إياكم وأهلنا في العراق مواقف الفتن !!....

أمير المؤمنين الفاروق العادل / عمر بن الخطاب رضي الله عنه - / حين علم بحشود الفرس الطاغية في بلاد الرافدين أرسل إلى المقاتلين المسلمين وكتب لهم :
(( إذا اجتمع المسلمون , فليكن كلّ أمير على جيشه .... وليكن أمير الجيوش جميعا النعمان بن المقرن .... فإذا استشهد النعمان , فليأخذ الراية حذيفة ... فإذا استشهد فجرير بن عبد الله ))...


الفرس في مائة وخمسين ألفا .... والمسلمون في ثلاثين ألفا وتدور رحى المعركة (( معركة نهاوند )) ويسقط الصحابي الجليل
( نعمان بن المقرن شهيدا ) ليحمل الراية من بعده البطل المقدام , والفارس الذكي ( حذيفة بن اليمان ) ...

الفارس الذكي أوصى أتباعه أن لا يشيع بين الجند خبر استشهاد صاحبه ( النعمان بن المقرن ) حتى لا يصيب الجيش اليأس والقنوط ...
القتال يدور ورحى المعركة يشتدّ وطيسها وإذ بالصحابي الجليل قائد المعركة :

حذيفة بن اليمان

يهب كالأسد الكاسر وينقض على الفرس في معاقلها وهو يردد صائحا :
الله أكبر : صدق وعده !!..
الله أكبر : نصر جنده !!..


ثم نادى ليجوب صوته الآفاق العليا :

(( يا أتباع محمد .... هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم , فلا تطيلوا عليها الانتظار ... هيّا يا بدر ... تقدموا , يا أبطال الخندق , وأحد تبوك ...))

من يهبّ الآن وينادي:

يا أهل نهاوند تقدّموا ولا تخافوا أهل البغي والظلم والطغيان, وأهل النفاق , وأصحاب الشرّ والفساد !!؟؟؟.....

أنسيتم يا أهلنا في العراق حين دخل عدو المنافقين ,والورع التقي ,والبطل المقدام , والفارس الذكي – حذيفة بن اليمان – بلادكم وأصبح واليا عليها!!! ؟؟؟...


لم يبصر أهل العراق أمامهم إلا رجلاً مضيئاً , مؤمناً ثابتاً , يركب حماراً وأمسك بكلتا يديه رغيفاً وملحاً , وهو يأكل ويمضغ طعامه!!...

أهل العراق أصابتهم الدهشة !!؟؟؟...
أجل أصابتهم الدهشة لأن واليهم لم يكن معه حرس شرف, ولم تقدمه جيوش جرارة , ولا فرقة الكشاف ولا ولا ...........

ألقى على أهل العراق نظرة فاحصة في وجوههم وقال لهم :

إياكم ومواقف الفتن !!!؟؟؟؟؟؟

قالوا وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله !!؟؟؟؟....

قال :
(( أبواب الأمراء .... يدخل أحدكم على الأمير والوالي , فيصدقه بالكذب , ويمتدحه بما ليس فيه ))...

أسمعتم يا من تقفون مع أهل النفاق والظلم والبغي والعدوان ضد من !!!؟؟؟؟..
ضد من يدافع عن أرضكم , وحرمة بلادكم !!!؟؟...
ضد من يريد أن يحميكم من تلك الذئاب المفترسة التي تريد أن تنهش أعراضكم , وتنهب ثرواتكم, وضدّ من يريد أن ترفع راية الحقّ والعدل فوق سماء وطنكم !!؟؟...


حذيفة بن اليمان يا أهلنا في العراق كان عدوا للنفاق والمنافقين , تعلّم من مدرسة الحبيب الصدق ونهل منها الأمانة والإيمان , وتأدب على مأدبة القرآن , فكان يحبّ القوي في الحق , ويبغض المرائين والمخادعين , بل وصل إلى أبعد من ذلك , وصل إلى علم قراءة الوجوه من النظرة الأولى واهتم بدراسة النفاق والمنافقين حتى كان يقول :

(( كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الخير , وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني )) !!؟؟؟..

ألم يحقّ لنا أن نسأل من الذي أتى بأخطبوط الشر والفساد الذي استشرى بخيوطه الخبيثة في بلاد الرافدين عراقنا !! ؟؟؟؟...
ألم يحق لنا أن ننبذ النفاق والمنافقين, ونخلص لله ورسوله عسى الله أن يرحمنا , ويعيد لنا عزتنا ومجدنا وكرامـتنا !!؟؟....
ألم يحق لنا أن ندرك أهداف هذه الحرب الخبيثة القذرة على شعبنا في العراق الجريح !!؟؟؟
ألم يحق لنا أن نعرف بأنها حرب صليبية متصهينة هدفها قتل روح الجهاد والإسلام ,وانتزاعها بقوة السلاح من قلوبنا !! ؟؟....
ألم يحق لنا أن نعود ونهاجر إلى المنهج القويم والأصل الثابت التي رسمه الله في كتابه العزيز ونجعل منه دستورا لطريق دعوتنا !!؟؟.......


ألم يحق لنا أن نقرأ ونتدبر مايقوله الله لنا !!؟؟

{ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}

[الصف آية : 10-11 ]


بقلم : ابنة الشهباء