إهداء شعري إلى الأخ الكريم ثروت سليم
*****
عندما يئنُّ العفاف
صرخة مُسْلمةٍ
أطرقتُ حتى ملني الإطراقُ//
وبكيتُ حتى احمرَّتِ الأحداقُ
سامرتُ نجم الليل حتى غاب عن//
عيني، وهدَّ عزيمتي الإرهاقُ
يأتي الظلام وتنجلي أطرافُه//
عنا، وما للنوم فيه مذاقُ
سهر يؤرقني ففي قلبي الأسى//
يغلي، وفي أهدابيَ الحُرِّاقُ
سيّان عندي ليلُنا ونهارُنا//
فالموج في بحريْهما صفَّاق
قَتلٌ وتشريدٌ وهَتْكُ محارمٍ//
فينا، وكأسُ الحادثاتِ دِهاقُ
أنا قصة صاغ الأنينُ حروفَها//
ولها من الألم الدَّفين سياقُ
أنا أيها الأحبابُ مسلمةٌ لها//
قلبٌ إلى شرعِ الهُدى تَوَّاقُ
دفن الشيوعيون نَبْعَ كرامتي//
دهرًا، وطارتُ حولي الأطباقُ
حتى إذا انكشف الغطاءُ غرَّدتْ//
آمالنا، وبدا لنا الإشراقُ
وقف الصليبُ على الطريق فلا تسل//
عما جناه القتلُ والإحراقُ
وحشيَّةٌ يقف الخيالُ أمامها//
متضائلاً، وتمجُّها الأذواقُ
أطفالُنا ناموا على أحلامهم//
وعلى لهيبِ القاذفاتِ أفاقوا
يبكون كلَّا، بل بكت أعماقهم//
ولقد تجودُ بدمعها الأعماقُ
أطفالنا بِيعُوا وأوربا التي//
تَشْري، ففيها راجت الأسواقُ
أين النظامُ العالميُّ أَمَا له//
أثرٌ، ألم تَنْعقْ به الأبواقُ
أين السلام العالمي؟ لقد بدا//
كَذِبُ السلام وزاغت الأحداق
يا "مجلس الخوف" الذي في ظله//
كُسر الأمان وضُيِّع الميثاق
أوَ ما يحركك الذي يجري لنا//
أوَ ما يثيرك جرحنا الدَّفاق؟!
يُعفى عن الصرب الذين تجبَّروا//
وطغوا، ويُفرد بالعقاب عراق
هذا وربك شر ما سمعت به//
أذْنٌ وما كُتبت به الأوراق
سرج العدالة مال فوق حصانها/
ولوى العنان إلى الوراء نفاق
كُشف الستار وبان كل مخبَّأ//
فإلى متى تتطامن الأعناق
أنا أيها الأحباب مسلمة طوى//
أحلامها الأوباش والفُسَّاق
أخذوا صغيري وهو يرفع صوته//
"أمي" وفي نظراته إشفاق
ولدي؛ ويصفعني الدعيُّ.. ويكتوي//
قلبي.. ويُحكم بابي الإغلاق
ولدي.. وتبلغني بقايا صرخة//
مخنوقة.. ويقهقه الأفَّاق
ويجرني وغْدٌّ إلى سردابه//
قسرًا، وتُظلِمُ حولي الآفاق
ويئن في صدري العفاف ويشتكي//
طهري، وتغمض جفنَها الأخلاق
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم//
فدمي هنا يا مسلمون يُراق
عرضي يدنس أين شيمتكم؟! أما//
فيكم أبيٌّ قلبه خفَّـــاق
أختاه أمتنا التي تدعينها//
صارت على درب الخضوع تُساق
أودت بها قومية مشؤومة//
وسرى بها نحو الضياع رفاق
إن كنت تنتظرينها فسينتهي//
نفق، وتأتي بعده أنفاق
مُدي إلى الرحمن كفَّ تضرع//
فلسوف يرفع شأنك الخلاق
لا تيأسي فأمام قدرة ربنا//
تتضاءل الأنساب والأعراق
*******
د. أبو شامة المغربي