات في أحوال تخص داخلها ..
    إنه الضعف الإنساني !!؟؟..
    مبدأ إنساني لا غنى عنه , والضرورات تبيح المحظورات .. ومشاعر وأحاسيس القلب تقتضيها مطالب الحياة , وتسعى إلى إقرارها والدعوة إليها ..
    بمقتضى هذا التركيب البشري , والنشأة الإنسانية خلق الله الإنسان في كبد ...
    ندافع عن قضية متكاملة لا بد منها , والحفاظ على مطالبها حاجة ضرورية تأميناً على سلامة الفكر , وإنقاذاً لمشاعر القلب ..
    القلب عماد الحياة , والعقل ذروة سنامه ,وإذا ما اختلّ أحد منهما فالنتيجة منطقية وحتمية لا تستدعي إلى الوضوح أو المناقشة ..
    واقع إنساني لا بد أن نسلّم به .. وإلاّ لماجت النفس بأسباب الذنوب والمعاصي ..
    فجأة وأنا مع هذه الفلسفة المنطقية إذ بصوت من الآفاق يناديني :
    أنا الآن بين يديكِ , وسطوري قد حفظها وعاء صدركِ , ومع ذلك لازلت تأملين مخرجا من عذابكِ وألمكِ !!...
    أنظر هنا وهناك لأجد المنقذ الوحيد من تلك المتاهات التي تحياها النفس والفكر فلم أجد والله إلا كتاب الله الرحمن الرحيم بخلقه !!...
    والله لن تعود النفس إلى الصفاء, ويحتكم الفكر إلى الصواب والرشد , ولن يذهب عن القلب البؤس والشقاء إلاّ إذا ما عرف بحقٍّ الله ربه ..حينها والله نجد أن النفس هادئة مطمئنة لحكمة الله ومشيئته ...

    عن أنس بن مالك رضي عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    قال الله تعالى:
    ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ).
    رواه الترمذي

    أي والله لن ينصفنا إلاّ من هو أرحم من في الخلق ... فقط علينا أن نهاجر بصدق إلى الله خالقنا , ونعلم أن لا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ..
    تلك هي الحمكة المنشودة التي يجب علينا نبحث عتها , ونلتزم بالعمل بها عسى الله أن يرحم ضعفنا ,وإسرافنا في أمرنا , ويغفر لنا ذنوبنا إنه سميع مجيب ...

    كتاب الله هو المخرج الوحيد من تلك الأوهام والأوهاق التي أصابت أنفسنا ..
    أي والله كتاب الله .. فلن تطمئن القلوب, وتهدأ النفوس ,وتسعد الأرواح إلاّ إذا ما عادت إلى الله خالقها, ومدبر أمرها...


    بقلم : ابنة الشهباء
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : نظرة تأمل ..هروب.. كلمة !!.. 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    دائما نعيش مع ما تكتبين حالةً إيمانيةً فريدة ... ثقةُ في اللهِ عز وجل
    الرزقُ والأجلُ بيدهِ وحده .... عليكَ ان تتعبَ الجوارح َوتريح القلبَ ... لأنه سبحانه الخالق المتكفلُ بنا
    تذكرتُ أبياتاً جميلة من الشعر للأمام عليٍ كرَّم اللهُ وجهه :
    لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَعٍ*** فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ
    وَاَستَرزِقِ اللَهَ مِمّا في خَزائِنِهِ*** فَإِنَّما الأَمرُ بَينَ الكافِ وَالنونِ
    إِنَّ الَّذي أَنتَ تَرجوهُ وَتَأمَلُهُ**** مِنَ البَرِيَّةِ مِسكينُ اِبنُ مِسكينِ
    ما أَحسَنَ الجود في الدُنيا وَفي الدينِِ** وَأَقبَح البُخل فيمَن صِيغَ مِن طينِ
    ما أَحسَنَ الدين وَالدُنيا إِذا اِجتَمَعا**** لا باركَ اللَهُ في دُنيا بِلا دينِ
    لَو كانَ بِاللُّبِ يَزدادُ اللَبيبُ غِنىً**** لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثل قارونِ
    لَكِنَّما الرِزقُ بِالميزانِ مِن حَكَمٍ*** يُعطي اللَبيبَ وَيُعطي كُلَّ مَأفونِ
    ابنة الشهباء: وفقكِ الله وأسبغَ عليكِ نعمَهُ ظاهرةً وباطنة..
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : نظرة تأمل ..هروب.. كلمة !!.. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    أي والله يا أخي ثروت الله ربنا المتكفّل بنا

    فهو حسبنا وكافينا !!...

    وكم أننا بحاجة إلا أن نحيا مع قلوبنا لحظات إيمانية تنقلنا إلى عالم الهدي والإيمان....

    نرجو ونأمل من الله أن نعيش دائما لحظة صفاء مع أنفسنا لننقيها من كلّ الشوائب والأدران , والذنوب والمعاصي

    إنه سميع مجيب


    ما أجمل هذه الأبيات التي أتت على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه -

    ليتنا نأخذ منها الحكم والعبر , والمواعظ !!...


    جزاكَ الله خير الجزاء يا أخي الكريم المفضال الشاعر الحر

    ثروت سليم

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. أخبار وخفايا عن هروب الرئيس التونسي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 27/01/2011, 11:05 PM
  2. هروب المساءات ،، قصيد ،، الحمصي
    بواسطة عبدالرحيم الحمصي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29/10/2010, 11:39 PM
  3. ق.ق.ج هروب الكلمات
    بواسطة أيوب الحمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05/04/2010, 11:00 AM
  4. هروب
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21/07/2009, 04:14 PM
  5. تأمل جيدا هذه الحقيقة ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/03/2006, 10:27 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •