من يفهم قولي, ويفقه فهم حاجتي !!؟؟..
مصداقة في قولي , عالمة حال أمري. .. لكن تائهة عما يجري في داخلي ...
وجدت بعد أن تكلمتُ مع ذات الفكر , وحدّثني عن أمور ظرفه كأنّ الدنيا تلفّ بأحزانها وآلامها لتطوّق كل الآمال والأحلام ..
إلى من أعدو !!؟؟...
مع من أتكلم !!؟؟..
أعدو إلى المستحيل الذي هو في الخيال !!؟؟..
أم أتكلم مع النفس التي طالما بقيت وحيدة دون مؤنس يواسي وحشة القلب الولهان !! ؟؟..
من يفهم قولي, ويفقه فهم حاجتي !!؟؟..
من يستدلّ على النقص الذي انقادت إليه سند أفكاري !!؟؟..
أأستحق الهلاك لمسألة التقطتها من بيان الشعر, وبديع الكلم لتتربع على عرش الرأي والفكر !!؟؟..
عجبا !!..
عجبا من لغة تعجبني لتزيد من همّ الشقاء والألم !!..
عجبا من هذا الزمن الغابرالذي يودّ أن ينفي عني لقاء الحبّ , ليقيدني بأغلال القسوة والهجر !!...
جرح اللسان والله أشدّ فتكا من طعنة السيف لأنه يبقى ملازما مع القلب طيل العمر ..
ومع ذلك تجدني أحمل القلم بين جوانحي لينزل على الروح بشعر موزون, ولفظ منثور .. فلا رابطة بيني وبينه إلا رابطة الفخر والمجد والصدق ..
ولازال كما هو ثابت الموطن في القلب ..
ستقول لي يا عزيزي قبل أن أكمل حديثي وإياك :
لستِ بقادرة على التصرف المبين والنطق السليم .. في زمن غاب عنه قول الحكمة وسداد الرشد والرأي !!..
من يسمعكِ والظلم والطغيان يحاول أن يقتل ما في داخلكِ !!؟؟..
من يسمعكِ وأعداء الله ورسوله سيعتدون على حرمة سطورك ِ!!؟؟..
بل ربما سيحكم عليكِ بالموت إذا ما أفصحتِ عما في قلبك !!؟؟..
وما تأملينه قد يجر إليك والله الكوراث والويلات في زمن غاب عنه قول الحق ,وحكمة الصدق ...
إذا تريدني أن أستسلم لطاغوت الإرهاب والظلم !!؟؟؟.....
كيف لي أن أستسلم وقد أمرنا الله بقول الحق !!؟؟..
كيف لي أن أستسلم وأمتي تحترق بنار البغي !!؟؟..
أما يجب أن نرفع صوتنا , ولا نرضخ لسهام الظلم , وسيف الطغيان ..
كيف يكون هذا يا ابنة الإسلام !! ؟؟..
والله إنك لحالمة وسط بحر هائج من لجج الهم واليأس والأحزان !!؟؟...
لكن ليس يعني أن نستسلم للذلّ والهوان !!...
أبين الكلام يا عزيزي هو الصدق لسؤدد حرمة القلم ..
ويأبى إلاّ أن تسعد به النفس من جدّ فكره , وصدق كلمه , وصلاح رأيه !!...
وإذ بصوت قوي يرج في الآفاق :
لمّ تحاولين أن ترمي بروح فكركِ إلى متاهات البأس , والألم , والأحزان !!؟؟..
لا أريد أن أسمع هذا الصوت ..
لا أريده والله !!..
يعود ليصرخ في وجه الصدق :
أَوَ بكِ كلام بعد ذلك !!؟؟؟...
نعم سأزيد عليه لأبين لك ما يكمن في القلب .. أريد أن أخرج من ديار الظلم والبغي ثم أقف على منبر الحكمة والرأي لأخبر العالم بأنني لا زلت أحلم يوما أن تعود الكرامة والعزة لأمة الإسلام !!..
لن تكون هذه رواية خطيب , ولا مقاطع قصيدة شاعر.. بل قولة حق يجب علينا أن نعلو بها لسمو القيم , ومعاني الإحسان ...
لا تظلمني لأنني أريد أن أكون صادقة في مذهب قضيتي بعد أن استعظمها سمو الرأي ليبلغ بيان حُسْن الأدب , وسلطان صدق اللسان ....
لا تجعل الحق باطلا والباطل حقا ...
لا تسفّه من أحلام العمر , واجعل حروفك ناطقة بالحقّ دون خوف ولا وجل إلاّ من الله خالق الأكوان !!..
أعرف بأنه من سيقول :
إنك تريدين أن تحدثي شغبا, وترمي بنفسك إلى مراتع الهلاك والتشرد !!؟؟..
لن يسرني أن أكون ظالمة , ولن يرضيني أن أبقى مظلومة .. ومضيت في طريقي
لأبيّن ما حملته لأمتي أجمل آيات الحب والإحسان ...
قد يخالط الحقّ المصيب باطلا .. لكن يبقى الحقّ حقّاً , والباطل باطلا , والصبح مهما طال الليل لابد له أن ينجلِ , ويبزغ من جديد فجر النصر لأمة الحق والإيمان ..
بقلم : ابنة الشهباء